الكونغرس في الخرطوم .. استراتيجية تبادل المصالح

mainThumb

21-06-2017 05:00 AM

السوسنة - من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة زيارات لعدد من الوفود الامريكية يتصدرها أعضاء من الكونغرس الأمريكي للوقوف على الأوضاع بالبلاد ، وتأتي الزيارة في اطار تبادل الزيارات بين الجانبين تحقيقاً للمصالح المشتركة وصولاً لتحسين العلاقات بين البلدين بالتزامن مع نهاية فترة السماح المقررة بستة اشهر.
 
وبعد أن اوفي السودان بشروط رفع العقوبات بدأت بعض الأوساط الشعبية متفائلة بالرفع النهائي للعقوبات في يوليو المقبل ، خاصة وان كثير من المتغيرات ظهرت في شكل العلاقة بين الخرطوم وواشنطن. المؤشرات السياسية والإقتصادية تشير الى انفتاح السودان على دول العالم خاصة الخطوات التى بدرت نحو الإنضمام الى منظمة التجارة العالمية ، ويري المراقب للساحة أن رغبة الوفود الأمريكية لزيارة السودان جاءت نتيجة لقناعتهم بان السودان أوفي بكل التزاماته تجاه مطلوبات رفع الحظر الكلي.
 
وتتأهب الأجهزة التشريعية والقطاع الخاص لاستقبال عدد من الوفود الأمريكية خلال الأيام القادمة والذي يتقدمها وفد الكونغرس للوقوف علي الأوضاع بالسودان بجانب التعرف علي الفرص التجارية والاستثمارية بالسودان. ويؤكد دكتور محمد مصطفى الضوء رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني اكتمال كافة الترتيبات المتعلقة باستقبال الوفود الأمريكية التي تصل البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة، ويقول أن الزيارات جاءت تأتي بناء لدعوات من حكومة السودان ورغبة الجانب الأمريكي في تبادل الزيارات توطئة لرفع الحظر الكلي بعد التزام السودان بكل ما عليه من مطلوبات، هذا إلي الجانب الوقوف الميداني على المناطق المعنية بالسودان والتأكد من تجاوز المسارات الخمس امتحان الستة أشهر.
 
وفيما يتعلق بزمن وصول الوقود وعددها يؤكد الضو أن وفد الكونغرس استجاب لدعوة السودان لزيارته ومن المتوقع أن وصوله خلال الايام المقبلة، ويضيف أنه سيتم تحديد مصفوفة لزمن الزيارات الأمريكية بحسب اتفاق الجانبين خلال فترة وجيزة ، خاصة وأن هناك تدافع كبير للزيارات بالتركيز على الجوانب الاستثمارية التي أيضا أبدت أمريكا رغبتها الأكيدة لتبادل المنافع بين البلدين ، ويشير في حديثه الى حرصهم على وضع التشريعات والقوانين التي تضمن جذب الاستثمار الأمريكي وغيره من الدول الأخرى.
 
وبحسب حديث خبراء الاقتصاد فأن السودان مطالب في الفترة القادمة بوضع إستراتيجية محكمة تمكنه من تجاوز الأضرار والخسائر التي فرضتها فترة الحصار طوال الأعوام الماضية وإزالة المعوقات التي تواجه الاستثمار وتحفيز المستثمرين الأجانب الأمر الذي يضمن تعافي الاقتصاد الوطني خلال فترة وجيرة، ويكشف دكتور سمير أحمد قاسم أمين السياسات والإستراتيجية لاتحاد أصحاب العمل عن خطة إستراتيجية مشتركة شاملة تضم القطاعين العام والخاص لوضع سياسيات جديدة تضمن جذب الاستثمار الأجنبي وتحسين سياسات الصادر سعر الصرف تواكب المرحلة الجديدة لرفع الحظر الأمريكي، ويقول أن الزيارات بين السودان وأمريكا ستبدأ مطلع يوليو المقبل وفقا للترتيبات التي وضعها اتحاد أصحاب العمل مع نظرائه بالولايات المتحدة الأمريكية ، ويمضي في حديثة أن الاتحاد يرتب لزيارة للولايات لأمريكا لمقابلة رجال الأعمال والخزانة الأمريكية والكونغرس لطرح رؤيتهم المتعلقة بالاستثمار وتبادل الرؤى بين الجانبين الأمر الذي يمهد للوفود الزائرة السودان الشروع في استثماريتهم دون تخوف ، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توافد الزيارات الأمريكية الأمر الذي يتطلب ضرورة إزالة الاختلالات والتشوهات التي يعاني منها المناخ الاقتصادي والسياسي السائد بالبلاد.
 
ويرى محللون سياسيون أن تبادل الزيارات بين البرلمانات الدولية عرف سائد وتأخذ وضعها الطبيعي في مناقشة القضايا والخروج بالرؤى المشتركة إلا أن زيارة وفد الكونغرس الأمريكي السودان تأخذ طابع خاصاً يمهد لتطور العلاقات بين البلدين، جاء ذلك على لسان د. سهير أحمد صلاح أستاذة العلوم السياسية أن زيارة وفد الكونغرس مؤشر لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الكلية المشروط خاصة وأن فترة السماح قاربت نهاياتها، وشددت في حديثها على الجهات النظيرة والمعنية بتمليك الوفد التقارير التي تقدم فيها السودان والتي تؤكد انتهاج الحريات السياسية والخطوات الفعلية التي نفذها السودان بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة بالإضافة إلي رفع تقارير حول الذين تم أطلاق سراحهم وما تم بشأن تكوين حكومة الوفاق الوطني العريضة.
 
ويبدو أن زيارة وفود الكونغرس الأمريكي إلي السودان تعتبر مؤشرا ايجابياً على مستجدات مرتقبة تصب في صالح البلاد وأبرزها الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية في يوليو المقبل ، مما يحتم على الأجهزة المعنية استغلال هذه الزيارات كبداية لعلاقات جديدة بين الخرطوم وواشنطن، الناظر للأوضاع يجد أن السودان قد حظي بالفعل بخطوات إستراتيجية ضخمة نحو توحيد الإرادة السياسية الوطنية والدبلوماسية لتثبيت الدعائم المشتركة وتقوية أعمدة الالتقاء والتوافق بين مكوناته المختلفة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد