بدء أعمال الملتقى الإقليمي حول تعزيز المجتمع المدني في تنمية السياحة البيئية

mainThumb

25-07-2017 02:25 PM

عمان - السوسنة - بدأت في عمان الثلاثاء أعمال الملتقى الإقليمي حول تعزيز المجتمع المدني في تنمية السياحة البيئية المسئولة الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو " بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة و اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة و العلوم و تستمر أعماله ثلاثة أيام.

 
و القى مدير الاتصال البيئي الدكتور أحمد عبيدات في وزارة البيئة  مندوب وزير البيئة راعي الملتقى  كلمة قال فيها أن منظمة الإيسيسكو سعت منذ تأسيسها إلى لعب دور فاعل ومهم في تعزيز أفاق التعاون بين الاقطار الاسلامية لإيجاد شراكة حقيقية بين كافة المؤسسات البيئية والتنموية والمجتمعات المحلية ، مشيرا إلى أن عقد هذا الملتقى في عمان يأتي احتفاء بها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 عن المنطقة العربية .
 
وأضاف الدكتور عبيدات إن اختيار (الإيسيسكو ) لعقد هذا الملتقى وتحت هذا العنوان ما هو إلا شهادة نعتز بها على ما شهدته المملكة ممثلة بوزارة البيئة من نقلات نوعية على صعيد السياحة البيئية ودور منظمات المجتمع المدني في ازدهارها بشكل يشمل كافة عناصر البيئة ، مبينا أنه تم إشراك هذه المنظمات بالعديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العديد من المجالات.
 
وعرض الدكتور عبيدات في كلمته جملة من الإنجازات التي حققها الأردن في مجال السياحة البيئية منها النزل البيئية والمحميات الطبيعية إلى غيرها من الأماكن والمواقع التي تشرف عليها وزارة البيئة مثل بساتين النخيل في غور الأردن ووادي رم وشواطئ البحر الميت وشاطئ العقبة والعديد من الأماكن.
 
و القى ممثل منظمة الإيسيسكو الدكتور مصطفى عيد كلمة نقل خلالها تحيات المدير العام للمنظمة الدكتور عبد العزيز التويجري ، معربا عن سعادته بانعقاد الملتقى والشركاء في مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة احتفاء بعمان العروبة والثقافة ، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 وإسهاما من الجميع في فعاليات المجتمع الدولي بإعلان 2017 عاما للسياحة المستدامة .
 
و هنأ الدكتور عيد باسمه وباسم مدير عام الإيسيسكو عمان وزوارها باختيار " مدينتهم الجميلة " عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 .
 
و اشار إلى السياحة والأنشطة المتصلة بها وقد أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم ، بعد أن أدرك المجتمع الدولي ، بما فيه العالم الإسلامي ، أهمية السياحة كمسؤولية وطنية ، نظرا لما تحققه من عائد اقتصادي باعتبارها صناعة مستقبلية ، لها مكانة واعدة في النسيج الاقتصادي فهي قطاع انتاجي  يسهم في زيادة الدخل ، و خلق فرص العمل ، وتحقيق التنمية الشاملة .
 
و لفت إلى أن السياحة في بعدها البيئي تعتبر عاملا جاذبا للسياح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية ، والحياة الفطرية ،و التعرف على عاداتها وتقاليدها ، فإن العلاقة بين السياحة البيئية هي علاقة توازن بين التنمية وحماية البيئة كما يؤكد على ذلك إعلان مانيلا 1980 .
 
وبين أن عقد هذا الملتقى يهدف للتعريف بالسياحة البيئية المسؤولة والمستدامة ، والبحث في أفضل السبل لتقليل الآثار السلبية للسياحة والمحافظة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية ، من جهة ، ودراسة سبل الاستثمار الأمثل للمواقع السياحية وكيفية المحافظة على التوازن البيئي ، والتنوع الحيوي من جهة أخرى ، إضافة إلى الارتقاء بقدرات ومؤهلات المرشدين السياحيين وأدوارها في تحويل التراث إلى ذاكرة حية.
 
و أوضح أن الإيسيسكو أولت اهتماما خاصا بتنمية السياحة في الدول الأعضاء ، وبخاصة في بعديها الثقافي والبيئي ، وضمنت ونفذت في خطط عملها المتعاقبة عشرات الندوات وورش العمل والملتقيات الخاصة بالنهوض بقطاع السياحة الثقافية والتوعية البيئية ، وأفردت العديد منها للارتقاء والنهوض بالمرشدين السياحيين وتطوير مهاراتهم ، بوصفهم الرأسمال الرمزي للتعريف بالمسالك الثقافية والمواقع الأثرية في الدول الأعضاء.
 
و اشار إلى أن إنجازات الإيسيسكو توجت جهودها بوضع استراتيجية لتنمية السياحة الثقافية في الدول الأعضاء التي اعتمده المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو 2009 ، متطلعا إلى أن يتمخض هذا الملتقى عن توصيات ونتائج ، وبخاصة فيم يتصل بالبحث في وسائل تنمية وتطوير دور المجتمع المدني وهيئاته ومنظماته العاملة في مجال البيئة ، و وعيا من الجميع بما أصبح ينهض به هذا المجتمع  ومكوناته من أعباء و نجاحات متتالية في نشر ثقافة السياحة البيئية المسؤولة والمستدامة في الدول الأعضاء.
 
بدورها أكدت ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة الدكتورة لبنى الشاوي أن السياحة تقوم على إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم ، فكلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشت ، مشيرة إلى أنه بالرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدرا رئيسا من مصادر التلوث في البيئة ، لذا لا بد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبين المصالح الاقتصادية و الاجتماعية من ناحية أخرى .
 
و بينت أن المؤسسة تعمل على تطوير أساليب عملية مدمجة كبرامج تربوية هادفة حيث تم انجاز العديد من البرامج في هذا الإطار.
 
و أشارت إلى إن الآثار السلبية للسياحة متعددة وتمس عدة مجالات كالماء والمناخ والتربة والنظم البيئية والتراث المادي واللامادي لذا يلزم وضع استدامة النشاط السياحي في إطار أهداف حماية البيئة ، داعية إلى تضافر جميع الجهود  المحلية والوطنية والدولية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل توجيه السياسات العمومية وبلورة وانجاز البرامج الكفيلة بالحد من هذه التأثيرات السلبية .
 
وكانت أمين سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة ابتسام أيوب ألقت كلمة أكدت فيها أهمية انعقاد هذا الملتقى في تبادل الخبرات حول السياحة البيئية والتراث الثقافي والبيئي ودور المجتمع في تنميتها والنهوض بها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
 
و أشارت إلى ان السياحة البيئية تعد من أشكال السياحة الحديثة مقارنة بالسياحة الترفيهية والتعليمية والدينية ، فقد أطلق عليها البعض مصطلح السياحة المستدامة نظرا إلى أن هدفها هو المحافظة على المواقع الطبيعية والتراثية والمساهمة في دمج المجتمعات المحلية في التخطيط للمشاريع التي تهدف إلى تطوير البيئة والعمل على تقديم وعرض المنتج الطبيعي والتراثي للزوار على نحو ملائم .
 
وأكدت على ضرورة أن تعمل المؤسسات المجتمعية الحكومية وغير الحكومية على ترسيخ مفهوم السياحة البيئية ضمن الأسرة والمؤسسات التعليمية لافتة إلى أهمية  دور وسائل الإعلام في هذا المجال .
 
و بينت الدكتورة ابتسام أيوب أن السياحة في الأردن أصبحت النشاط الاقتصادي الثالث من حيث الدخل بعد تعدين الفوسفات والبوتاس ، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة والقطاع الخاص للسياحة ، حيث تم إدخال مفهوم السياحة البيئية إلى الأردن في أوائل التسعينيات ، ولم يستغرق وقتا طويلا ليغدو عنصرا هاما  في خطط السياحة الوطنية وخصوصا بعد نجاح تجربة محمية ضانا.
 
و أعربت الدكتورة أيوب عن شكرها لمنظمة الإيسيسكو ، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ووزارة البيئة على جهودهم الخيرة في عقد هذا الملتقى متمنية أن يتمخض عنه توصيات تسهم بشكل فاعل في دعم السياحة البيئية و تحد من الآثار السلبية للسياحة بشكل عام.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد