كاوست وكايسيد والتعليم العالي

mainThumb

27-05-2017 08:46 PM

تعتبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، والمتخصصة في الابحاث والدراسات أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم بمساحة 36 مليون متر مربع ، كما أنها تحتل مرتبة متقدمة في مجال البحث العلمي، تنافس جامعات الدنيا المرموقة .
 
كاوست  جامعة سعودية أسسها الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز وافتتحها عام 2009 بحضور  أربعين رئيس دولة بينهم جلالة الملك عبدالله الثاني وحائزون على جوائز نوبل، منهم من يدرس في الجامعة الان،ترفض وزارة التعليم العالي الاردنية الاعتراف بها..!.
 
مثير للاستغراب أن لا يعترف الاردن بمثل هذه المؤسسة الكبيرة ، لاسباب لا علاقة للمعايير العلمية والاكاديمية بها، وانما بنصوص قانونية طبقناها نصا ، وتركناها روحاً .
 
أُنشئت كاوست بعيداً عن قانون التعليم العالي السعودي، الذي يشترط أن يكون رئيس الجامعة سعودياً، ويحدد سقف الرواتب،ويمنع الاختلاط،فكاوست اليوم مختلطة ورئيسها عالم أميركي ورواتبها عالية،ومنارة علم وانفتاح في السعودية،تتبع شركة آرامكو ، وعدم اعتراف الاردن بها يأتي تطبيقا لنص قانوني يشترط اعتراف الدولة بالجامعات الموجودة على أراضيها .
 
 هنا يجب النظر الى روح النص والمقصود ومنه، وليس حرفيته، فكاوست اليوم تنافس هارفرد وستانفورد وأم آي تي ،كما ان الجامعات السعودية تبتعث طلبتها اليها لنيل الشهادات العليا وبالتالي تعترف بها ضمنياً .
 
نحتاج الى قرار حكيم وموضوعي للاعتراف أردنيا بكاوست، فمن الظلم أن لا نعترف بجامعة بهذه المواصفات، خاصة أن لدينا طلبة يدرسون فيها، فللجامعة اسهامات كبيرة في الحضارة الانسانية عبر تقدم العلم والتقنية من خلال البحوث الجريئة وتوعية القادة ، كما تضم مراكز بحثية متطورة منها مراكز أبحاث الاحتراق النظيف، ومركز الحاسوب الذي انتج نظام الحاسب الالي الخارق شاهين 2 ، وغيرها الكثير .
 
أما فيما يتعلق بمنارة الحضارة الاخرى التي قدمتها السعودية للعالم، فكان مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين اتباع الديانات والمعروف بـ "كايسيد"، والذي يهدف الى ادخال لغة الحوار في المؤسسات التعليمية الدينية وبلورة مبادرات حوارية من خلال تلك المؤسسات .
 
كم نحن بحاجة اليوم الى حوار حضاري في مؤسساتنا التعليمية الدينية " كليات،معاهد،مراكز .. الخ"، التي ما زال بعضها يعيش في فلك التشدد والتفرد، ورفض قبول الآخر، وعدم تقبل فكرة فتح تخصصات الأديان الأخرى والحوار بين أتباعها، بل ذهبت بعض تلك المؤسسات الى وضع العراقيل والصعاب أمام كل من يحاول المشاركة في تلك البرامج الحوارية الهادفة اشباعاً لفكره المتشدد ، في وقت نحن في أمس الحاجة الى تلك البرامج ودعمها لمواجهة الفكر الظلامي الداعشي الذي لا يرحم رضيعاً ولا امرأة أو شيخاً .
 
نحن في الاردن، نفتخر دائما بكفاءاتنا البشرية، الا أن غيرنا سبقنا بأشواط كبيرة، فعلى وزارة التعليم العالي في بلادنا اجراء اصلاحات قانونية، ومراقبة مؤسساتنا التعليمية الدينية حتى لا تقع بيد أصحاب الفكر المتشدد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد