وجاء العيد ولكن بلا عيد .. !

mainThumb

26-06-2017 02:37 PM

 حلّ عيد الفطر السعيد بعد نهاية شهر رمضان المبارك، وجاء مثقلا بالواجبات والمستلزمات بما هو فوق قدرة الغالبية العظمى من أبناء شعبنا المقهور حتى أصبح العيد كابوسا يورق الآباء والأمهات ليل نهار ، الأمر الذي أنعكس على ألأطفال الصغار، فلم يعد هناك اليوم ما هو مخفي فالعالم بفضل الثورة التكنولوجية أصبح قرية واحدة وان كنا نحن الأمة الوحيدة في العالم التي لا زالت أمة مستهلكة للثورة التكنولوجية وليست منتجة لها رغم كثرة الموارد الطبيعية لدينا والأموال ولكنها أصبحت وباء ومصائب لهذه الأمة والأسباب كثيرة يطول شرحها .

 
وفي الوقت الذي أصبح العيد كابوسا يورق الآباء والأمهات تأتينا الأخبار عن الفساد والهدر للمال العام وتبادل المنافع وكأن الوطن مزرعة لهذه العصابة أو تلك التي عاثت في الوطن فسادا واستبدادا وعرفنا الآن أكثر من أي وقت مضى أن كل صوت مادح في وطننا هو مرتزقة فليس هناك وطنية لله والوطن ولكن للتكسب والاسترزاق .
 
ومن قرأ رسالة الوزير الشاعر وحتى ابنه التي نشرتها بعض مواقع التواصل سيجد أن هذا الوطن يحكمه عصابات من الأشرار وليس هذا الوطن دولة وابن سعادته عين بجهوده التي لا نظير لها مستشارا لدى رئيس الحكومة براتب متواضع قدره ثلاثة آلاف دينار !! .
 
وهنا يحدث خلافات بين العصابة يكون ضحيتها بابن سعادته وتجود قريحة الشاعر الأب لتبدأ المساجلات التي عرف من خلالها شعبنا  بعض ما يحدث من المصائب في وطنه وابن سعادته مستشارا لا يشار وليس له وظيفة ولكن مجرد باب للاسترزاق بلا أي عمل إلا أنه ابن سعادة السفير الشاعر المثقف  ، فهل عين كأي أردني عن طريق ديوان الفشل والإحباط الذي وجد للكادحين فقط أما أبناء ... فإنهم فوق القانون والأبواب والشبابيك أمامهم مفتوحة لكل ما يريدون .
 
فهل عرفتم الآن لماذا هذا التصحر الفكري قبل السياسي في وطننا الذي لم ينتج حتى الآن أديبا أو شاعرا أو فنانا بربع ما هو موجود لدى أشقاءنا العرب الذي تحكمهم ديكتاتوريات كما يحلو للبعض أن يردد ، وقد أنتجت هذه الدكتاتوريات المزعومة قامات عظيمة في مختلف المجالات ، والمثقف في وطننا هو الشاطر الذي يعرف من أين تؤكل الكتف ومن يشد عن القاعدة الفاسدة يموت مبكرا أو غريبا في وطنه كما حدث للأديبين الراحل تيسير السبول وغالب الهلسة  أو قتلهم وهم أحياء كما حدث مع المناضلة والمثقفة البارزة توجان فيصل التي فتحت أمامها صحافة العالم في الوقت الذي لا تستطيع كتابة شيء في وطنها الذي تحبه وغير هؤلاء الكثير الكثير .
 
الغالبية العظمى من شعبنا لا يفكر إلا كيف سيدخل البسمة وهو يبكي ويتألم لقلوب أطفال من الحرمان في العيد.
 
لذلك ليس أمامهم إلا أن يصبحوا أسرى للبنوك وشركات التمويل الأجنبية  التي انتشرت في طول البلاد وعرضها بلا أي رقيب أو حسيب وكم أصبح عدد ضحايا تلك الشركات  من النساء فقط قبل الرجال .
 
قاتل الله حكومات جريمة وادي عربه المتعاقبة فقد قتلوا فينا روح الانتماء والإحساس بالوطنية حكومات غريبة على وطننا تتحدث باسم شعبنا .
 
لذلك وبكل سهولة باعت مؤسسات الوطن والكثير من أراضيه  لأن هدف تلك الحكومات إرضاء من لهم مصلحة في بقائها حتى أصبحنا غرباء في وطننا ويتحدث باسمنا الغرباء ويحكمنا السماسرة، فإذا العيد أصبح كابوسا للمواطن البسيط فماذا بقي لنا من الوطن غير التسحيج والهتاف حتى للجلادين لمن يقبل على نفسه ذلك .
 
عاش الوطن ويسقط السماسرة 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد