سوريا تكشف ورقة التوت عن الخليج

mainThumb

27-07-2017 01:44 PM

لم يتوقع أي مواطن عربي أو خليجي بشكل خاص ولا حتى في الأحلام أن يرى قوى الشر والتآمر على العرب وهم يدمروا أنفسهم بأنفسهم ويحاصرون بعضهم البعض..!.
 
 وكان المشهد الوحيد من خارج  السياق انجرار مصر السيسي لتلك المسرحية ووقوفها خلف النظام السعودي في الجزيرة العربية  ، وكان لديها ألف حجة ومعها كل الحق  لقطع العلاقات مع قطر ولكنها لم تفعل قبل ذلك ، لكن جاء قرارها بتلك الصورة التي تبدو بها مصر الحضارة والتاريخ وكأنها تابعة لنظام آل سعود  خاصة بعد تنازلها عن جزيرتي صنافير وتيران المصريتين  للنظام السعودي أو للتحالف المستقبلي الذي قد يكون الكيان الصهيوني اللقيط جزء أساسي منه كما يقول بعض المحللين على ضوء  العلاقات السعو إسرائيلية التي خرجت من السر  وخلف الستار للعلن وبشكل فض تجلى وأصبح أكثر وضوحا في صفقة محمد  بن سلمان وولايته للعهد  والملك القريب على بلاد الحرمين الشريفين كما يقول بعض المحللين .
 
وكانت الحرب الإعلامية التي اشتعلت بين دويلات الخليج الثلاثة + واحد من جهة وقطر تدعمها تركيا من جهة أخرى بحيث تكشفت الحقائق أكثر حتى لأعمى البصيرة نظام آل سعود وأتباعه يتهمون قطر بدعم الإرهاب وداعش والنصرة والإخوان وغيرهم من تجار التأسلم وقطر تذكر أن الإرهاب بالأصل صناعة وهابية سعودية والحقيقة أن تلك الدويلات جميعها داعمة للإرهاب والأجرام وأيديها ملطخة  بدماء الأبرياء في العراق وسوريا وليبيا وبدرجة أقل في مصر،ألم يساهم الإرهاب بتدمير ومحق الدولة الليبية وبدوره انعكس بدعم  الإرهاب في مصر من خلال الحدود وواقع الجغرافيا ، انظروا ماذا يحدث في سيناء  من قتل وإرهاب وتهجير  .
 
إن الأمن القومي العربي وحدة واحدة لا يتجزأ هكذا كان يقول الزعيم جمال عبد الناصر وهكذا تعلمنا من مدرسته والدليل ما نراه اليوم والمتمثل فيما  يسمى بالربيع العربي هو صناعة أمريكية  100% بغض النظر عن الأنظمة التي نصفها مكروه والنصف الآخر محتقر كما عبر الأستاذ محمد حسنين هيكل رحمه الله ، ولكن أمريكا أرادت التغير على طريقتها وعندما بدأت الأحداث صحيحة في تونس ظن الجميع  أن فجرا عربيا لاح في الأفق من تونس ولكن سرعان ما انتشر وصولا لمصر وكان صحيحا  ولكن فجأة أصبح التدخل الخارجي كما حدث في ليبيا من خلال الناتو احتلالا وتدميرا عبر الناتو  وأدواته من الخونة في الداخل الليبي والعملاء من دول الإقليم وعلى رأسها محميات الخليج  من الخارج .
 
 
ومن المفارقات أن تكون جميع دول الخليج باستثناء سلطنة عمان مشاركة وممولة لكل عمليات الناتو في ليبيا  وإعلامها  أبواق لجريمة العصر باحتلال الدولة الليبية الشقيقة واستشهاد قادتها على رأسهم العقيد معمر ألقذافي ، لتنتقل الأحداث بعد ذلك لسوريا التي كانت وبحق مقبرة الإرهابيين والصخرة التي تحطمت عليها آمال أسيادهم الصهاينة وعملائهم في الخليج وان كان الثمن غاليا ، ولا زالت الدماء السورية الطاهرة تنزف نتيجة دعم هؤلاء الإعراب وأسيادهم لقوى الإرهاب العالمية التي جندوا لها كل حثالات الأرض من الظلاميين حتى أصبحت أكبر سوق تجارة للمرتزقة  المقاتلين الأجانب .
 
واستطاعت الدولة السورية بشعبها وجيشها وقيادتها من إفشال ذلك المخطط الإجرامي لتمزيق سوريا وحتى تقسيمها وحماية المنطقة وحتى العالم من قوى الظلام والإرهاب المتستر بالدين.
 
وها هم اهل الخليج يقاتلون بعضهم البعض إعلاميا واقتصاديا، ومن تابع السجال الإعلامي بين نظام آل سعود وأتباعه وبين قطر من جهة أخرى سيصاب بالغثيان السياسي ناهيك عن فضائح ويكليكس التي كشفت عن دور الخليج بتدمير الأمة وروح المقاومة فيها  لصالح أعدائها ، وها هي لعنات الضحايا في ليبيا وسوريا والعراق تطارد هؤلاء الإعراب  وها هو الصمود السوري يفضحهم ليرى العالم كل قذارتهم في سوق النخاسة التي رمى بعضهم البعض ، وليرى من لا زالوا مخدوعين من شعوبهم قذارة وعمالة أنظمتهم بأبشع صورها حتى قبل الأزمة  ووصولها لهذا المستوى الذي  لم يتوقعه أحد  .
 
ولهذا فان التغير الذي حدث على رأس الحكم السعودي في الجزيرة العربية ووصول محمد بن سلمان لولاية العهد وتتويجه قريبا ملكا مكان أبيه  وجاء كل ذلك على خلفية زيارة  التاجر ترامب وخروجه بمئات المليارات  مقابل تلك الصفقة .
خلافات الخليج ذكرتني بمثل  يردد كثير في بلاد الإعراب ذاتها حيث يقول (تموت الأفاعي من لدغة العقارب) وهكذا هم ،  ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد