الجده والسمكة - باسله علي اسليم

mainThumb

11-07-2017 04:07 PM

تقف بجانب والدتها تُعدان طبقا لذيذا من السمك لوجبة الغداء..تتابع الفتاة خطوات أمها للتعلم طريقة الطهو.فهي مبهورة بلذة طعام أمها، وفي كل مره تساعدها بالطهو تقول لوالدتها: اتمنى ان اكون محترفة مثلك و طباخه ماهره، تبتسم الام و تكمل ما تعد.
 
تطلب الام منها ان تُحضر السمك النظيف للتبدأ بقليه، و قبل ان تضعه في الزيت الحار تقطع رأسه والذيل.
 
فتقول الفتاه: في كل مره يا امي تقطعي الرأس و الذيل عند قليه! مع ان السمك يقدم كاملا في كافة المطاعم التي زرنا! فلما تفعلين ذلك؟؟ ألأنه نوع معين من السمك و عليك فعل ذلك؟؟
 
توقفت الأم لبرهه، وسألت نفسها: انا افعل ذلك دائما فعلا وفي كل انواع السمك!
 
لم تجد جوابا لنفسها ولا لإبنتها.
 
فجأة واذا بهاتف البيت يدق، تتصل الجده لتطمئن على ابنتها وحفيدتها، تتلاطف الحفيدة مع جدتها و تطلب منها زيارتها وتعدها بان تفعل، وتطلب منها ان تعطي الهاتف لوالدتها لتطمئن عليها.
 
اهلا يا امي، كيف حالك؟ لقد اتصلت بالوقت المناسب.
 
تجيب الجده: خيرا؟؟!!! هل انت بخير؟؟
 
فتسأل الام: لما كنت تقطعين رأس و ذيل السمكه عندما كنت تقومين بقليها؟
 
تضحك الجده من قلبها وتجيب: كانت عندي مقلاه واحده وكانت صغيرة الحجم لا تتسع للسمكه بأكملها فكنت اقطع رأسها والذيل.
 
ذهلت الام لبساطة الجواب ولانها لم تسأل مسبقا، وانها كانت تنفذ شيئا كان بإمكانها ان لا تقوم به و تقدم سمكتها كامله بطبق شهي المظهر فمقلاتها كبيره.
 
رغم بساطة القصة و طرافتها، الا ان فيها عبرة خطيره ان وقفت عندها.
 
فلا تكن ممن يفعلون الشيء بحجة انا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون، بل شاهد، افهم، حلل، اطرح ما لا يناسبك، وطبق بذكاء ما يناسبك.
 
ظروف الاخرين قد لا تنطبق عليك، كما وظروفك قد لا تنطبق عليهم.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد