يقول نيلسون مانديلا : يموت من لا يستحق الموت و يعيش من لا يستحق الحياة. ، ويعاود القول : التعليم هو السلاح الاقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم
لقد تحدثت في أكثر من مقال عن واقع التعليم في الاردن ، والمعضِلة أن السلاح يفرز دائماً إمّا القاتل أو الميت ، وكلاهما سلب باتجاه الانحدار
قبل يومين ’ملِئت بعض المواقع بانجاز نوعي لنقابة المعلمين الصوريّة ، وغرّد على ذلك الانجاز الكثير من المأزومين على أنه البطولة بزيادة راتبين على نهاية الخدمة للمعلمين - يعني ما يعادل مياومات اسبوع لشخص واحد عامل في الديوان الملكي على حساب المال العام للأردنيين ، وما يعادل ربع مصروفات على ضرس أحدهم في مشافي لندن ، أو ما يعادل أجرة شهرية لعامل في الهيئة المستقلة للانتخاب ، أو ما يعادل 5% من فحوصات لمسؤول هزيل في
مستشفى الاردن أو ما او ما ... كثيرة هي الصور المشوهة لمعادلة هذا الانجاز ؟!
أعتقد أن المعلمين لا يشبهون بعض إلا في شكل الجسد ، ولكن في المضمون لا أحد يشبه الآخر - فدائماً كنّا نقول : توحّدوا لمهنتكم التي تطاول السماء في العلو ، وهي وظيفة الانبياء على هذه البسيطة الواسعة ، ولكن لا جدوى من كل
الصراخ ، فالافراز دائما يتشكّل ويقع على البالونات المنفوخة ....!!
أريد أن أسأل سؤالاً للمعلمين الاردنيين ! ، هل تغيّر واقعكم على كل الصّعد ؟!!
أعتقد أن الواقع التعليمي مؤلم ومميت إلى حد التعب - فالوزير ليس بمسؤول ، والنقابة تنحني أمام ظهورها مع وزير في الصحف أو التلفاز من نقصان الحنان الذي عانت منه ممثلة بمن يعتليها - مصروفات غير مبررة حتى لو وجدت الفاتورة مبرراً على فعل ، فلا يجوز ان تضع أيها الفلان قانوناً بمساعدة أمنية يخولك التصرّف بقرش واحد دون موافقة معلم واحد في الاردن هو من مكتسباته ، وأعتقد أن كل ما تقومون به هو عبارة عن بروتوكولات فنتازية تصيح
بأعلى صوتها : نحن نشبه مَن يكذبون على الشعب عبر شاشات التلفاز ونحن منهم واليهم ؟؟؟!!!
المعلّم ليس له الحق في علاج سليم ذو قيمة يشبه معاناته ، وتقاعد مقبول ، ومركزيعادل مكانته القيميّة كا قالها سابقاً في البداية المناضل نيلسون مانديلا ، ولا بيئة ومكان يستطيع من خلالهما أن يشعر جالساً على كرسي ومكتب يشبه
حجمه الكبير بعكس كل الصغار الذين يعتلون مكاتب ترفيّة لا يستحقون الجلوس عليها وما أكثرهم .
الحديث يطول ، والفشل كبير ، والابواق الفارغة عالية الصوت تصدح على بعض طباليها بأهميتهم وأفعالهم وإنجازاتهم ، والحقيقة تقول : أنا أخجل من نفسي حين يعتليني فارغ في العقل وفي الذات ، ويركبونني عنوة لأنني أصبحت’
في هذا المجتمع مجرد كلمة يتقاذفها أصحاب الشفاه السوداء تبريراً عن موتهم وقتلهم لكل أدب وفضيلة ، اختصرت الواقع المزري للمعلمين الاردنيين ؛ لأنهم يستحقون الكرامة والعزّة والعطاء - فحالهم من متقاعدين وعاملين كالشجرة التي تحتضر في واقع يابس جاف ... رحمكِ الله يا نقابة المعلمين التي ناضلنا لولادتها ، وأجبر صواب الابرياء ... ومرة أخرى فالاغبياء أصحاب الحظ يعيشون على أكتاف الاذكياء !