تحالف صالح - الحوثي بدأ يتبخر

mainThumb

27-08-2017 10:35 PM

يُعد الانسحاب التكتيكي يوم أمس من شوارع العاصمة صنعاء، لقوات صالح - الحوثي، في مسعى لوقف الاقتتال بين حليفي اليوم وأعداء الماضي، تأجيل لمواجهة مسلحة دموية قد تقع خلال الأيام القريبة .
 
في أواخر عام 2013 مطلع عام 2014 تشكل "تحالف الضرورة" بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي، نتيجة التقاء مصالح الانتقام من جانب صالح، والسيطرة على اليمن وتحقيق رؤية ايران من جانب جماعة الحوثي، وأُرجئت المواجهة بينهما لوقت آخر بعد أن يتفوق طرف على آخر .
 
الطرفان صالح والحوثي يعلمان جيداً أنهما لا يلتقيان فكرياً ولا سياسياً، ولا إجتماعياً، بل أن أحقاد الحوثيين بالانتقام من صالح الذي قتل مؤسس جماعتهم في الجولة الاولى من الحروب الستة التي شنها ضدهم وكان آخرها عام 2009 لن ينسوها أبداً، الا أن مصالحهم المشتركة جعلت التحالف ضرورياً.
 
ويهدف علي عبدالله صالح الذي خرج من السلطة بشكل مهين، الى الانتقام من أولاد الراحل عبدالله الاحمر واللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى وحزب الاصلاح "الاخوان" الذين ساندوا الثورة ضده حتى خلع من الحكم بطريقة اعتبرها مهينة وان كانت تختلف عن نظرائه في ليبيا ومصر وتونس، كما أن الحوثيين يسعون للانتقام من الجنرال الاحمر الذي قاتلهم في الحروب الستة، بالاضافة الى بسط سيطرتهم على اليمن في مسعى لتنفيذ الرؤية الايرانية لاقامة كيان شيعي يكون خنجراً في خاصرة السعودية الجنوبية.
 
علي عبدالله صالح المعروف ببراعته في بناء التحالفات والانسحاب بأقل الخسائر حسب الظروف السياسية ، هاهو قد بدأ انسحابه من تحالف الحوثي الذي وصفها علناً بالميليشيا الطائفية، والتي ردت عليه بأنه غدرها، ودارت بينهما حرب اعلامية ما تزال مشتعلة .
 
وكان حشد مئات الالاف من أنصار علي عبدالله صالح في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء الاسبوع الماضي القشة التي قصمت ظهر البعير، أعتبرها الحوثيون أنها موجهة ضدهم، بل أرادها صالح رسالة الى السعودية والعالم قبل الحوثيين ليقول لهم أنه الأقوى على الساحة اليمنية .
 
فرغم مرور أكثر من أربع سنوات على حرب اليمن، يبقى علي عبدالله صالح اللاعب الرئيسي في البلاد وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، نتيجة قيادته جزءا كبيرا من الجيش اليمني النظامي على رأسه الحرس الجمهوري الذين يدين له بالولاء، وحافظ عليه بعد انخراطه في القتال مع الحوثيين، بل أمر قياداته بلزوم منازلهم الى حين المعركة المؤجلة مع حلفائه الحوثيين .
 
التحالف العربي لم يستطع حسم المعركة، بل زاد الأمر تعقيداً، كما أن الحلول السياسية في اطار الامم المتحدة لم تأتي أوكلها الي يومنا هذا، وآخر جهود الامم المتحدة اقتصرت على مبادرة الحُديدة التي ركزت على فتح ممرات انسانية وتفتيش السفن الذاهبة الى اليمن في ميناء جيبوتي، باعتبارها الخطوة الاولى لحل غير معروف وقته! .
 
انقلاب صالح على جماعة الحوثي واستعراض قوته في صنعاء، يبدو أنه ليس من رأسه، قد يكون خيار التحالف بعد زيادة الفقر والجوع والموت وتفاقم الأزمة في اليمن للخروج من المأزق، شريطة القضاء على التمدد الشيعي الطائفي على يد صالح، الذي لن يتوانى عن سحق جماعة الحوثي المستنزفة أساساً، إن وجد الدعم العسكري من قوات التحالف العربي على ان يكون شريك في مستقبل اليمن ولو من خلال نجله أحمد .
 
الأيام المقبلة ستكون حاسمة وأكثر دموية في حياة الشعب اليمني ستبدأ باغتيال شخصيات كبيرة قد يكون على رأسها صالح، ولا بد لدول المنطقة أن تقف الى جانب اليمن الذي عانى المر والاذلال، ودعمه والنهوض به من جديد، فاستقرار اليمن إستقرار لمنطقة الخليج قاطبة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد