الاستقلال يعني الإرادة الحرة

mainThumb

04-06-2017 06:12 PM

الاستقلال في تاريخ الأمم والشعوب ليست كلمة عابرة في القاموس ولا مناسبة لإلقاء الشعر وكتابة المقالات والخطب الرنانة ، ولكن الاستقلال هو أهم المحطات لكل بلد في الدنيا كلها يحترم تاريخه ، ووقفة للتذكير بالثمن الغالي الذي دفعه الوطن لنيل هذا الحق المقدس في الحياة ولتعيش الأجيال القادمة بكرامة في وطن حر ديمقراطي مستقل بقراره السياسي بعيدا عن التبعية وحتى لا يرفرف علما غير علم الوطن .
 
لأجل ذلك وفي سبيل هذا المبدأ قدمت الأمم والشعوب التي تعرضت للاستعمار ملايين الشهداء والضحايا والجرحى لأجل نيل هذا الشرف العظيم شرف الاستقلال السياسي والاقتصادي الذي يجعل الإنسان يفخر بوطنه وتضحيات شعبه .
 
الأردن ليس حالة معزولة عن العالم فقد احتفل مؤخرا بالذكرى الـ71 لاستقلاله عن بريطانيا العظمى سابقا وان كان ذلك الاستقلال بقي محفوف بالمخاطر حيث بقي قائد جيش الوطن وضباط الصف الأول ولغاية عام 1956 بريطانيين أي من الدولة المستعمرة ، وللإنصاف الوطن العربي كله استقلال دوله بقي شكليا تحيط به علامات استفهام باستثناء 5 دول عربية جرى ضربها الواحدة تلو الأخرى وهي مصر التي أكملت استقلالها بثورة 23 يوليو المجيدة وحتى رحيل عبد الناصر وقيام الثورة المضادة في 15 أيار مايو عام 1971م ، التي أعادت مصر للحظيرة الأمريكية وريثة بريطانيا ولا زالت .
وسوريا العروبة  التي يجري عليها حرب عالمية بالوكالة منذ ستة أعوام  والهدف إرجاعها إلى ما قبل عصر الدولة والقضاء على نهضتها السياسية والاقتصادية وكما صرحت اليونيسكو بأنها ستكون في عام 2017م ، لديها اكتفاء ذاتي كامل والعراق الذي حصل على استقلاله بعد ثورة 14 تموز يوليو وحتى الاحتلال الانجلو أمريكي وليبيا التي أكملت استقلالها الكامل  بثورة الفاتح العظيم عام 1969 م بقيادة  العقيد الشهيد معمر ألقذافي  وجرى احتلالها من قبل الناتو وإرجاعها إلى ما قبل عصر الدولة أي عصر القبلية والتناحر ، والجزائر التي أثرت على روحها خلاف الرفاق والطريق الواحد الزعيم أحمد بن بيلا  والرئيس هوراي بوميدن وانقلاب الأخير على رفيق دربه والدولة الجزائرية هي بلد المليون شهيد وهي الوحيدة التي لا زالت مستقلة بقرارها السياسي ، وان كان هذا الاستقلال فيه مخاطر سببها غياب الديمقراطية وهي القاسم المشترك لكل المشار إليهم .
 
أما الأردن وطننا العزيز فان الاستقلال المتفق عليه أنهى الوجود العسكري أو الاستعمار الكونيالي المباشر ولكن أبقى التبعية السياسية التي أعاقت تقدم الوطن وازدهاره ، حتى وصل الأمر أن تكون بعض السياسات والقرارات ضد مصالح الوطن نفسه ، ومع ذلك لم تجرؤ الحكومات المتعاقبة  على الاحتجاج ، ومثلا ما هو مصلحة الأردن بدعم المشروع الأمريكي في العراق بعد الاحتلال وتدريب ما يسمى  بالشرطة العراقية وما هي مصلحة الأردن بالمشاركة مع الناتو بالعدوان على ليبيا  كما ذكرت السيدة هيلاري كلينتون في مذكراتها الشخصية التي حملت اسم خيارات حيث أوردت أسماء الدول العربية التي شاركت الناتو في العدوان على ليبيا ، وما هي مصلحة الأردن في دعم الإرهاب في سوريا التي عانى الأردن نفسه ودفع شهداء من خيرة أبناءه وما هي مصلحة الأردن بتدريب ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة كما قال الأمريكان أنفسهم ولم ينفي الأردن ذلك أليس ذلك انخراط في مشاريع الغير التي هي ضد المصلحة الوطنية للدولة الأردنية .
 
في عيد الاستقلال وبعد الــ71 عاما لا زلنا نبحث عن الاستقلال الحقيقي الذي يعيد لنا وطننا المنهوب باللصلصة أو الخصصة كما يسمونها ، استقلال يعيدنا لواقعنا العربي وأننا جزء من أمة عربية واحدة ، نريد استقلال تصبح حقوقنا ما لنا وما علينا واجب الدولة المقدس وليس مكارم  بعد واحد وسبعون عاما وما زلنا نبحث عن الاستقلال الذي لم نعيشه واقعيا بعد ،  ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير وللحديث بقية . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد