اتفقنا أن نختلف - مصطفى الشبول

mainThumb

20-07-2017 05:31 PM

أجمل ما قيل في أدب الخِلاف هي قصة الإمام الشافعي مع أحد طلابه، حيث كان يونس بن عبد الأعلى أحد طلاب الإمام الشافعي ، وفي احد الأيام اختلف يونس مع أستاذه الإمام الشافعي في مسالة أثناء إلقائه درساً في المسجد ، فما كان من يونس إلا أن قام غاضباً وترك الدرس وذهب إلى بيته ، فلما أقبل الليل سمع يونس بن عبد الأعلى صوت طرق على باب منزله ، فقال يونس: من بالباب..؟ فقال الطارق: محمد بن إدريس ..
 
.(فقال يونس: فتفكرت في كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي) ...فلما فَتح الباب ، فوجئ بالإمام الشافعي ...فقال الإمام الشافعي بعد إن رد عليه السلام: يا يونس نحن تَجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة واحدة، يا يونس لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات ، فأحيانا كسب القلوب أولى وأفضل من كسب المواقف ...يا يونس ، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوماً ما ...يا يونس : اكره الخطأ دائماً ولكن لا تكره المخطئ ... وابغض المعصية من كل قلبك لكن سامح وارحم العاصي...يا يونس : انتقد القول وأحترم القائل ...فان مهمتنا هي أن نقضي على المرض لا على المرضى....
 
فنحن تجمعنا روابط و علاقات قوية ومسائل كثيرة ، يجمعنا النسب والقربى والجيرة والصحبة، ويجمعنا مسجد واحد وجمعة واحدة ، أفراحنا وأعراسنا واحدة ، عزائنا ومصابنا واحد ، حتى أمواتنا في مقبرة واحدة ، سهلنا واحد، مياهنا واحدة ،قمحنا وحصادنا واحد ، ونجتمع على رغيف خبز واحد ومأدبة واحدة ، وقبل كل هذا ديننا ومنهاجنا وشريعتنا واحدة وربنا واحد...   
 
فكل هذه الروابط والمسائل تجمعنا ..فلا تجعلوا مسألة الانتخابات (البلدية والنيابية واللامركزية) تفرقنا وتهدم الجسور والقواعد وتخلق النعرات والفتن فيما بيننا..ولا تجعلوا مسالة الانتخاب و حب المناصب والكراسي تفوق على كل المسائل والروابط لتصبح سبب في اختلافنا ...
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد