أخبار الأردن من لندن حصرياّ ! - رندا حتاملة

mainThumb

22-07-2017 05:21 PM

في نقده الساخر واللاذع يقول الفنان دريد لحام_ الشهير بغوار الطوشة_ : " إفتح على إذاعة لندن لنعرف شو عم بيصير عنّا " بهذه العبارة الساخرة قد اختزل غوار واقعاً يعيشه المواطن الأردني اليوم وهو يتوجه لصحيفة رأي اليوم الصادرة من لندن ويعتمدها لما تقدم من رواياتٍ ومعطياتٍ تطرب لها مسامع المواطنين الأردنيين وعلى الجانب الآخر نجدُ عدداً من الإعلاميين يزأرون غضبا في ما تقدمه الصحيفة دون تقديم حجج تفنّد ما نشرته رأي اليوم وإنما جميعها ردودُ فعلٍ عاطفية على نظام الفزعة ، لا أملك المعطيات الكافية لاتخاذ موقفاً معادياً للصحيفة أو مؤيداً لها على غرار الهجمات الشرسة التي  يتعرضُ لها الأردن من قناة الجزيرة دائماً، وتجد الجزيرة ورأي اليوم الأكثر صخباً في الشارع الأردني من حيث التأييد والمعارضة والإنتقاد ، مع كل أزمة سياسية أو عسكرية تجتاح الوطن ، تجد المواطن متعطشا للمعلومة وسرعان مايستقيها من أي مصدر بعد الإخفاق الذي يخفقه الإعلام الأردني بشقيه الرسمي والخاص ولابد من التركيز على الإعلام الرسمي فهو المنسق الأول مع الجهات الرسمية والناطق باسمها في حالات الطوارئ والأزمات.
 
 وفي ظل الأزمات تتزايد العلاقة بين المواطنين ومختلف وسائل الإعلام حيثُ يلجأ المواطن إلى الوسيلة الإعلامية في محاولة لخلق معانٍ ثابتةٍ للأحداث باحثاً عن التفسير المناسب لها ومعتمداً عليها في معرفة التطورات الجديدة للأحداث القائمة ولا يكتفي من الوسيلة بنقل الخبر بل ينتظر أن تساعده في تبني اتجاها إزاء الأحداث ، وهنا تكمن قوة وهيمنة الإعلام في السيطرة على  عقول الشعوب من خلال تبني الوسيلة لثلاث حالات إما تغطية الأزمة وتأطيرها بالإطار الذي يتوافق وأجندة الدولة هذا على صعيد الإعلام الرسمي أو تغطية الحدث بما يتوائم وأجندة الوسيلة الإعلامية هذا على صعيد الإعلام الخاص أو أن تكون الوسيلة وكادرها في قمة المهنية الإعلامية والموضوعية والشفافية وتنقل الحدث بمصداقية دون أي إضافة أو حذف محاولة لأن تقود المواطنين للحقيقة البحتة  وهذا مازال بعيداً عن الواقع الإعلامي الذي نتعايش معه .
 
وفي الثلاث حالات تكون المهمة الأساس للوسيلة أن تؤثر بعقلية الجمهور وإقناعهم من أجل مؤازرة موقف الدولة ، وأن تقدم روايةً مقنعةً عن الحدث حتى يتبنى المواطن روايتها ولا يستقي معلومته من مصدر إعلامي آخر مضاداً لموقف الدولة من الحدث وهذا يتطلب أن تعمل الوسيلة الإعلامية بحرفيةٍ مضاعفة وجهد أكبر ودقةٍ متناهية ،في ظل وجود توتر بسبب أزمة ما فتقديم صورة واضحة ومقنعة تحترم عقلية ووعي وإدراك المواطن هي الحل الأمثل لمواجهة الإعلام المعاكس والمضاد في حالة وجوده وأن لا تكتفي فقط بنقل الخبر وصوره كما هو بل أن تقوم بتوعية المشاهد من خلال مختصين وخبراء في موضوع الأزمة وترجمة مقابلاتهم إلى عدة لغات لتتجاوز أخبار الأزمة حدود الجمهور المحلي إلى الجمهور الدولي، وكل ما أسلفت ذكره نجد إعلامنا الأردني للأسف بعيداً كل البعد عنه فمع كل أزمة نجد رواية الاعلام تختلف ورواة الناطقين باسم الجهات الرسمية نجد تناقضاً في التصريحات الأمر الذي يجعل المواطن فاقداً الثقة في الإعلام الأردني وسرعان ما يتوجه لأي مصدر إعلامي آخر.
 
 ومع إجتياح السوشيال ميديا بات هناك مئاتُ المحللين السياسيين اللذين يأخذون على عاتقهم قراءة الواقع وتحليله وتفسيره أكثر من أي إعلامي في أجهزتنا الإعلامية بل ويتجرؤون على النشر بحريةٍ مطلقة مما أدى بالمواطن الأردني أن يكون أكثرَ وعياً وضلالاً في آنٍ معاً فهو يعي بسبب التدفق الضخم للمعلومات ويَضلُ بسبب عدم استناد هذه التحليلات على الحقيقة وإنما مجرد تخمينات من محللين هواة .
 
قبل أن يزأر إعلاميي الأردن في وجه الجزيرة ورأي اليوم وناشطي السوشيال ميديا عليهم أن يعترفوا بإخفاق الإعلام الأردني بشقيه الرسمي والخاص وسوء تنسيقه مع الجهات الرسمية ثم أن يدرك القائمون عليه بضرورة استحداث حقيقي لإعلام الأزمات وإدارته بجديّة وحرفية عالية تتواكب والمرحلة الحرجة التي يعيشها الأردن والوطن العربي بأكمله، فالإعتراف بالمشكلة وتحسسها هو نصف الحل.
تمت المشاهدة بواسطة رندا حتامله في 12:50 م
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد