خامسهم و ما تبقى لي - نور الدين سليم

mainThumb

05-07-2017 08:42 PM

كالعادة تتراكض بضع ساعات بعد منتصف الليل، أزال انتضر هنا بين الجدران الخمس، لا ادري هل اشكو لها ام هي تشكو لي! 
 
تقارب الشمس على الشروق، لا يشرق منها الا اشعتها التي احس بغضبها بنزف جبيني عرقاً كل ظهراً في تمام الواحدة، لم يعد هناك معنى بهجة في اشراقها، و لم تعد فرحاً في بداية يوم جديد، بل لم يعد هناك يوم جديد و كأن الزمن سلّم امانته فلم يعد يمضي، يعيد اليوم نفسه بالتكرار، كروتين خانق لشاب يعمل في غير تخصصه بل من غير إرادته، ولا الحياة ترفق به ولا العمر يمهله عمراً..
 
مازلت أنظر الى كل هذا بذهن شارد، كأنما مارسيل ضاق ضجراً من غناء قصائد رفيقه درويش، يشعرني ذلك بأن النحل اصبح يصنع السم، لا أدري هل هذا كله بسبب عمق افكاري السوداوية! ام كله من صنع خيالي؟! هل افرطت بالتفكير مرة اخرى؟ 
 
اشعر اني خلقت فقط لكره هذا العالم، ليس حزناً انما الضحك و الاهتمام الممزوج ما بين الحب و الصداقة كلها كذب، لا ليس بكذب.. نفاق..
 
اشعر اني منتهي الصلاحية من الانسانية، حتى ما بين أوراقي و زنزانتي اشعر كأنه لم يعد يُرغب بي، كل ما امسكه من حب في هذا القلم يبادلني الشعور بالكره، الورق لم يعد ابيض كم كان، احس به عتمة اشد سواداً من تلك طاحونة الهواء في القرية المهجورة، لم يعد الهواء يحركها بل اصبح يداعب ما بها من ضعف لعلها تنهمر حطام.. 
 
يا خامسهم اخبرني هل انت حي اكثر من اللازم؟ ام هي مجرد توهمات؟! هل ستتركني لوحدي انت أيضاً؟ لا أعتقد ذلك فالذي مازال يحييني هو ضميري..
 
لست افضل منكم، انت ملائكة و انا من شبه مراراً بالمريض النفسي و بأبليس بنفسه، لكن ما ارفضه هو الذي يتقبله الجميع و ما يسمونه بالكذبة البيضاء التي تُشعِر من يهمه الامر بالفرح.. الزائف..
 
جميع مشاعركم كاذبة، صداقاتكم و كل ما يتعلق بها من الاجتماعية المحتقرة..
 
اين هي جفرا بين كل هذا؟ ام هي فعلاً خارج الامر بأكمله؟ 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد