الطراونة يحذر من الإذعان لمخططات الاحتلال الإسرائيلي

mainThumb

27-07-2017 02:58 PM

السوسنة - حذر رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة من التهاون أو الإذعان لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، لما لذلك من آثار وعواقب وخيمه على المنطقة أجمع، داعياً إلى مجابهتها بكل الأدوات لكف يده التي تطاولت وبلغت في تماديها وغيّها ما لا يمكن السكوت عنه.

وقال إن "الأقصى" شرف الأمة وكرامتها وعزتها، لن نقبل تدنيسه، وسيبقى طاهراً بما حباه الله من الفضل قبلة أولى للمسلمين وثالثاً للحرمين.
 
وأضاف الطراونة أن المساس بالحرم القدسي الشريف، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتطاول على حرمة "الأقصى"، يعني بالنسبة لنا جميعا طعناً بهويتنا العربية الإسلامية، ويستدعي التحرك السريع والعاجل لوضع حدٍ لتطاول المحتل وتعنته وصلفه وتطرفه.
 
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال المؤتمر الخامس والعشرون الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول "الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحرمة المسجد الأقصى المبارك" - دورة القدس، وذلك في العاصمة المغربية اليوم الخميس.    
 
وفيما يلي نص كلمة الطراونة:
 
"معالي الاخ الاستاذ الحبيب المالكي، رئيس الإتحاد البرلماني العربي / رئيس مجلس النواب المغربي، معالي الأخ الاستاذ عبد الحكيم الشماش / رئيس مجلس المستشارين، عطوفة الاخ الاستاذ فايز الشوابكة الامين العام للاتحاد البرلماني العربي، الزملاء أصحاب المعالي أعضاء الاتحاد،
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
 
نجتمعُ اليومَ بشكلٍ طارئ لمناقشة أمر جلل، وهو تعدي الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات في القدس المحتلة ومنع إقامة الصلاة ورفع الأذان وتركيب أدوات الرقابة على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، أولى قبلتيّ المسلمين وثالث الحرميّن الشريفين. 
 
أخاطبكم اليوم، وقد أطلقنا في مجلس النواب الأردني صيحةً باكرةً لنصرةِ الأقصى ووقفِ كل محاولاتِ تغييرِ الوضعِ القائمِ فيه، انطلاقاً من علاقاتنا التاريخيةِ والأخويةِ وترابطنا الاجتماعي مع الأهل في جارتنا فلسطين المحتلة، وكذلك بحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. 
 
الزملاء الكرام، 
 
إن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال من فعل آثم،  لن نجد له سببا غير التطرف المدان والمستنكر، فهو يبحث في كل يوم عن فنون جديدة للتنكيل بالشعب الفلسطيني الذي ما زال رهيناً لأقدم احتلال في عصرنا الحديث-صابراً مرابطاً يضرب بصموده وطهر دمائه قصة كفاح ونضال شرعي سيكلل بنيل الحرية والكرامة رغماً عن قيد الاحتلال وبطشه. 
 
إن موقفنا في المملكة الأردنية الهاشمية، سواء الموقف الرسمي أو الشعبي، يلتحمان أمام دعم صمود الشعب الفلسطيني، وما هذا الموقف بغريب عن الأردن ملكا وشعبا، فنحن امتداد بعضنا، دمنا واحدٌ وتحدياتنا مشتركة، وصبرُنا طويل. 
 
وعليه فإن المساس بالحرم القدسي الشريف، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتطاول على حرمة المسجد الأقصى، يعني بالنسبة لنا جميعا طعناً بهويتنا العربية الإسلامية، ويستدعي التحرك السريع والعاجل لوضع حدٍ لتطاول المحتل وتعنته وصلفه وتطرفه. 
 
إننا في الأردن وبحكم الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات، نؤكد المسؤولية الدينية والتاريخية الأردنية على المدينة المقدسة، فبعد أن استطاع جلالة الملك عبد الله الثاني لفت أنظار العالم إلى الانتهاكات الإسرائيلية، التي تسعى لتدنيس المقدس، ومصادرة الهوية، نأمل اليوم من الأشقاء العرب والمسلمين، التحرك الفاعل والمؤثر كي نكون يداً واحدة لوقف انتهاكات المحتل وفضح ممارساته أمام العالم أجمع. 
 
كما نؤكد أن أي تغيير في الوضع القائم داخل القدس والحرم القدسي الشريف، يعني مصادرة الهوية لهذه المدينة التاريخية، ويستوجب منا استئناف الجهود على المستويات الرسمية والشعبية في الدفاع عن مدينة الرسالات السماوية، وموطن اجتماع الأنبياء. 
 
معالي الرئيس، الزملاء الكرام 
 
لم يعد مقبولاً منا اليوم في البرلمانات العربية، الإكتفاء بالإدانة وإصدار بيانات الشجب، مع محتلٍ متجبرٍ آثم أفاكٍ أشرْ، إذ لا بدّ لنا ونحنُ نزخرُ في اتحادنا بقاماتٍ برلمانية كفؤة، أن نكون على مستوى الحدث، فإن سكتنا اليوم عن الانتهاكات بحق الأقصى سيتجرأ الاحتلال لارتكاب المزيد من جرائمه وممارساته الفادحة بحق مقدساتنا وأهلنا في فلسطين. 
 
وعليه فإننا بدأنا أولى الخطوات العملية في مجلس النواب الأردني برصد الانتهاكات الإسرائيلية التي يشرعها الكنيست الإسرائيلي عبر قوانين التطرف والعنصرية، وسنقوم بتزويد برلماناتكم بها، وكذلك البرلمانات الإسلامية والدولية لكشف حجم التجاوزات الإسرائيلية الخطيرة بحق فلسطين التاريخية، ومقدساتها التي تمثل عمق هويتنا العربية الجامعة. 
 
إننا نتطلع إزاء هذه الخطوة لمساندتكم بما تملكون من علاقات ونفوذ عبر مختلف الهيئات والمؤسسات البرلمانية والتشريعية الإقليمية والدولية للضغط على إسرائيل لوقف تدخلاتها المستمرة في المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف وعدم تكرار إغلاق المسجد الأقصى ومنع المصلين من آداء صلواتهم وشعائرهم التي كفلتها كل الديانات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان وعدم الاعتداء على الإرث الديني والحضاري والتاريخي للقدس الشريف بما في ذلك دار الفتوى والمحكمة الشرعية التي تحوي السجل التاريخي لمدينة القدس، مثلما أؤكد ضرورة التنبه لخطورة تلك الإجراءات الإسرائيلية التي تزيد من ردات الفعل والانتقام، وتسبب التوتر في منطقتنا أجمع. 
 
وعلى العالم أجمع الأدراك أن استمرارَ الاحتلالِ الإسرائيلي على مدى أزيدَ من ٧٠ عاماً لهو السببُ وراء تعبئةِ المشاعرَ الغاضبة لدى أجيالٍ عايشت الظلم، فكلُ ما تواجههُ الأراضي المحتلةُ وما تعانيهِ من إجراءاتٍ المحتل الظالمة، والتمادي في اتباعِ سياسةِ الاستيطان، وزيفِ الإدعاءات أمامَ المجتمع الدولي، لن يؤدي إلى الحلِ العادلِ المنشودِ بإعلانِ دولةِ فلسطينْ كاملةَ السيادةِ والكرامةِ وعاصمتُها القدسُ الشريف. 
 
وفي الختام نحذر من التهاون أو الإذعان لمخططات الاحتلال، لما لذلك من آثار وعواقب وخيمه على المنطقة أجمع، ويجب أن تُجابه بكل الأدوات لكف يده التي تطاولت وبلغت في تماديها وغيّها ما لا يمكن السكوت عنه، فالأقصى شرف الأمة وكرامتها وعزتها، لن نقبل تدنيسه، وسيبقى طاهراً بما حباه الله من الفضل قبلة أولى للمسلمين وثالثاً للحرمين، ودونه كل ما نملك. 
 
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد