من المسألة القطرية - عبدالله بن بخيت

mainThumb

21-07-2017 05:21 PM

 أتابع تغريدات العرب المتخصصين في الشأن الخليجي. هؤلاء الذين تركوا شؤون بلادهم وتفرغوا للكتابة عن الشؤون الخليجية والسعودية تطبيلا هنا وشتما هناك. تغريداتهم تشي أنهم وقعوا في ورطة. مثلهم مثل بعض الدعاة زوار قطر وتركيا. كانوا يلعبون على حبل التوازن الذي أقامته دول الخليج فيما بينها حفاظا على الوحدة والعمل المشترك قبل أن تخل به قطر.

 

طوروا قبل الأزمة تكنيكا للدعاية للإخوان أو لقطر أو لجني المال. يمكنك أن تقرأ ثلاثة مفاتيح أساسية في أحاديثهم وتغريداتهم. أول هذه المفاتيح تقية إيران. في كل مرة يريدون الدخول على قلب السعودي يبدؤون بشتم إيران. هذا البوابة تقودهم إلى التأكيد على (أهل السنة). عندئذ يأتي دور الرسالة الأوسع تحت عنوان توحيد جهود أهل السنة للتصدي للخطر الإيراني. ثم يمضي واحدهم في ذكر فوائد توحيد أهل السنة ووقوفهم صفا واحدا الخ, وفي مكان آخر يقول أنا لست إخوانيا ولكن أهلا بالإخوان إذا كانوا سيقفون معنا ضد الخطر الإيراني. نكون هنا وضعنا أقدامنا على عتبة الرسالة الأساسية. حيث نجد في مكان آخر حديثا عن إمكانية التحالف بين حزب الإصلاح اليمني (الإخواني) والتحالف العربي يجمعهم قتال عدو السنة الصفوي الفارسي الإيراني.
لا يختلف تكنيك العرب هؤلاء عن تكنيك الدعاة الدوليين (زوار قطر). عندما تتابع تغريدات وأحاديث زوار قطر سترى أن شتم إيران ليس سوى تقية لتمرير الرسائل والتسويق للإخوان. يضرب حديثهم على وتر توحيد الصف والترفع عن الصراعات إلى آخر الكلام المستهلك وينسون تماما أن مصر من أهل السنة. سترى في تغريداتهم وأحاديثهم أن الشتائم التي يوجهونها لمصر أشد سوءا وقبحا وبذاءة من الشتائم التي يوجهونها لإيران متناغمة مع الشتائم التي يكيلها الكتاب العرب الإخوانيون القطريون لمصر. لن تعرف كيف يتم توحيد أهل السنة مع استثناء مصر إلا إذا عرفت توجه الإخوان الأساسي وهو العودة إلى حكم مصر وتقويض الحكومات الإسلامية المختلفة.
 
عزل قطر الممول الأساسي للطرفين قاد الطرفين إلى طريقين مختلفين. اختفى زوار قطر السعوديون عن المشهد السياسي. بعضهم صمت والبعض الآخر تفرغ لتقديم باقات متنوعة من الأدعية. بينما مضى الكتاب العرب في نفس الطريق مع إضافة جديدة. أعلوا من صوتهم الشاتم لدولة الإمارات لمستوى صوتهم الشاتم لمصر تناغما مع الإعلام القطري. ولأنهم لا يجرؤون على شتم السعودية كدولة أضافوا إلى الشتمين شتما ثالثا موجها للإعلام السعودي الليبرالي المأجور.
 
*نقلاً عن "الرياض"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد