صرعتنا الحياة

mainThumb

01-07-2017 11:17 AM

 إذا أغتصبت ولم تستطيعين المقاومة فما عليك إلا الإستمتاع في الإغتصاب , هو مثل سويدي قرأته منذ أكثر من عشرون عاماً كلماته ظاهرها قلة أدب وباطن معانيه أغلى من الذهب .

 
جميعنا لا يعلم هل كانت لحظة شهوة وتجلى أم فعل أصبح واجب بفعل التعود وطول العشرة , حيوان منوي لا يتعدى طوله مليمترات من بين ملايين الحيوانات كان سبب وجودك , مبروك هي حامل ولن أخوض بما تعانيه المرأة أثناء حملها من وحام وتقلب مزاج وآلام في أرجلها وأجزاء جسمها وغير ذلك مما تعانيه الأم الحامل خلال التسعة أشهر لحين خروج الروح من الروح فتشق صمت الليالي ببكائك لتبدأ بعدها الزغاريد والتبريكات والتهنئة بك وبسلامة والدتك فلقد أصبحت الآن كياناً مستقلاً وأصبحت عدداً يُضاف إلى مجموع سكان الكرة الأرضية فتشاركهم في الهواء وفي الماء وضرورات الحياة وبتلويث الجو .
 
جايين الدنيا ما نعرف ليه , هي مقدمة لأغنية من غير ليه للموسيقار محمد عبد الوهاب رحمه الله ولست هنا بصدد مناقشة وزر كلماتها وماتعني إليه فلست رجل دين لأفتي بغير علم ولكن هذا هو حال السواد الأعظم من الناس فهم لا يعلمون للآن الغاية من وجودهم ولم يفهموا للآن حقيقة الدنيا وبأنه خلق من كبد ليكابد همومها وتقلبات أهوائها وتنوع أمزجتها وطباعها فتجدهم عند أول مصيبة يجزعون ويستسلمون ويضعون أسلحتهم ويندبون حظهم ليبدأوا بشكوى الخالق إلى المخلوق بالتذمر من قضاء الله وقدره فتمضي حياتهم شباب ظاهرهم وعجائز أفكارهم ودواخلهم من سخطهم على أنفسهم والحياة فيطلقون طاقاتهم السلبية وينشرونها فيتأثر فيها المحيطيون بهم ويورثونها لأبناهم فهم إن كانوا يقطعون الأشجار وكل شيئ جميل في حياتهم سيأتي أبنائهم من بعدهم يتلفون دهان السيارات بمساميرهم .
 
نحن جبناء صرعتنا الدنيا من أول جولة فمتنا ونحن على قيد الحياة لأننا سجنا ذلك الجسد بفكرة هشة ووضعنا خطاً لأنفسنا ممنوع عليها تجاوزه فضاعت منا لحظات الفرح والسعادة والأمل في يوم جديد وغدٍ مشرق يلبي طموحاتنا وآمالنا فتجرعنا كأس الليمون كما هو حامظاً ولم نضيف له قليل من العسل أو السكر لتحلو أيامنا فكانت ضحكاتنا مبتورة نتجهم بعدها فجأة وكأننا تذكرنا أن الفرح والسعادة والضحك هي كبيرة من الكبائر لا بد أن نستغفر الله منها وندعوه أن يجيرنا من تبعاتها .
 
طالعت سير العظماء من أنبياء وصحابة وقديسين وفنانين وأدباء فوجدت أن الرابط الأهمالمشترك فيما بينهم هو أنهم جميعاً عانوا وتعرضوا لما تعرضنا له لا بل أكبر بعشرات المرات ولكن هم فهموا معنى المعاناة وحقيقة الدنيا ومصائبها فإستوعبوها وطوعوها وإستغلوا مساحاتها فكانت الدافع الأكبر لهم في الإبداع ونشر رسالتهم وبلوغ غاياتهم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد