نص كلمة الفريق صالح في جلسة المباحثات الأردنية السودانية

mainThumb

17-08-2017 10:08 PM

عمان - السوسنة - إستقبل النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية الفريق أول الركن بكري حسن صالح في القصر الجمهوري رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي الخميس.
 
وبحضور وفد وزاري رافق رئيس الوزراء في جلسة المباحثات الأردنية السودانية المشتركة ، تم خلالها بحث سبل التعاون بين البلدين ، ألقى الفريق الركن بكري حسن 
 كلمة رحب بها بالوفد الأردني.
 
وتاليا نص الكلمة :
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
وبعد .
 
دولة الأخ الأكرم الدكتور / هاني فوزي الملقي
رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية ،،،
أصحاب المعالي والسعادة أعضاء الوفد الأردني الكريم ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
تحية من نهر النيل إلى نهر الأردن، بل تحية من كل الأرض السودانية إلى الأرض الأردنية الطيبة : مليكا ، وأهلا ، وعشيرا ، وإخوة في قيم الخير، وروابط الانتماء ، ومعاني الكرامة ، تحية بحجم طموحاتنا ، وعظيم آمالنا ، وثابت تقديرنا و وفائنا .
فالأردن في ذاكرة أهل السودان وقلوبهم :بلد عتيد ، وشعب مجيد ، ودولة يكفيها شرفا ما تحمله من اسم ينتمي إلى عترة الفخار وشرف النبوة ، دولة تجاوزت مآزق الجغرافيا وأعباء التاريخ بكثير من الحكمة والعلم والاجتهاد .
 
فحق لها أن تنعم باستقرار معلوم ، في وسط مأزوم ، فمرحى بكم أخي دولة رئيس الوزراء ، ومرحى بوفدكم الرفيع  وأنتم تشرفون السودان.
 
الأخوة الأعزاء والأخــــوات ..
في دورة الانعقاد السابعة للجنة الوزارية العليا المشتركة ، لتثبتوا لأمتنا ، ولنثبت لها معكم أن عرى الإخاء و وشائج القربى ليس لها إلا سبيل واحدة هي سبيل : التوافق، و التواثق، والتواصل، والتكامل.
 نقول ذلك .. ونحن نعلم أن ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية من مآزق ومعضلات هو نتاج طبيعي لدورة تاريخية طويلة، وأنه داء إلى زوال مهما تفاقم واستطال ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس ، وإن في انعقاد هذا الملتقى لضوءا مبشرا وسط عتمة الظلام التى ترزح فيها أمتنا ، وتتمدد كل يوم : قتلا للأبرياء ، وإرهابا للآمنين، فلتكن إذن علاقة بلدينا أنموذجا متجددا في التنسيق، التعاون، والتكامل ..أنموذجا يستوعب ما تنطوي عليه الأرض في كلا القطرين الشقيقين  من موارد وإمكانات، وما يتميز به الإنسان في كليهما من عظيم الإيمان وشكيم الإرادة وصادق الانتماء ، أنموذجا يدرك حتمية التقارب الإنساني، بانهيار الحدود والحواجز الجغرافية لصالح العقل البشري المتقدم بقوة لصياغة مستقبل واحد للإنسان، يستفيد من تعدد المشارب، وتنوع الثقافات، وتباين الأذواق والرغبات .
 
أخي دولة رئيس الــوزراء ،،، الأخــــوة والأخـوات ،،،
 
إن وعي السودان بتلكم الحقائق الماثلة في تطور المجتمعات هو ما قاده إلى إعمال فكره ، و إفراغ جهده ، لتصعد من كل ذلك فكرة الحوار الوطني، التى جمعت فرقاء الوطن تحت سقف من المساواة رحيب ، وعلى صعيد من الحرية خصيب، ولتجئ المحصلة وفاقا يفتح آفاقا لوفاق أكبر، وسلاما يعقد آمالا بسلام أوفر، وإصلاحا مؤسسيا تلوح لأعيننا خطى سياساته و بوادر نجاحاته .
ولعله من بشائر الخير، أن يكون انعقاد هذه اللجنة الموقرة هو الأول في ظل التشكيل الوزاري الجديد لحكومة الوفاق الوطني ببلدكم السودان، وهى الحكومة المنوط بها ترسيخ معاني السلام ودعائمه، ومضاعفة الجهود لتجاوز الأزمة الاقتصادية اعتمادا على ما حققه السودان مؤخرا من انفتاح سياسي أفضى إلى ترميم علاقاته الخارجية ، بل والانطلاق بها إلى فضاءات أرحب ، لا سيما مع بوادر رفع الحظر الاقتصادي الأحادي، بما يعنيه ذلكم من مؤشرات الانفراج الاقتصادي التى أبرزتها دوائر اقتصادية عالمية عديدة في تقاريرها المستشرفة .
 
أخي دولة رئيس الــوزراء ،،،
أصحـاب المعالي والسعـادة ،،،
الأخــــــوة والأخـــوات ،،،
إن هذه الآفاق المستجدة من محفزات الأمل والعمل هى زادنا الجديد معكم على درب التعاون المشترك نفتح بها صفحات جديدة ونخط بها سطورا جادة في سبيل ترقية التكامل بين بلدينا الشقيقين وأقول التكامل ـ تحديدا ـ.
لما يتسم به الاقتصادان من ميزات تفضيلية نسبية تمثل حاجة كل منهما للآخر في سبيل اكتماله فالسودان بإمكانات أرضه الزراعية الشاسعة  وثرواته المائية ، والنفطية ، و المعدنية ، والسياحية يشكل نقطة تلاق مع الأردن بموقعه الدبلوماسي المتقدم ، وبموارده العلمية المتفوقة وبإمكاناته السياحية والثقافية والطبية المتفردة.
 
إن هذه الموارد والإمكانات بضخامتها وتميزها  تشير إلى أن حجم التعاون بين السودان والمملكة الأردنية الهاشمية يظل دون طموح الشعبين فبرغم التكوين الباكر للجان العمل المشترك في أواسط خمسينيات القرن الماضى وبرغم العلاقة السياسية الوطيدة والتواصل الأخوي النابض القديم الذي أرسى قواعده قادة البلدين منذ فجر العهود الوطنية نقول : برغم كل ذلك، فإن ما أنجز لا يكاد يعبّر عن الإمكانات الكامنة لدى كلا القطرين الشقيقين، صحيح  أن ثمة عوامل سياسية دولية وأقليمية فرضت على كليهما حدودا في الانطلاق، وصحيح أن أزمة اقتصادية عالمية ألقت بظلالها على وتائر التنسيق والتعاون الاقتصادي، وصحيح أن تباينات وتقاطاعات شكلت لمفرداتها وجودا في مسار التعاون الاقتصادي الفني والعلمي ، غير أن كل ذلك مقدور على تجاوزه ، بشيء من الحكمة والاصطبار ، والتفاهم الناجز الخلاق، وهو ما نأمل أن تحمل فحواه الاتفاقات الموقعة بين الجانبين.
ويطيب لي ـ هنا ـ أن أشيد بجهود اللجنة التحضيرية المشتركة التى عكفت ـ بكل اقتدار ـ على إعداد الوثائق وتهيئتها للتوقيع، فقد أسفرت تلكم الجهود الراجحة عن اتفاقات ومذكرات تفاهم ، نعد أن تجد من خالص بذلنا ما يجعل فصولها ومبتغياتها حقائق ماثلة للعيان.
 
أخي دولة رئيس الوزراء، أصحاب المعالي والسعادة، لقد ظل الأردن الشقيق في أيام الحصار على بلادنا يمثل واحة من الأمان يجد فيها السوداني مبتغاه علاجا، وتجارة، ودراسة، وسياحة، وقبل كل ذلك : تعاملا مثاليا كريما، وتلك يد بيضاء لن نقابلها إلا بمزيد من الوفاء، وبهذا الفهم وهذه المشاعر، فإن توجيهات رئاسية واضحة قد صدرت لكل الدوائر وجهات الاختصاص، للعمل وفقا لما يترجم تقديرنا للأردن الشقيق ، إلى حقائق ماثلة من التعاون والتنسيق.
 
مع بذل كل جهد لسد الثغرات، وتجاوز العقبات، في مسار هذه العلاقة المتميزة، فالمملكة الأردنية الهاشمية فوق ما تجسده من روابط تاريخية ،بقيت في الذهنية السودانية أكثر البلدان التصاقا بالقضية الفلسطينية ، ارتباطا تاريخيا بإدارة شأن الحرم القدسي الشريف.
الذي يؤسفنا ما يتعرض له من ظلم واعتساف، بما يملي علينا أن نضم صوتنا إلى أصوات الشرفاء ، للمطالبة بتحريره من قبضة الظلم، ليبقى منارة في التواصل الحضاري، ومعلما في الكرامة، الكرامة التى تتحقق ابتداء بتلاحم إرادتنا، واتصال سيرنا على جادة من العمل الجاد.
وفق الله جهودنا، وسدد على سبيل الرشاد خطانا .
ومرة أخرى، مرحبا بكم في وطنكم الثاني السودان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد