عن العامل الايراني في الصراع الدائر ضد طهران - سعاد عزيز

mainThumb

22-08-2017 08:54 AM

على الرغم من إن الكثير من التغييرات قد طرأت على الموقف العربي حيال التدخلات الايرانية في المنطقة و السعي لتنفيذ مخططت مشبوهة على حساب دول المنطقة، ومع إنه قد حدثت الكثير من التطورات الجديدة لمواجهة الدور الايراني وخصوصا الدور التخريبي لجهاز الحرس الثوري الذي يقوم بالاشراف على تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و توجيهه، إلا إن معادلة الصراع القائمة بين دول المنطقة من جانب و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب آخر، لايزال يميل لصالح الاخيرة.
 
أحد أهم أسباب رجحان المعادلة المذكورة أعلاه لصالح طهران، يكمن في إن الاخيرة قد حققت نجاحا كبيرا في توظيف العنصر العربي لصالحها، أو بمعنى أدق إنها تمكنت من توظيف العامل الداخلي في دول عربية لصالح تحقيق أهدافها و غاياتها، وهو أمر عجزت أو بالاحرى تقاعست عنه الدول العربية لحد الان، والذي يلفت النظر كثيرا و يثير الاستغراب و الدهشة، إن إيران تمكنت من النفوذ الى داخل بلدان في المنطقة و إستطاعت أن تٶسس تنظيمات و ميليشيات تابعة لها و تسيرها كيفما يتفق و يتناغم من مخططاتها و مشروعها العام في المنطقة، في حين إن هناك معارضة إيرانية نشيطة و فعالة متواجدة في الساحة الايرانية و المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، غير إن الذي يثير الدهشة و الاستغراب معا هو عدم قيام بلدان المنطقة بالاستفادة من هذه المعارضة و التعاون معها بما يتم الاستفادة منها في مجال الصراع ضد النظام في طهران و توظيفها لصالح مواجهته و درء خطره.
 
طهران و بواسطة جهات و كتاب و وسائل إعلام تابعة لها أو متماشية معها أو منخدعة بها، حاولت دائما التشكيك في هذه المعارضة و الإيحاء من إنها لاتختلف عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهو محض كذب و إفتراء ذلك لأن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد أعلن مرارا عن نهجه السياسي الفكري المتضمن بإيمانه الكامل بمبدأ فصل الدين عن الدولة و بمبادئ حقوق الانسان و المرأة و بإحترام سيادة الدول الاخرى و عدم التدخل في شٶونها و بإيران خالية من اسلحة الدمار الشامل، وهذه الحقائق الدامغة تصفع كل من يروج كذبا و بهتانا لتلك المزاعم الواهية بكون المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لايختلف بشئ عن النظام وإنه سوف يقوم بنفس ممارسات النظام ضد الشعب الايراني!
 
هذه المزاعم الباطلة جملة و تفصيلا، هدفها الاساسي هو الحيلولة دون إقامة أي نوع من أنواع التعاون و التنسيق بين هذه المعارضة الايرانية الفعالة و بين دول المنطقة، ذلك إن دخول العنصر الايراني في عملية المواجهة ضد النظام الايراني يعني إجراء تغيير جذري على المعادلة القائمة و جعلها ترجح لصالح ليس دول المنطقة فقط وانما لصالح الشعب الايراني أيضا، خصوصا إذا ماتقدمت دول المنطقة خطوة للأمام و إعترفت بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة رسمية و فتحت م?اتب لها في عواصمها، فذلك مايمكن تشبيهه بزلزال سوف يهز النظام هزا و سيقود الى أحداث و تطورات نلمسها على أرض الواقع في إيران.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد