فوضى في البيت الأبيض

mainThumb

01-08-2017 11:34 PM

للمرة الأولى منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية على انقاض الشعب الأصلي وهم الهنود الحمر وإستقلالها عن بريطانيا   واعلان ذلك رسمياعام 1787،لم نجد البيت الأبيض بهذه الحالة التي أصبح عليها منذ تولي الرئيس ترامب مقاليد الأمور رئيسا لأمريكا ، وهو يفتقر لأدنى درجات المعرفة السياسية.
 
وبغض النظر إن كنا متفقين  او مختلفين مع الرؤساء الأمريكيين السابقين من جمهوريين وديمقراطيين ،وفرض عليهم  طاقما يهوديا يدير البيت الأبيض ،فإننا كنا نرى سياسة واحدة وواضحة للبيت الأبيض ،بعكس ما نراه اليوم من تخندق وتمترس بين أقطاب السياسة الأمريكية ،كما هو الحال بالنسبة لأزمة الخليج التي فجرتها زيارة ترامب إلى الرياض وعقده ثلاث قمم سعودية وعربية وإسلامية ، وضرط فصا برائحة كريهة في القمة الأمريكية –السعودية حسب تصريحات زوجته ميلانيا للصحافة البريطانية ،وقولها ان المسؤولين الأمريكيين يدرسون حاليا تفادي ذلك إبان لقائه بملكة بريطانيا ،حيث يتخذ الرئيس ترامب موقفا تصعيديا مغايرا لموقف البنتاغون ووزارة الخارجية اللذان يتسمان بالعقلانية.
 
عندما جاء ترامب إلى البيت الأبيض حوله إلى بيت للعائلة وأصبح شركة عائلية تضمه شخصيا رئيسا لمجلس الإدارة ،وصهره اليهودي كوشنير مديرا عاما وإبنته التي تهودت  ودوّخت المسؤولين في الرياض إيفانكا  مستشارة وأمينة للسر،وزوجته ميلانيا ،وإبنيه ،وبالتالي فإن البيت الأبيض تحول فجأة إلى شركة عائلية لآل ترامب .
 
ولا ننسى أيضا  أن البيت الأبيض بحالته الجديدة لا يتسم بالإستقرار بالنسبة للمسؤولين الكبار الذين يعينهم ترامب نفسه ،لكنه يقيلهم بعد أيام من تعيينهم وآخرهم  من أنهى عقده بتغريدة وهو بجانبه بعد عشرة أيام من تعيينه،أو هم يستقيلون بأنفسهم لعدم تقبلهم لسياسة ترامب التي تفتقر للمنطق .
 
تدور الحاديث حاليا عن نية وزير الخارجية السيد تيلرسون تقديم إستقالته على خلفية أزمة الخليج ،وبعد أن وصفه صهر الرئيس ترامب اليهودي كوشنير بأنه غير مهني ،مع انه الحكمة التي تمشي على الأرض ويجدر به أن يكون رئيسا لأمريكا وسيدا للبيت الأبيض.
 
لقد برز من بين المستقيلين والمقالين  المتحدث الرسمي بإسم البيت الأبيض شون سبايسر ولما يمض على إستلامه لعمله سوى 183 يوما ،بعد قيام الرئيس ترامب بتعيين أنطوني سكاراموش مدير للإتصالات في البيت الأبيض.
 ما نراه من عدم إستقرار في البيت  يتحمل مسؤوليته بطبيعة الحال الرئيس الذي يفتقد لأدنى درجات الخبرة السياسية ،سيؤدي إلى فراغ سياسي حول الرئيس ترامب الغارق في المشاكل والتهم وأبرزها  كيفية وصوله إلى البيت الأبيض ودور الرئيس الروسي بوتين في ذلك، حيث يتم التحقيق معه ،وتبرز كل يوم أدلة جديدة تفيد أن الرئيس بوتين قد فعلها حقا ،وشهد بذلك ترامب نفسه في يوم الإنتخابات ،حين قال في محاولة يائسة لإزاحة التهمة عن نفسه أن الديمقراطيين سيقومون بقرصنة إليكترونية لسرقة وتحويل أصوات الجمهوريين إلى صناديق السيدة هيلاري كلينتون.
 
على نفسها جنت براقش ،فلا هو يمتلك الخبرة السياسية التي تؤهله للحكم ،ولا هو اتى بفريق قوي متماسك يغطي على هفواته وما أكثرها ،وهذا يعني أن ترامب مودع ولو طالت أيامه في البيت الأبيض.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد