صحيفة السوسنة الأردنية

في رمضان يحلو السهر و السمر. كلمات اعتدنا على سماعها وتطبيقها في بعض الأحيان. في رمضان تحلو الجلسات العائلية و تبادل أطراف الحديث قبل الإفطار و بعده . في رمضان تتجمع الأسرة الواحدة على مائدة واحدة. في رمضان لا يفارق القرآن أيادينا و لا يفارق الدعاء و الاستغفار شفاهنا.

 

في شهر التوبة و الغفران، لا استغابة و لا نميمة. لا خلاف و لا ضغينة. في رمضان تخلد السكينة في أرواحنا لتشعرنا براحة تساوي في جماليتها سنة طويلة من التعب و العمل والاجهاد اللامحدود.

 

في كل رمضان نخسر عادة حميدة كنا قد نشأنا بها. فعاما نفتقد جمعتنا الأسرية المعتادة، لأن أخي قد سافر للعمل بالخارج وأختي قد تزوجت.

 

يتبعه عام نفتقد فيه لذة الاستيقاظ للسحور كما اعتدنا في السابق. فقد كانت طبول " المسحراتي " تستهوينا في كل ليلة، ونركض للنافذة لرؤيته يوقظ النائمين على أنغام أشعاره الخاصة. 

 

لكن المعنى الذي لا يمكن أن ينقص أو يترنّح من مكانه، هو أن لرمضان لذته الخاصة. اللذة المليئة بالإيمان و التراحم و التعاطف و التآخي بين المسلمين كافة. 

 

في رمضان نتلذذ بالعبادات و التقرب الى الله زلفا و الدعاء المتكرر لعل الله يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا .

 

رمضان... شهر التوبة و الغفران.. شهر لنكران الذات و النظر للآخر.. ثلاثون يوما لربما تغير حياتك القادمة و الباقية .. أربعة أسابيع نستغلها لعلها تكون نقطة انطلاق لحياة جديدة أقرب ما تكون الى الصلاح... رمضان بالقرب من الله أحلى.