الناس معادن .. ‎

mainThumb

21-06-2017 03:21 PM

 الشعب برادة حديد تنتشر فوق ورقة تحتها مغناطيس، يتحرك المغناطيس فتتبعه البرادة أينما تحرك، هكذا هو الرأي العام في بلادنا العربية، توجهه الحكومات كيف شاءت، ومع انتشار مواقع التواصل أصبح توجيه الرأي العام أسهل من ذي قبل، ففي لحظات ومع اطلاق أي حملة أو تسريب خبر ومعه التوجيه، يسود عند المتواصلين فكرة معينة هي نفسها التي أرادها مطلق الخبر، وينشأ الرأي العام واتجاه الشعب.

 
لكن هناك قلة من الناس لا يجذبهم المغناطيس لأن معدنهم لا ينجذب، فخرجوا بما يحملون من أفكار ومعلومات وتوجهات من سيطرة توجيه الحكومات التي تستخدم كل أجهزتها لجرهم الى المكان الذي يريدون كما يجر المغناطيس برادة الحديد، وقد يطلق هؤلاء فكرة فينجذب اليها المشاكلون لهم فيرفضها تيار الانجذاب العام.
 
هناك حقائق في حياتنا لا تريد الحكومات أن نتحدث فيها، وظواهر بادية للجميع تريد منا أن نتسلى بها، ونفرغ طاقتنا فيها، ونبتعد عن الاتجاه الصحيح الذي يوصلنا الى الهدف المنشود، ويجعل الحركة ايجابية، ممكن أن يُبنى عليها وتؤتي أكلها في النهاية.
 
عندما نتسلى بأعراض المرض ونحاول أن نعالجها ونمتنع من معالجة أصل المرض، فإن المرض يصل الى مرحلة يصعب معه العلاج، وكلما اجتهدنا بتخيف الأعراض تتفاقم، لأن أصل المرض يستشري ويعظُم ونحن دأبنا وضع الضمادات الباردة لتخفيف الحرارة، أو نأخذ المسكنات لنسيان الألم، ويستمر أصل الداء يرفد الأعراض بمزيد من الألم، لأن توجهاتنا جميعا تدور حول الأعراض التي أريد لنا أن نتحدث بها.
 
المعادن التي لا تنجذب هي قادة الفكر والرأي الذين يفكرون قبل أن يعملوا، ويعرضون كل ما يظهر على الواجهة الى العقل والنقل ويتفكرون في الحلول وكيف يخرجون من الأزمات. فإذا غلب الاتجاه العام الذي بثته الحكومة واتجه اليه الناس وأهملوا رأي وتوجيه القادة، وقع الناس في المحظور وفي الرمال المتحركة التي لا تنتج الحركة فيها الا مزيدا من الغرق.
 
وإذا خلت الساحة من هؤلاء القادة، أو همشوا وقع الشعب بين براثن الفاسدين، وساد الفساد وإن كان الظاهر تحركات رافضة له، وهو في حقيقته يزيد، تبعا لزيادة التحرك غير السليم للقضاء عليه، وربما يكتسب مناعة في مقاومة الأصوات الرافضة له وتتحرك بحركة خاطئة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد