الجماعة .. بين الأمس واليوم - سعاد فهد المعجل

mainThumb

20-06-2017 01:36 AM

 في لقاء معه تحدث الفنان القدير محمد جابر عن شخصيته الشهيرة بالعيدروسي.. وكيف أن إحدى الجمعيات التابعة لإخوان الكويت، قد عملت على منعها بالرغم من شغف المشاهدين بها، لأن هنالك شيخاً من شيوخ الجماعة يحمل نفس الاسم وهو ناشط (دعوي) في اليمن!

نقول للفنان القدير محمد جابر.. إذا كانت «الجماعة» قد استطاعت أن تسيطر على ما يجوز وما لا يجوز بثه في دولة كمصر، وذلك حين حظرت منع بث الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة».. فكيف هو إذاً حالنا نحن في الكويت كدولة صغيرة استضعفتها «الجماعة» بدعم من الحكومة فشوّهت العديد من جوانب تعليمها وقيمها واقتصادها وفنها وأدبها؟!
تابعت منذ سبعة أعوام، وفي رمضان أيضاً، الجزء الأول من مسلسل «الجماعة»، الذي حاول من خلاله الكاتب وحيد حامد أن يقدم سرداً تاريخياً على هيئة دراما… وحاول فيه أن يتحلى بأكبر قدر من الموضوعية.. حتى أن أغلب ما ورد في أحداث الجزء الأول من المسلسل يستند إلى وثائق موجودة في «دار الوثائق المصرية»، التي تعتبر ثالث أكبر دار وثائق في العالم!
وتضم هذه الدار وثائق لكل جرائم الاغتيال التي نفذها الإخوان في مصر.. ولعل ذلك كان السبب وراء محاولة الرئيس السابق محمد مرسي تغيير مدير «دار الوثائق» واستبداله بشخص مقرب من «الجماعة» ولربما كانت محاولة لاستبدال التاريخ وبوثائق محرّفة!
المسلسل بجزأيه.. الأول والثاني.. يأتي لتوثيق تاريخ جماعة الإخوان منذ تأسيسها.. لكنه في جزئه الثاني يركز على المعضلة الحقيقية التي مرت بها «الجماعة» بعد مقتل حسن البنا.. الذي خلّف فراغاً وجدلاً واسعاً داخل «الجماعة» وذلك على مدى أربعة أعوام!
التاريخ يشير إلى أن «الجماعة» تكون في أعلى مراتب عنفها في حالات الفراغ القيادي.. وكما حدث في السنوات التي أعقبت مقتل حسن البنا وما سادها من اغتيالات وعنف.. ثم مرحلة القلق والصراع على تسمية «المرشد العام للجماعة.. خاصة في ظل أمواج من التصارع السياسي والحزبي التي سادت مصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952 وما حدث حينها من تلاطم واضح في التحالفات بين الأحزاب والقصر والجماعة»!
المسلسل يشير عن قصد أو غير قصد إلى تشابه واضح بين المرحلة التي يعالجها العمل الدرامي وبين المرحلة الراهنة التي تمر بها «الجماعة» اليوم… حيث تغيب أغلب قيادات «الجماعة» عن المشهد السياسي في مصر.. إما بسبب السجن أو الهرب.. وهو أمر قد يضاعف من حماس القيادات الشابة الجديدة للصدام المسلح والعنف، وذلك وفقاً لما تشهده مصر اليوم من أحداث عنف تكررت من قبل في تاريخ صدامها مع «الجماعة»!
خلاصة القول إن «الجماعة» لم تغير من أساليبها ومناهجها على الرغم من كل المتغيرات المحيطة بها!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد