البُعد الثالث .. ‎

mainThumb

07-06-2017 06:07 PM

 في أرض العرب، رايات تُرفع وشعوب تُحبس صبرا في ثنايا صحرائها المترامية، رجال يلبسون لباس عرب الصحراء قبل خمسة عشر قرنا، ويلوحون بالموت للفرق الأخرى من العرب، شباب يقاتلون، وموارد تهدر والشعوب تجوع لتكون كلمة أميركا هي العليا، وآخرون يقاتلون، ويهدرون الموارد ويذلون الشعوب، لتكون كلمة المستعمر المنافس هي العليا، وكلاهما لا يقتلون الا العرب والمسلمين، وإذا خرج من أي فرقة أحد منهم عن الخط  المرسوم يقولون له: كما قال أجدادهم لنبي الله هود..(إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء..). فأجابهم: ( قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه..). هذه هي فرق العرب وهذه مواقفهم، ولهذا المصير المجهول يسوقون الشعوب الغافلة، التي سلمتهم القيادة وتخلت عن حقوقها وحقوق ابنائها، ونسيت مسؤوليتها عن حضارتها وإرثها الثقافي والفكري، وسلمته لأغلمة يبعثرونه كما يبعثرون أموال الأمة على الملذات الدنيئة.

 
هذان الموقفان اللذان يسودان في العالم العربي، ويسيطران على أفكار وخيارات الشعوب العربية، وقلما تجد منهم من ينتصر الى انشاء موقف مستقل  وهو الخيار الوحيد للشعوب  العربية، موقف ثالث أو بعد ثالث، بعيد عن التبعية، موقف نابع من فكرنا وحضارتنا وتاريخنا، يصنع دولة تدير موارد الشعوب العربية والاسلامية، بناء على إرثها وفكرها ويعيد حضارتها الخيرة التي تنقذ العالم من وحش الرأسمالية، دولة رحيمة تستند لقانون ثابت تستثمر ثروات العرب المادية والبشرية التي تهدر بغير حساب قربانا لقوى الاستعمار ودول الغرب.
 
هذان المعسكران لا يمكن لهما أن يستمرا لو تخلت الشعوب المخدوعة والمضبوعة عن الجري وراءهما، والتعويل عليهما لتخليص العرب من المأساة التي يعيشونها، الدول الاستعمارية لا يهمها إلا المال ورفاه شعوبها حتى لو قضت على شعوب الأرض جميعا، وما يحصل الآن في بلاد العرب دليل على وحشيتهم هم وعملاؤهم الذين ولّوهم على الشعوب المغلوبة.
 
هذه الحال السيئة التي يمر بها العرب، ما هي الا أعراض لأمراض قديمة تفشت داخلنا، وبدأت تظهر علاماتها على شكل بثور وتقرحات على جلدنا، و تستطيع الشعوب العربية أن تنقذ نفسها وأجيالها القادمة إذا وصلت الى حالة من الوعي، تجعلها تكتشف الخيانات والتآمر عليها، والأمر متاح الآن، فقد انكشف كل شيء وبدأت الدول المتصارعة على عالمنا العربي، تظهر نواياها، وتكشف أهدافها، فهل من مدكر؟!!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد