في العيد ..

mainThumb

26-06-2017 10:20 AM

في العيد انتظرت الامهات الكسيرات انفاس الغائبين خلف الزمن كانت هناك بعض بوادر من فرح وشيء من خيالات متردده .. كان الكثير من بسطاء القرية يروون بعض القصص الطوال عن التسامح والحب والعفو والطيبه .. كانوا يحلمون باحتضان من طواهم الزمن خلف ظهره دون ذنب .. كانت مجرد همهمات وشذرات لاتنعكس على واقع هؤلاء البؤساء الذين قاربوا على التعفن خلف الزمن .. كان حلما معجزة غير قابلة للتحول الى واقع اكيد .. كان وكان .. في العيد سيدي ولا ادري اي عيد اتكلم عنه حلمت مزنه ان لها فارسا من ملحها وهمها يكاد ان يظهر من خلف التلة المجاورة مثلما حلمت صيته انها تمسك بيدها حزمة مباركة من خيوط شمس صباح قادم لامحاله .. 
 
كان الرهط يعدون شيئا ما لوليمة بسيطة ربما تكون من وجع محتمل يحاكي احلام شلاش ورفاقه  .. كانوا يتمسمرون خلف وهيج صارخ من حلم يتربع في ذات المكان .. كانوا يصنعون بضع اوجاع صغيرة ويفرقونها عن ارواح موتاهم .. كان وكان .. في العيد .. مثلما هو في الحلم لم يعد الجميع ينتظر فتح سفط الناشد الذي كان يتصارع عليه كافة افراد الاسرة البريئة التي اثقلت بالهم ولم يعودوا يهتمون كثيرا باعداد المغادرين والقادمين ولا بنشرات الاخبار وكذب بعض محترفي وتجار الكذب  .. في العيد .. كما هو في الحلم اصبحت الايدي المترتجفه التي لم يعد يعنيها الكثير من التفاصيل تبحث عن وجوه غائبة خلف الزمن لتتلمسها وتتأكد انها مازالت بخير .. 
 
في العيد .. اصبح الجميع يهرولون بين زقاق المكان الغائب يبحثون دون وعي  عن عيد تاه ذات زمان .. يتصورونه بضحكة طفل صغير ودمعة ام حلمت ان تحتضن ابنها بعد غياب .. هو موجود هنا او هناك .. بالتأكيد هو موجود


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد