معارك الساعات الأخيرة .. سورية تبدأ فصلاً جديداً في تاريخها

mainThumb

08-07-2017 11:38 AM

إن الدول التي كانت تشرف على عمليات التنظيمات المسلحة على مختلف مسمياتها وتخطط للمعارك وتقودها بشكل مباشر هي اليوم على يقين مطلق بأنها فشلت في تحقيق أهدافها الخبيثة بفعل الإنجاز الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في شرق العاصمة دمشق وسيطرته على عدة كتل من الأبينة والمواقع التي كانت المجوعات المسلحة تتحصن بها، إضافة لمقتل العديد من المسلحين بينهم قادة ميدانين، وأعلن الجيش أنه حاصر المسلحين بمساحة ضيقة في محور بلدة عين ترما – حي جوبر، مؤكداً أن التقدم يتم من جميع  المحاور لعزل جوبر عن عين ترما وأنه يخوض معارك الساعات الأخيرة ضدهم.
 
فى تطور مهم للحرب على الإرهاب فى سورية تمكن الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية من السيطرة على مواقع عسكرية وكتل وأبنية جديدة بمحيط أسواق الخير بعين ترما التي كانت تحت سيطرة إرهابيي النصرة منذ سنوات عديدة، فى محاولة للتقدم والوصول الى معاقل المسلحين في عُمقِ حي جوبر، والذي أصبح يفصله عنهم أمتار قليلة، لذلك فإن الهدف الرئيسي للجيش السوري هو السيطرة كاملا على مثلث عين ترما – جوبر الإستراتيجي ومحاصرة مقاتلي النصرة وأدواتهم في شرق العاصمة من عدة  جهات وقطع الطريق باتجاه الغوطة الشرقية.
 
مع إستكمال المرحلة الأولى فى معركة تحرير شرق العاصمة, والتى بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء وجود جبهة النصرة ومن ورائها من الجماعات المتطرفة في البلاد, بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة فى أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الإنتصار فى معركة جوبر وعين ترما, سيشكل البداية الحقيقية لطرد هذه الجماعات من تلك المنطقة, وهو الهدف الاستراتيجى للجيش السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لتحقيف هذا الغرض،  في هذا الإطار تخوض جبهة دمشق  تمشيط مختلف الجبهات نحو التحرير الكامل الذي يتوقع خلال أيام أو أسابيع، وسيمثل ذلك إنكساراً كبيراً في صفوف القوى المتطرفة، فهذا الشكل الفريد من المواجهة، أزعج أمريكا وحلفاؤها من الدول العربية، بل لاحظنا في كثير من الاحيان بأن تصريحات قادتها الأمنيين أو السياسيين تتسم بالتوتر والإحباط، لأن الإستخبارات الأمريكية وجدت نفسها عاجزة أمام هذه المواجهة، وغير قادرة على إختراق ساحة الميدان القتالي في شرق العاصمة، وإنطلاقاً من ذلك ثمّة بوادر تصب في مصلحتنا نحو التخلص من القوى المتطرفة وأخواتها، وبرزت هذه البوادر عقب التقدم الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه، تبعتها أنباء عن إنشقاق شخصيات مسلحة من داعش والقوى المتطرفة في حلب والرقة والبادية السورية.
 
اليوم لا يجني الإرهاب والتطرف سوى الهزيمة النكراء و ضرب جذوره في مختلف المناطق السورية بعد أن برهنت قواتنا العسكرية السورية على دقتها وأحترافيتها في معركة التحرير، لذلك يبدو الموقف الغربي متراجع جداً، وتبدو أمريكا وحلفاؤها في مأزق كبير، فهي لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها للمجموعات المتشددة، بمعنى إنه بعد صمود الجيش السوري أمام الحرب الشرسة، ووقوف حلفائه معه، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، وسورية لن تخرج خاسرة، على أى حال فإن نجاح الجيش السوري فى إستعادة السيطرة على محور بلدة عين ترما – حي جوبر, سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم للتنظيمات المسلحة سواء على الصعيد العسكري أوالإستراتيجي أو المعنوي لذلك فأن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية، ولم يعد أمام أعداء سورية إلا إعادة ضبط ساعاتهم وفق بوصلة الانتصارات في شرق العاصمة دمشق.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد