ردا وليس ردحا على مقال الدكتور سامي الشمالي/ تل السنديان

mainThumb

21-06-2017 12:27 PM

لله درنا في الريف نموت كل يوم الف ميتة تماما كالاشجار التي يدب الموت في اطرافها ليل نهار ولم نلق من العناية مايلقاه متسكع على اطراف المدينه, نحن ياسيدي نذكر ونعي ونعرف ان مواطن الريف ترك  لوحده يصارع اقدارا لاقدرا واحدا مثله مثل الجمل الصحراوي الذي نفته المدن خارج اسوارها يمضغ الملح والصبار ننام على جمر المواجع ونلتحف بهموم تعجز عن حملها شم الجبال لكن بالمقابل تعجز كيمياء الموت عن تحميض ذاكرتنا,لك الله ياسيدي وكلنا نعرف ان ابناء الريف والبادية هم ابناء الخيمة والناقة والسرج والوتد هم ابناء الاكواخ والمغاور والكهوف هم وقود النعيم الذي عاش ويعيش به ابناء الطبقات البرجوازية الذين دلفوا للحديقة من ابوابها الخلفية بساحة غفلة او تقصير او حتى خيانة من حارسها,يدب المرض في اوصال احدنا ولا سبيل لامهاتنا الا الدعاء وطرق ابواب العرافات والعطارين بحثا عن دواء فيما تتمتع شرذمة بثمار اتعابنا ونحن الذين تجلدنا سيط الشمس صبح مساء.
 
اطلعت وقرات ماورد في مقالكم بخصوص مسلسل تل السنديان وحسب معلوماتي ان تل السنديان قرية عربية قبل ان تكون اردنية ويعشعش في وكنات عصافيرها ذياك الجارح القادم من خارج الاسوار يسوم اهلها سوء العذاب ويستعبدهم مقابل دراهم معدودة رغم انهم اهل (البورة والحاكورة) ولكن شظف العيش وضيق ذات اليد وجور اصحاب القلوب القاسية فرض عليهم واقعا مرا ماخلق فرصة لاصحاب النفوس الواهنه بالتواصل مع ذياك الجارح الذي كان همه السطو على الارض كي يضع لنفسه محط قدم ولا زالت هذه الصورة النمطية لسرقة الارض وخيراتها الى يومنا هذا متخذة صورة اخرى وهي المكاتب العقارية علاوة على الحال البائس لكثير من الفلاحين في الريف الاردني ومنها الاغوار الذين هجروا الزراعة تحت ضغط الضائقة المالية مادفع بعظهم لبيع الارض والتخلي عنها فيما البقية الباقية يطاردهم شبح الاقراض الزراعي لذا اعتقد جازما انه لم يتغير الكثير على المعادلة فتل السنديان لاتزال حاضرة في واقعنا المؤلم من بحر العرب الى بحر عدن, ونحن ندرك ان المريض اذا ضغطنا على جرحه او مكان الالم فانه يصرخ وان زدنا الضغط فربما يشتم وانا مدرك ان تل السنديان لامس اوجاعك واوجاع شريحة عريضة من ابناء هذا المجتمع ولذلك صرخت انت بالطريقه التي رايتها مناسبه لانك لاتقدر ان تقول لجلاد انت جائر فكلنا ياسيدي نسبح في ذات المستنقع وكلنا نمر بهذا المخاض وماتبقى من رتوش خاصه بالزي الذي يلبسه رجل الدرك في تلك الحقبه فهي ليس موضوع نزاع او شقاق لكن راينا الدركي على الخيل ورايناه في سيارته التي اراحك ان تقول عنها مهترئة على اعتبار ان سياراتهم في تلك الحقبه كانت دفعا رباعيا وشبحا ولو كانت كذلك لما دلفنا في نفق هزيمة حزيران التي اتت على ماتبقى من فلسطين ودخلها بدل الجلاد الف جلاد واذا اردنا ان نعمم ماتتكلم انت به عليك التجول في كثير من المحطات ومشاهدت الكثير من الاعمال عليك التبصر في العمل البدوي تحديدا الذي اصبح وسيلة للتكسب بعد ان تم تعهير الصورة الصادقه للانسان البدوي,وكل ماارجوه ان تبصر بكلتا العينين لتل السنديان ففيه راينا التكافل والتراحم كابناء ام خجيل والذين قلت انت عنهم الا يوجد لهم قريب نعم لايوجد لهم فوالدهم سجين وان وجد فحاله من حالهم ولك ان تسحب ذلك على شريحة بيننا الان وجلها من النساء تم حبسهن من قبل صندوق المراة اليس لهن اهل هولاء النسوة وان كان هناك مجالا للعطف فلم ار اي انسان هب لنجدتهن سوى مبادرة صندوق الزكاه وتتحدث عن القريب والعمومه انذاك ففاقد الشي لايعطيه,ثم ان تل السنديان ابرز الانسان من ذوي الاحتياجات الخاصة وطريقة معاملته حتى من اقرب الناس له وتل السنديان اظهر قضية المياة وماتعنيه لان معركتنا الحالية هي معركة المياة
 
مالمسته  من خلال المقال الذي كتبته يادكتور وطبعا لااعرف الاسباب والدوافع التي اجبرتك على كتابة هكذا مقال بهذا النص على وجه الخصوص ان قلمك وبكل اسف لم يتجه نحو الوجهة السليمة وانك غردت خارج السرب الذي تنتمي اليه وان كنت مطلعا كما تقول على الاعمال الدرامية  فلديك عشرات الاعمال التي خرجت عن اطارها الصحيح وهي اعمال تمس واقعنا وحياتنا ومنها الاعمال البدوية المعروضه فاين قلمك النقي وجهبذتك في سبر اغوار هذه الاعمال والكتابة عنها وانا رجل من طبعي المواجهة ولا اتكلم عن اي شخص بالغياب وهنا اتمنى ان تتجلى عبقريتك الفذة وقلمك السيال وتتحفنا بعمل درامي جميل انت ومن سار في ركبك  من المعلقين ممن نصبوا انفسهم عمالقة في الدراما علما ان اغلبهم لايشاهد الشاشة الاردنية في العام الا بضع مرات وتبدوا علاقتهم بالدراما تماما كعلاقتي انا باللغة الارامية. فهناك بون شاسع بين من يصنع وبين يقف متفرجا على صناعتها وحري بكثير من الفنانين عندما يكتبوا ان يكون هناك نوع من الاحترام المتبادل بينهم فالتجذيف عكس التيار لن يوصلنا الى مانريد(والهرج الناقص مايغنم اللحية)
 
ثم يادكتور اين كانت هذه العبقرية الفذة في طرح قضايا حيوية تعرض هموم الانسان على مدى تاريخ هذا الوطن انا مع احترامي لشخصك لم اسمع بك او عنك كاتبا في المجال الصحفي على وجه التحديد اما في مجالات اخرى فانا لااجحفك حقا ولا اتجنى عليك فلك سيادتك فوق مساحات القرطاس التي تلونها بقلمك بالطريقة التي ترى انت انها اقرب لذهنية المتلقي انت هنا اقحمت نفسك اقحماما في قضية لاناقة لك فيها ولا جمل الا كما قلت لك وبمعنى اوسع انت كمن يخوض الحرب نيابة عن غيره.
 
الفنان الاردني قدم في تل السنديان صورة حقيقة عن واقع مؤلم وسبق ان قدمها مرارا برفقة عدد من الاساتذه المخرجين امثال عروة زريقات وسعود الفياض واحمد دعيبس وبسام المصري وكتب لهم في هذه الجوانب اساتذة كبارامثال الاستاذ محمود الزيودي الذي يعتبر مؤرخا وكاتبا كبيرا في هذا المجال والمرحوم بشير هواري وغيرهم والانسان ياسيدي لم يلد كبيرا لكنه يكبر بدعمنا ووقوفنا الى جانبه والاستاذ حماد الزعبي مخرج العمل قدم صورة طيبة وجاهد كي يصل بنا الى فضاء مريح ونحن حري بنا ان نقول له شكرا لاان نفتح النار عليه  لاننا نفتح النار على انفسنا وانا متاكد ان الشد والجذب في هذا المجال سيضفي على مسلسل تل السنديان سمة الخلود لابل سيبقى تل السنديان علامة مميزة في جواز سفر الدراما الاردنية وان كان به عيوب فالكمال لله وحده ولا توجد لوحة كاملة اطلاقا سوى اللوحة التي يرسمها الخالق فالشكر كل الشكر لمن ساهم او شارك في هذا العمل حتى بالنقد البناء وشكرا لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون على دورها البارز في انتاج هذا العمل الذي رافقه وسبقه انتاجات اخرى ساهمت ودعمت الفنان الاردني الذي لم تعرف انت عن معاناته واوجاعه وشكرا لاسرة مسلسل تل السنديان (انهم فتية آمنوا بواجبهم) ودائما الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة وخلاصة القول ان النقاش البناء لايفسد المودة مع الاحترام والتقدير لكم.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد