فلسفة

mainThumb

15-07-2017 01:42 PM

في كل مرة أجلس مع ليبراليون أو علمانيون أو حتى ملحدون أحاورهم يطلقون حكمهم الجائر علي بأنني سلفي متشدد وفي جلسات حوارية أخرى مع إسلاميين ملتزمين جداً يطلقون علي أيضاً حكمهم الظالم بأنني ليبرالي وعلماني وحياءً مني ربما لا يقولون في وجهي أنني ملحد ولا بد لي من الإغتسال والنُطق بالشهادتين من أجل الدخول في الإسلام من جديد .

 
أنا لا أغلق الأبواب جميعها مع الله سبحانه وتعالى ولابد أن أترك أحدها مفتوحاً دائماً لأعود إليه فأنا إبن الظروف وقلبي بين إصبعي الرحمن يقلبهما كيفما يشاء فتجدني أقرأ القرآن وأقيم الصلوات في أوقاتها وأقوم بواجبات ديني كما أمرني الله من معاملة وإماطة الأذى والتجاوزعن الناس والصفح عنهم وفي المقابل تجدني أطرب لأم كلثوم ووردة وشادية وعبد الحليم وأرتدي الجينز وربما أرقص في الحفلات وأجلس بخلوة مع سيدة جميلة بالساعات نتحدث كثيراً في الثقافة وأمور أخرى إلا الجنس فلا يكون للشيطان حظ منا وقد أتابع برنامج فتاوي على التلفاز وأنا أدخن الأرجيلة ويسأل متصل في البرنامج هل الدخان حرام أم حلال ....؟ فأجيب عن الشيخ إن كان حلالاً فأنا أدخنه وإن كان حراماً فأنا أحرقه حتى لا يتناوله غيري .
 
ما أجمل الإختلاف في الحوار الذي يخلو من الجدال وصراع المتحاورين بأن كل واحد منهم بان يريد أن يثبت أنه على حق وما أجمل أن تملك أدواتك في الفكر والثقافة والبينة والإقناع وما أجمل في أن يعي كل واحد منا أن رأيي خطاً ويحتمل الصحة ورأيك صحيح ويحتمل الخطأ وفي النهاية ما أجمل أن لا يتحول الإختلاف إلا خلاف وأن لا يجمعنا فيه إلا الأدب والإحترام لفكر الغير .
 
أنا والله بالرغم مما قد يصيبني بما يصاب به الآخرين من هم وكدر وكبد وضيق في العيش إلا أنني سعيد جداً بأنني دخلت جنة الدنيا وتنعمت بجميع ما وهبنا الله بها من جمال فأعيش كل اللحظات وأستمتع بها فأنا لا أعلم ما يخيئه لي القدر بعد ثواني ولكن ما أنا مطمئن له أنني جمعت حسن الظن بالله والتوكل عليه فكان لدي رصيد كبير من الرضا والصبر أنفق منه حين أسقط في محنة فتتحول إلى منحة وعطاء رباني جديد فأجد كل مفاتيح الأبواب المغلقة بيدي .
 
قد يقول قائل ماهذا الهراء الذي تتحدث به فأنت قد تناولت أدب الحوار والإختلاف ثم عن نفسك بنرجسية : لأرد هي رسالة لكل صديق أن إعمل ما أنت مقتنع به وإعتنق أي فكر قد يوافقك ولكن أترك باباً لك مع الله ثم مع الناس تعود لتدخل من خلاله من جديد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد