الرجال مواقف والتاريخ شواهد

mainThumb

27-08-2017 11:09 AM

يسطر التاريخ ويكتب بمواقف الرجال وتبنى الامجاد بالافعال والجذور العميقة والتضحيات ومن لاجذر له اخذته نسمات الرياح قبل عواصفها ومن لم يقرأ التاريخ لايفقه السطور ولا يعي ما اقول .
الاردن ولد بالنار ولن يموت هكذا قالها وصفي رحمه الله الذي قال ايضا ان من يظن ان الاردن مشاع او جورعه فهو واهم واهم  .. نعم واهم 
 
فالاردن وطن عزيز على اهله رغم فقرهم وجوعهم وعوزهم وظلم القريب لهم قبل البعيد..  وهو في وجدانهم راسخ ثابت كسطوع الشمس وإطلالة القمر بدرا ذات مساء .. بل الوطن اكثر من ذلك .. 
 
اخطأ كثيرا من اعتقد انه بتجويع الناس ومحاولة اذلالهم واستهدافهم بكرامتهم ولقمة عيشهم سيتحقق له إقصاء الاردنيين من مشروعهم الوطني واخراجهم من المولد بلا حمص كما يقول الاشقاء في مصر  وانه سيستسلم أهل الاردن لهذا الواقع المؤلم الرامي الى تذويب وجودهم وهويتهم وتركيب شعوب عليهم لتحقيق مشاريع لم تعد خافية حتى على الاطفال ليصبح الاردن وطنا بديلا عن فلسطين ..  فابناء العشائر الاردنية الصابرة المحتسبة لم تعد تكتفي بالتطبيل للآخر والدحية والرقص على جراح الوطن بل والحمد لله لقد برز الوعي بشكل لافت للانتباه  فيما بينهم والذي لم يغبب يوما عنهم حيث كان الصبر والتقاسم والترحاب والبساطة والطيبه والهم والشعور مع قضايا الجميع ولمدة طويلة هي السمة السائدة بين ابناء العشائر  الاردنية الاصيلة وهذا ما اخر ابراز وعيهم مدة من الزمن  ولكنه آن الاوان لأن يقولوا كلمتهم   .. 
 
نعم لقد كان الصبر هو الزاد الذي يتناوله اهل الاردن وكانت التضحيات مع الوطن والاشقاء هي امنيات عريضه كانت تراود كل صغير وكبير من أهل الاردن الحبيب وكان الحب والنخوة والفزعه هو الكتاب المفتوح الذي قرأه كل وافد لهذا البلد على وجوه النشاما ممن احتضنت صدورهم كل مكلوم وفد لهم من العراق وسوريا وفلسطين ومن اثنيات واعراق مختلفة اتت من الشرق والغرب والشمال والجنوب وعاشت وتعايشت معنا فكان التعايش والتنوع وتقاسم الهم والفرح ولقمة العيش هي السمة السائدة بين الاشقاء ولكن للاسف لم يلاقي أهل الاردن في اغلب الاحيان سوى النكران والتعدي والتطاول من قبل البعض خصوصا ممن لم يبخنوا معدن الاردني الاصيل ولم يفهموا طبيعته والذين باعتقادي انهم لايمثلون سوى انفسهم , وليس الاساءات ومحاولات الفتنة المتكررة التي يطلقها خوري وامثاله ببعيدة عن الاذهان في مقابل الشعور بتقاعص الدولة عن وضع حد لامثال هؤلاء ووضع النقاط على الحروف ناهيك عن انتشار البلطجية والزعران في الشوارع وفرضهم للاتاوات وتعديهم على كرامات الناس وحرماتهم دون رادع حقيقي بل تأجيرهم حتى للشوارع فيما بينهم   . 
 
نعم لقد صبر اهل الاردن على كل شيء وناموا بنصف امعدة خاوية وكانوا يطبخون لابنائهم الحجارة بالماء ويبقون يحركونها في القدر حتى ينام الابناء من شدة الجوع والنعس . والنتيجة انه حتى القدر ضاع وانتهى وحتى الحجارة عزة عليهم .. 
 
واليوم وبعد انقشاع الغيوم التي كانت تكبل سماء الوطن وتضلل اهله وبعد ان انفتحت الكتب واصبحت تقرأ من عناوينها وبعد ان تطاول الصغير قبل الكبير على من احتضنه ورعاه وحقق امنه وسلامه وبعد ان تطاولت الاقزام على وجوه الرجال فنهشتها في اكثر من موقع وليست حادثة التعدي على مكتب البقعه ببعيده عن الاذهان ولا تطاول زعران من دولة مجاورة على فتاة اردنية بعمان ثم ختامها بسكب مادة الاسيد على فتاة اردنية اصيلة ابنة لاكبر قبيلة في هذا الوطن وقتل شقيقها بدم بارد وكلها شواهد على التطاول والاستخفاف بالانسان الاردني واستغلال صبره وحلمه ضده وسبق ان قال المثل احذروا الكريم اذا اهين والحليم اذا غضب . 
 
واليوم وبعد نفاذ الصبر لم يعد لدى الاردني من خيار سوى الدفاع عن تاريخه وكرامته وعرضه وارضه وان يسعى بكل جهد مسير غير مخير لأن لايصبح مطية في وطنه تائه خارج الزمن وان يعيد الحقوق والحدود الى اماكنها بكل عزيمة واصرار ليس سعيا للفوضى والفتنة لا سمح الله ولكن لكي توضع النقاط على الحروف ولكي يعرف كل انسان في هذا الوطن الحبيب اين هو وما هو حده ومكانه وماله وما عليه فحتى الاخوان والاباء والابناء في داخل الاسر والعائلات الصغيره يعرفون مالهم وما عليهم فكيف بوطن وشعب  ..  ورحم الله من قال :  رحم الله امرء عرف حده فوقف عنده .. 
 
بالفعل ما احوجنا اليوم جميعا في هذا الوطن الحبيب لان نعرف حدودنا ومالنا وماعلينا لكي لا تضل السفينه وسط العواصف الكبيرة التي تحيط بنا من كل ركب وحدب وصوب فأهل الاردن لن يقبلوا إلا ان يكونوا اسيادا في وطنهم لا مرابعية وقطاريز وتبع لهذا وذاك ..
 
اتمنى ان تقرأ الرسالة بتمعن وتمحيص وان تفهم مضامينها ودلالاتها بشكل جيد وان يتخلص صاحب وصانع القرار في هذا الوطن الاردني الحبيب من بطانة السوء واصحاب الدوائر المغلقة المحكمة التي تلتف حوله والتي لن توصل له الا ما يضلله ويشوش ناضريه ونحن في النهاية يعنينا سلامة الوطن وسلامة انسانه ومؤسساته بالدرجة الاولى كما سبق واسلفت ولن نسلم ولن تسلم بلادنا إلا باعادة الحقوق لاهلها وان ترسم الخطوط العريضة  التي لاتتيح تداخل المسائل بين الجميع بفوضوية ومشاعية خطيره تهدد السلم والامان الاجتماعي لاسمح الله لان السلم الاجتماعي هو رأس مال هذا الوطن الفقير  بمقدراته العظيم بانسانه وصدقوني ان الاردني على استعداد لان يتقاسم مع الجميع كل شيء .. كل شيء  عدى الارض والعرض والسلاح .. وصدقوني ايضا ان الكرامة عند الاردني مسألة عظيمه دونها كل شيء وان العشائر هي الاساس في اي مشروع سياسي سابق او حاضر او مستقبلي ..  والله من وراء القصد .
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد