شيطنة جهود السعودية .. لماذا؟ - مصطفى الأنصاري

mainThumb

28-05-2017 03:25 PM

 الذين صفقوا لـ«جاستا»، ويريدون خراباً ودماء في السعودية، أسوة بأقطار عربية وإسلامية عدة، ليس عجباً أن تسوءهم عودة العلاقات السعودية - الأميركية إلى سابق عهدها أو أحسن، ولا أن يروا الاستثمارات الموقعة في القمة السعودية - الأميركية بعين السخط.

اللافت أن يكون تعبيرهم عن ذلك في صيغة النصح والرأفة والرحمة بالسعودية وشعبها. أو أن يكون لهذا الصوت النشاز، الذي يفتعل المساوئ، وعينه كليلة عن كل نجاح أو إيجابية، صدى محلي، تعرفه في لحن القول والتعليقات والأماني، وبعض التغريدات.
 
أما أن تخصص صحف «حزب الله» وسورية مقالات مهمة، لهجاء الزيارة وما صاحبها، ناهيك عن طهران، فهذا معتاد، تكرر في مناسبات عدة.
 
ومن يقرأ مقالات غازي القصيبي التي جمعتها دار «جداول» في كتاب «عين العاصفة»، يعرف مآرب عربٍ لا يرون في السعودية غير برميل نفط، إن ذهب إلى غير جيوبهم يملأ صراخهم الفضاء.
 
بعض التيارات الإسلامية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، عُرفت غيرتها الدينية المزيفة، على ما تسميه «بلاد الحرمين» والمال السعودي، حتى عندما يتجه إلى الدفاع عن كيان البلد نفسه، وقصتهم مشهورة جداً، مملة.
 
ذلك أنهم لا يريدون أن يروا «أرامكو» التي كانت جوهرة تاج نهضة البلاد منذ عقود، وما هي إلا «شركة أميركية - سعودية»، وظفت بأفضل السبل، حتى غدت امبراطورية، عادت إلى ملكية السعودية بأكملها.
 
هم لا يريدون تصديق إنشاء مثلها في أي قطاع سعودي آخر، عسكري أم معدني أم استثماري. الله خلقهم هكذا، لا يبصرون غير الأخطاء، وإن لم يجدوها افتعلوها، وافتروها.
 
هذا التيار أعجب اختراعاته الجديدة في القمة الأميركية السعودية والعربية، حديث أحد صحافييه اللامعين (أحمد منصور) عن «وسم» «بنت ترامب»، وتفاعل السعوديين وسخريتهم المعهودة على «تويتر» من أنفسهم، ومن مفرداتهم، ليعتبر ذلك، آية عظمى على نكسة الأمة، وضياع شبابها، وسوء العاقبة التي تنتظرها!
 
الله أكبر يا صقر قريش. حدثنا عن فتوحاتك الكبرى، ومناقب قومك النجباء، الذين لا يضحكون ولا يفرحون، ولا يستلطفون حسان الترك وبني الأصفر!
 
ويرد الصدى، مجموعة أخرى من دهاقنة العرب «اليساريين»، الأوصياء على الأمة، فيستيقظ ضميرهم فجأة، ليشرعوا في تبصير العرب، بمشاعر الأميركيين نحو رئيسهم ضيف العرب، وكيف أنه يوشك أن يعزل، ولولا أنه يخشى أن تضحك منه ابنته الصحافية، لكتب عن «انقلاب وشيك ضد ترامب في البيت الأبيض»، وهي التي علمها أصول المهنة.
 
كنا ظننا، أن الربيع العربي والمصفقين لدمائه وخرابه، وما كشفه عن خرافة «تيار الممانعة»، والشعبوية الإسلامية، يكفي عبرة، فإذا الدنيا كما نعرفها.
 
على البسطاء الذين تستهويهم نقاشات استهلاكية تقلل من منجزات وطنهم في مشاريع مهمة، مثل اتفاقات القمة، والإسكان، والبنية التحتية (المسورة)، والتعليم والصحة، أن يتذكروا أن تلك الأصوات لو كانت تبني، لما غدت عاقبة كل صنائعها خسراً في العالم الإسلامي والعربي.
 
بأي صورة كانت الشعارات والمزايدات، فإن المحرضين ضد الوطن وقيادته ومشاريعه، «هم الأعداء حقاً، وإن نادوا بالإصلاح»، كما قال المفتي السعودي عبدالعزيز آل الشيخ ذات يوم.
 
من حق السعوديين أن يعملوا ويفخروا بمنجزاتهم، وأن يدهم العربية دائمة هي العليا، والأخرى حتى اليوم هي السفلى. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
***
كُتب ما سبق قبل أزمة التلاعب القطري بتصريحات لم تفاجئ أي مراقب، فهي مثلت بحَرْفية مخلصة دأبها لعقد من الزمن.
 
أما الذين يدافعون عن نهج الدوحة واعتباره «زلة هكر» تغتفر، فبعضهم أنفسهم، من صفقوا لتهوين نجاحات قمة الرياض، وصوروها بأبشع ما يستطيعون. حتى قدسية الكعبة لم تستثن. «الله يهني سعيد بسعيدة»!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد