قرية إبدر- تاريخ الأرض والإنسان .. كتاب لـ علي الدقامسة

mainThumb

26-07-2017 01:12 PM

السوسنة - صدر  كتاب ((قرية إبدر- تاريخ الأرض والإنسان)) لمؤلفه الباحث علي موفق الدقامسة.
 
يقع الكتاب  في (420) صفحة والذي استغرق فترة بحث وعمل اكثر من ٨ سنوات من تسجيل المعلومات وتوثيقها وقراءة اكثر من ٢٠٠ مرجع ومصدر ودراسة وتحليل اكثر من ٣٠٠ وثيقة.
 
 ويتناول الكتاب العديد  من القضايا حول قرية إبدر التي تقع في لواء بني كنانة في محافظة اربد، ويعالج المعلومات بطريقة منهجية اعتمدت بشكل رئيسي على الوثائق والمخطوطات سواء الاردنية او العثمانية او دراسات المستشرقين، بالاضافة الى دراسة ومقارنة الروايات المحلية فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية.
ويتناول الفصل الاول من الكتاب بعض ما كتبه الرحالة والمستشرقين فيما يتعلق بقرية إبدر وتدقيق ما كتبه المستشرقين وتوضيح المعالم والاثار التي تناولوها خلال مرورهم في القرية وتدوين ما شاهدوه ووصفوه ورسموه. 
 
وفي الفصل الثاني تتحدث الدراسة عن العصور والحضارات التاريخية كالعصور الحجرية والحضارات والممالك والامبراطوريات القديمة التي شهدتها القرية، ومحاولة تسليط الضوء على اثر تلك الحضارات على القرية من ناحية تشكلها وتسميتها وآثارها. فالاثار والشواهد في القرية تدل على ان عدد من الحضارات القديمة قد وضعت بصمتها في القرية مثل الحضارة الرومانية والبيزنطية. كما يناقش هذا الفصل أصل تسمية القرية باسمها الحالي "إبدر" بتدرج تاريخي بما وجده الباحث من اصول وروايات اعتمادا على نتائج الفصل الاول.
 
وجاءت الحضارة الاسلامية في الفصل الثالث، حيث تناولت الدراسة تاريخ العرب والحضارة الاسلامية من بداية دعوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتشكل اول دولة اسلامية  وانتشار النهضة الاسلامية ونشوء الممالك والحروب والصراعات انتهاء بحضارة المماليك في المنطقة وتحديد موقع القرية في هذه الحضارات حتى لو لم يكن لها تاثير يذكر، لكن ناقش هذا الفصل الوضع الاداري والسياسي والاجتماعي الذي كانت سائدة انذاك.
 
وفيما يتعلق بالفصل الرابع، والذي يبدأ بدخول البلاد تحت الحكم العثماني بعد هزيمة المماليك في المنطقة. وقد تناول الباحث في هذا الفصل معظم الوثائق التي تحتوي قرية إبدر من ناحية دفاتر الطابو والاسكان واليوقلمة والحجج الشرعية وغيرها التي اثبتت وجود قرية إبدر وقرية كنيسة آنذاك واسماء سكان المنطقة والضرائب التي كانوا يدفعونها وخاصة في القرن السادس عشر الميلادي. وهذه الوثائق التي تتناول سكان القرية خلال حكم الدولة العثمانية وتوزيع الاراضي في القرية وأسماء مخاتير القرية وملاكي الاراضي، وسندات الحقوق التي بين ايديهم في تلك الفترة حتى نهاية الحرب العالمية الاولى وتفكك الدولة العثمانية.
 
وتتناول الدراسة في الفصل الخامس الاوضاع السائدة في المنطقة بعد انتهاء الحكم العثماني والفراغ السياسي وغيرها من الأوضاع الناتجة التي لا يمكن فصلها وفصل تاثيراتها على قرية إبدر، وعالجت الدراسة الظروف التي مرت بها المنطقة وكيف كان الاهالي في القرية يتدبرون أمورهم في ظل الارباك وشبه الفراغ السياسي والاداري قبل تشكل إمارة شرق الاردن. 
 
وفي الفصل السادس، تتناول الدراسة قرية إبدر في ضل نشوء وتطور إمارة شرق الاردن في عهد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وقيام حكومات شرق الاردن بتطوير الجهاز الاداري وتنظيم امور المجتمع، وادرجت الدراسة جميع اسماء مالكي الاراضي في فترة الثلاثينيات من تلك الفترة وتوزيع الينابيع والابار في الاودية والمزارع،اضافة الى قرار نقل مركز ناحية بني كنانة الى ابدر.
 
وقد كان للحياة الاجتماعية لسكان اهل القرية الكثير من البحث، فقد تناول الفصل السابع معظم مظاهر الحياة الاجتاعية للقرية سواء من ناحية التكوين العشائري، والمساكن والبيوت القديمة وما تحتويه من اثاث وادوات سواء صناعية او زراعية، وسلطت الدراسة الضوء على المنتوجات الزراعية في القرية على مر العقود، وتناولت ايضا حياة الفلاح اليومية في بيته وحقله. إضافة الى ذلك، تناولت الدراسة الحياة الاجتماعية في القرية من مراسم الخطبة والزواج وعاداتهم وتقاليدهم. وارفق الباحث وثائق عقود الزواج لبعض شباب القرية وبناتها ومقدار المهر واسماء الشهود والمخاتير. ويحتوي الفصل السابع ايضا على الامثال واللهجة والمصطلحات الريفية في القرية، اضافة الى دراسة مراحل تطور التعليم واسماء بعض المتعلمين في العقود المتأخرة واسبابها وحيثياتها. الى جانب ذلك، استعرضت الدراسة مظاهر تطور قرية إبدر إداريا من مرحلة الهيئة الاختيارية ومن ثم المجلس القروي حتى مرحلة البلديات.
 
ولانه لا يمكن فصل قرية إبدر عن الاحداث والصراعات العربية الاسرائيلية، جاء الفصل الثامن يعالج ويناقش المراحل التاريخية ابتداء من النكبة الفلسطينية وسقوط اول شهيد من قرية إبدر، ويستمر الفصل الثامن في ذكر بعض اسماء المجاهدين من أبناء القرية في حروب 1948 وحرب 1967 ومعركة الكرامة 1968، وقصف القرية عام 1969 من قبل الطيران والاسرائيلي، واحداث ايلول 1970، وحرب رمضان 1973،  والمجازر الاسرائيلية بعد اتفاقيات السلام1996 ،وتناول الفصل أيضا حادثة الباقورة 1997   وتاثيرها ليس فقط على القرية في فترة التسعينيات بل على المستوى الوطني والدولي بعد محاكمة الجندي الدقامسة ، ويناقش هذا الفصل كيفية ادارة اهالي القرية لهذه الازمة خلال العشرين عاما حتى مرحلة الافراج عن الجندي الدقامسة في 2017.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد