ماذا فعلت بنا يا سيخ الشوارما ؟

mainThumb

29-06-2017 01:53 PM

طيلة الايام السابقة كان الحديث كله عن الأطعمة الفاسدة، أطنان من اللحوم الحمراء والدجاج الفاسد غير صالح للاستهلاك البشري، استهلكه المواطن وهو الضحية الأولى، تناول تلك الاطعمة الفاسدة وهو لم يكن يعلم بذلك .
 
  بالرغم من ذلك، المواطن لا يزال في حالة غريبة، واستهجن بل استغرب أن المواطن بالرغم من الأخبار المزعجة عن الفساد الغذائي إلا أنه يركض وبلهفة الى وجبة الشوارما، وإن ٩٠ بالمئة  لا يعلم محتوى تلك الوجبة، وحقيقة اللحم المطبوخ والمخلل "المعفن" ومايونيز البيض الفاسد، وبطاطا وخضروات وفواكهه الكوكتيل من الصنف الثالث،  اذا كان المطعم يستغل الإسم والدعايات الإعلانية وواجهة المطعم الملفته للنظر وصور الأطعمة الشهية المأخوذه من المطاعم الأجنبية والطاولات النظيفة وملابس السوفرجية المرتبة ولباقتهم وحسن أستقبالهم  وابتسامتهم  والموسيقى الجميلة ونصدق كالعادة مقولة "الزبون دائما على حق" ، وتضيع تلك المغريات أمام المشاهد المقززه في داخل مطبخ المطعم، فترى العجائب في كيفية تحضير طعام الوجبات والقذورات وقلة النظافة، وحينما يكتشف الزبون شيء غير لائق في وجبته يمنح له وجبة أخرى مجانية فقط لإحراجه واسكاته.
 
سيخ الشوارما الذي يشاهده المارة لا يعلمون ما سرّ الخلطة العجيبة ليكون الأكثر شهية، وعندما تسأل الشيف عن  سرّ هذه الخلطة يقول انها فعلا سرّ لا يقدر البوح فيه .
 
 اليوم الكل علم ما هو سرّ تلك الخلطات التي تُضيع نكهات الأطعمة واستبدالها ببهارات هندية والقرنفل فقط، ولكن سرّها الحقيقي انه لحم فاسد لكي يغطي تلك المصيبة لتقول إن الوجبة شهية  .
 
بارعون اصحاب الضمير الميت، إن كان صاحب المطعم او الشيف الذي يغمض عينه عن الخطأ ويشترك في الجريمة همهم الوحيد المرابح وكثرة الفواتير عند الكاشير ، لا نستغرب عندما تتفق المصانع والمزارع الحيوانية بتزويد المطاعم من منتجاتها المنتهية الصلاحية، وكلها باتفاقيات بيع بنص الثمن أو اقل ليزداد طمع أصحاب المطاعم بالربح ، لكن نستغرب تهافت المواطن على شيء حُذّر منه على شيء قد استنكره وتذمر منه في صفحته الشخصية عبر الفيسبوك والمواقع الالكترونية، لكن نجده  يقف امام الطابور الطويل ليحصل على وجبته .
 
لكن فعلا هل  لسيخ الشوارما جاذبية خاصه لدى الجميع ام المعدة اصبحت تتحمل كل شيء حتى الطعام الفاسد  ؟، لا نستغرب عندما يترك احد عمال المطعم عمله ليقول كيف كان الغش بالطعام ويفضح المستور في المطاعم المشهورة، ما بالك بالمطاعم الأخرى؟، تذهب معاني الإنسانية والمصداقية والرحمة والرهبة من الله في تلك اللقمة التي يتعب لأجلها المواطن الاردني لتصب في جيب اناس لا تخاف الله .
 
لكن نشكر الجهات المختصة لمتابعتهم لهذه المطاعم، واغلاقها، ولو حبذا ذكر اسمها في الصحف والمواقع فقط لتكون عبرة لمن اعتبر، وأن يكون هناك إغلاق تام لها لأن الغرامات التي تفرض على المحل غير مجزية وغير فعالة ابدا . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد