انتخابات البلديات واللامركزية

mainThumb

15-08-2017 02:59 PM

لا شك أن التاريخ  في الأردن سيتوقف طويلا أمام انتخابات البلديات وما يسمى باللامركزية  ، الأولى خدماتية ولكن القاسم المشترك في هذه الانتخابات بشقيها غياب الحكومة التي لم نسمع لها صوتا أو نشاطا حتى في حث المواطنين على المشاركة وهو لمصلحتها في الدرجة الأولى وكأنها أفلست حتى من المنظرين لسياستها المدمرة  حيث لم يشهد الوطن منها إلا الوصول لحافة الهاوية  ، وكما أن نجاح العملية الانتخابية بشقيها وهذا إحدى المستحيلات  أو فشل تلك الانتخابات وهي الحقيقية المؤكدة سيحسب على هذه الحكومة  التي لم نرى نشاطا أو نسمع عن تلك الانتخابات إلا  دعايات متواضعة  لبعض المرشحين  حيث الوطن بدأ وانتهى عند بعضهم بالأنا الضيقة .
 
غياب الحكومة  يطرح تساؤلات عميقة وخطيرة للغاية ، إذا كانت هي المعني الأول بنجاح العملية الانتخابية غائبة أو مغيبة لا فرق فهل الحكومة ذاتها غير مقتنعة بتلك الانتخابات،  ولكنها أجبرت على إجراءها تحت ضغط الخارج وإرضاءه  وهي تريد أن تثبت في غيابها أن شعبنا لم يصل بعد إلى حالة اللامركزية كما هي في دول الضغط المعروفة .
 
لقد جرى في السابق انتخابات كالبلديات أو النقابات وشهد الوطن قبل ذلك حراكا واضحا من الحكومة أو من القوى السياسية التي يبدو أنها شاخت اليوم  في ديكوراتها المسماة بمقرات وتنتظر هبات الحكومة الأشبه بالتقاعد  بعد أن استقالت أو أقيلت من كل أدوراها الوطنية كمؤسسات وأصبحت مدجنة كما تريد الحكومات مجرد ديكورات لا أكثر ولا أقل .
 
هذه الانتخابات بشقيها  البلديات و اللامركزية  فاشلة بامتياز فإذا كان مجلس النوام عفوا أو النواب غائب ومجرد واجهة لا يعقد إلا بأمر ولا يفض إلا بأمر فأي انتخابات بلدية واللامركزية  وماذا ستفعل غير المزيد من هدر المال العام ؟ .
 
إن السياسية الأردنية مصابة بمرض الشيخوخة منذ الانقلاب الأول على إرادة الشعب  عام 1956م ، وإقالة حكومة الزعيم الناصري سليمان النابلسي رحمه الله المنتخبة  وبعد ذلك الانقلاب على إرادة الشعب  بعد انتفاضة 17 نيسان المجيدة ومنذ ذلك التاريخ والسياسية الأردنية أشبه بالمريض لمدمن على المهدئات والتسكين المؤقت للآلام التي تضاعفت حتى وصلنا لحافة الهاوية ، وبأمانة الله  والكلمة أشعر بالخوف والخطر على وطني وان الدولة العميقة غير المرئية هي من سيقود الوطن نحو الهاوية كما تقوده الآن في سياسات التخبط منذ خمسينيات القرن الماضي علما بأنها ستكون أول الخاسرين نظرا لامتيازاتها التي تفوق امتيازات وطن بأكمله .
 
انتخابات البلديات واللامركزية مهزلة وضحك على الذقون والوطن إلى أين يسير  ، وآه يا خوفي من آخر المشوار .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد