من ينقذ مسلمي الروهينغا ؟

mainThumb

08-09-2017 07:40 PM

 «أية كراهية تلك التي تدفع إنسانًا إلى طعن طفل بالسكين وهو يبكي للحصول على حليب أمه التي تتعرض للاعتداء الجنسي على يد قوات الأمن المسؤولة أصلًا عن حمايتهما؟»... بهذه الكلمات الموجعة لخص المفوض السامي لحقوق الإنسان الامير زيد بن رعد المشهد الذي يعيشه مسلمو (الروهينغا) الآن، في ميانمار.

 
كما نتساءل نحن هنا، لماذا هذا يحدث في عالم تنادي فيه القوى العالمية بنشر ثقافة حقوق الانسان، والديمقراطية، واحترام الاخر،اما ان مسلمي الروهينغا هم خارج هذه المبادئ والقيم الحضارية ؟.
 
ان الصمت العالمي على هذه الجرائم البشعة، منذ سنوات عديدة يجسد النظرة الحقيقية للاسلام، وترجمة مسبقة لمواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تصنيف شعوب اسلامية بدول كبرى بالارهاب، لمجرد انها شعوب اسلامية.!
 
قبل ايام هرب مئات المسلمين من ميانمار الى بنغلادش، حتى لا يكونوا فريسة لآلة القتل البوذية والاغتصاب الجماعي الذي يتم على مسمع المجتمع الدولي ، فقد اشار تقرير امممي يستند إلى إفادات 220 ضحية، هربوا إلى بنغلاديش، أن «قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصابات جماعية بحق مسلمي الروهينغا».
 
وتقول مسشتارة رئاسة الدولة في ميانمار والحائزة على جائزة نوبل للسلام !!، أونغ سان سو تشي وهي الرئيسة الفعلية لميانمار حسب مسلمي الروهينجا انها تدرس التقرير، الا ان رئيس مجلس الروهينغا في أوروبا، الدكتور هلا كياو، قال أن الأخيرة «لن تفعل شيئًا حيال حماية الروهينغا، وستكسب مزيد الوقت لتنفيذ حملات الاضطهاد والابادة «.
 
من سيحمي الاقلية المسلمة في أراكان (راخين) التي تعد إحدى أكثر ولايات ميانمار فقرًا؟ وتشهد منذ عام 2012 أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين؛ ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص، وتشريد أكثر من مئة ألف.
 
على العالم الاسلامي ، بحكوماته ومنظماته خاصة منظمة التعاون الإسلامي، عدم الاكتفاء بدعوة مجلس الامن والمنظمات الدولية الى حماية مسلمي الروهينجا من إبادة البوذيين، بل عليها تشكيل موقف اسلامي فعّال، لمعاقبة دولة ميانمار واتخاذ قرارات تنفيذية على هذا الصعيد ، يصل الى حد فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية ، واستخدام الضغوطات الدولية لحماية الاقليات المسلمة.
 
تبقى جهود الامير زيد بن رعد مثمنة ومقدرة لما لخصه من معاناة يعيشها شعب الروهينجا، الا ان هذا الجهد يحتاج الى تكامل الجهود الدولية خاصة من العالم الاسلامي لدعمها وتشكيل راي عام عالمي وابراز بشاعة ممارسات ميانمار ضد مسلمي الروهينجا.
 
 
* مقال نشر في الراي في شباط الماضي، نعيد نشره لتجدد موجة العنف في بورما .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد