أحداث الحسيمة المغربية .. هل من تآمر ؟!

mainThumb

05-06-2017 03:58 PM

 ما يحدث في بلدة الحسيمة بمنطقة الريف المغربي على البحر المتوسط، يعيدنا بالذكريات الى بدايات حراكات الربيع العربي، التي أُصبغت لاحقاً باللون الاحمر ، وحُرّفت عن مسارها، لتستغل في تدمير العالم العربي، وقتل شعوبه وتشريد الملايين في أصقاع الدنيا.

 
هل نحن اليوم بحاجة الى إعادة التجربة، ليفتح المجال أمام ذات اللاعبين في سوريا واليمن والعراق وليبيا في نشر الفوضى ؟،ألم نكتف شعوبا وحكاماً بما ألم بنا من دمار واستهداف وتآمر على الأمة؟!.
 
مطالب سكان الحسيمة، مشروعة ما دامت لا تتجاوز القانون والنظام العام والسلم الأهلي، وعلى سكان تلك البلدة الصغيرة، التي بدأ الاعلام العالمي يسلط الضوء عليها، وكأن المغرب على أبواب ثورة شعبية، أن يعوا خطورة احتجاجاتهم في الظرف الراهن الذي تمر فيه الامة، وأن يخشوا مخاطر الاستغلال في استهداف البلاد والعباد من الاعداء المتربصين،فكما رأينا المسيرات السلمية في سوريا عام 2011، نرى اليوم المشهد المؤلم والمحزن الذي حل بالشعب السوري،فالامة العربية اليوم بأمس الحاجة الى التماسك والأمن،الذي يأتي من خلال تحقيق العدالة وسيادة القانون، وتوزيع الثروات.
 
فعلى الاخوة في المغرب شعباً ونظاماً، أن يتعاملوا مع القضية بالحكمة، بعيداً عن الحلول الأمنية والصدامات التي لن تحل المشكلة بل ستزيدها تعقيداً، وتحقق أهداف اليد الخفية التي تدير الاحتجاجات، في توسيعها وإنتشارها في البلاد ، على غرار بعض الدول العربية.
 
على الدول العربية الغنية، التي تعتبر المغرب حليفاً استراتيجيا لها، أن تقف الى جانبه أكثر من أي وقت مضى، وتدعمه بالمال، والاستثمار لتعزيز التنمية في الريف، لان الرد على الاحتجاحات لا يكون الا من خلال نشر العدالة وتحقيق المطالب الاجتماعية والقضاء على الفقر والبطالة ، التي يعاني أساساً منها غالبية الشباب في البلاد، وليس مقتصرة على منطقة الحسيمة في الريف.
 
ان من يدعم أطرافاً للاقتتال في بعض الدول العربية، لا يستبعد أن يستغل احتجاجات الحسيمة إن لم يكن يديرها أساساً بطريقة ما ،سعياً لنشر ثقافة الفوضى والدخول في تفاصيل المجتمع لنشر ثقافته المنحرفة، سواء الدينية أو السياسية، وعلى الدول الخليجية التنبه الى ذلك. المغرب بلد عربي معتدل يتمتع بالاستقرار الامني والسياسي، واستطاع كما الاردن، بحكمة شعبه وقيادته ان يتجاوز أزمة الربيع العربي، وينجو من الفوضى الخلاقة التي أحالت دولا عربية الى دول فاشلة، كما نريده ان يبقى رافعة قوية للبيت العربي، ولا نريد أن نرى بلاداً عربية أخرى تدمر أمام أعيننا، فالمغرب اليوم بأمس الحاجة الى توجيه الدعم له، فاستقراره من استقرارالاردن و السعودية ، ومصر وباقي الاقطار العربية.
 
هناك آفات تعاني منها الشعوب العربية، أبرزها تدني مستوى الحرية وغياب العدالة وانتشار الفساد، أحالت الشعوب العربية الى شعوب ناقمة، تواقة للعيش بكرامة، علينا جميعا التنبه الى خطر هذه الافات التي بدأ يستغلها اعداء الامة في اثارة الفوضى ونشر الارهاب، واجدد التاكيد على ان أنجع الحلول لن يتأتى الا من خلال تعزيز التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد