مبارك الفاضل المهدي_وإسرائيل الكوشي على بوابة تل ابيب ٢-٣ -

mainThumb

18-09-2017 10:34 AM

محمد عثمان ابراهيم
 
المتخيل في العلاقات السودانية الإسرائيلية:
 
يلاحظ أن العلاقات المتخيلة والمشتهاة مع إسرائيل في ذهن نخبة محدودة من ساسة الخرطوم تنطلق من ركيزتين اثنتين هما: عدم وعي عميق بالذات وبالسودان ودوره وأهميته في الصراع العربي الإسرائيلي، وعدم معرفة أو إن أردنا الدقة جهل مطبق بالآخر الإسرائيلي كشعب وكدولة وكثقافة وتاريخ ودين. هاتان الركيزتان وتفاصيل أخرى نعود اليها حين نختتم المقال ولكن لننظر قليلاً في سجل التواصل السوداني الإسرائيلي في إطار تاريخنا السياسي المعاصر.
اللقاء الأول المحفوظ في ذاكرة هذه الأمة هو لقاء وفد حزب الأمة بممثلين حكوميين عن دولة إسرائيل بعد ستة أعوام فقط على تأسيسها وكانت فكرته هزيلة ومعتادة في سجال العمل (الوطني) السوداني وكانت تعرض بيع موقف سياسي وهو الإعتراف بإسرائيل والتواصل معها مقابل الحصول على المال. لعنة المال هذه ظلت تطوق حركتنا السياسية في السنوات الستين لما بعد الإستقلال ولا تزال وهي مؤسسة على اعتقاد ساستنا بأن كل موقف قابل للبيع دون أن ينتبه واحد من الساسة البائعين لحاجات المشتري نفسه. لم تكن إسرائيل الدولة المؤسسة حديثاً على أشلاء الفلسطينيين بحاجة الى موقف من ساسة يعرضون ما لا يملكون للبيع. لو أتيح لنا الآن أن نستمع الى تسجيل لذلك اللقاء المخزي لربما سمعنا الإسرائيلي يتحدث مع السودانيين ويقول لهم احصلوا على استقلالكم وأنشئوا دولتكم ثم تعالوا لنا بالمواقف التي تشاءون بيعها وحينئذ سنقرر إذا كا كنا بحاجة اليها أم لا.
 
الحديث المتهافت عن أن السودان كان اكثر تسامحاً في الماضي مع اليهود وأنهم كانوا جزءاً من نسيج البلاد الاجتماعي هو محض اشتهاء رخيص فالجالية اليهودية في السودان لم يتجاوز تعدادها الرسمي أكثر من الف شخص حتى مغادرة آخر منسوبيها في العام ١٩٧٠م وكانت جالية محدودة العدد تعيش بين مدينتي الخرطوم ومدني وتعتمد على جزار واحد للحم الكوشير (الحلال وفق الشريعة اليهودية) ، وطبيب تقليدي واحد لإجراء عمليات ختان الأطفال، وعدد محدود من الأنشطة التجارية.
مع هزيمة اليمين السياسي في أعقاب ثورة أكتوبر اتخذ القوى الوطنية السودانية مواقف مشرفة لمناصرة الحق العربي في فلسطين واستمرت هذه المواقف حتى عاد تأثير اليمين مرة أخرى بعد تغيير نظام مايو اليساري وجهته وفي هذه الفترة التقى الرئيس نميري بالعسكري والسياسي الإسرائيلي البارز (الزعيم ورئيس الوزراء لاحقاً) أرييل شارون ثم تورط نظامه القذر فيما عرف بعملية موسى التي نقلت اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) الى إسرائيل عبر السودان.
 
لافت للنظر ان اليسار السوداني على عجزه وقلة حيلته وضعف آليات عمله وسط الجماهير، كان الأكثر تمسكاً بالحقوق العربية في فلسطين بينما ظل اليمين بثقله الديني وخطابه العدائي المكثف ضد ما يسمى ب(العدو الصهيوني) والمحمولات العدوانية التي يبثها ضد اليهود أنفسهم بغض النظر عن موقفهم من الصهيونية، واستنصاره العاطفي بحجج تحرير الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين، هو الأكثر استعداداً لعرض المواقف السياسية للبيع الى إسرائيل ولعل نظرة تأمل واحدة للخطاب الذي يتبناه الناشط الإسلامي السلفي والسياسي الدكتور يوسف الكودة الذي ظل الى وقت قريب في سجل الدعاة الوهابيين، يلفت النظر الى استعداد اليمين السياسي المتدثر بالدين في السودان الى عرض المواقف كلها في السوق وبيعها إن وجد من يشتريها.
يأتي ضمن عروض البيع السياسي اليميني في السودان مواقف الشيخ الراحل محمود محمد طه مؤسس وزعيم جماعة الإخوان الجمهوريين في الستينات حين دعم خط التصالح مع إسرائيل في زمن كان فيه لإسم المقاومة جرس ومعنى.
*
ظلت الإنتلجنسيا السودانية بعيدة عن جدل التطبيع العربي/الأفريقي الإسرائيلي أو السوداني الإسرائيلي كما أصبح يسمى الآن في نسخته الجديدة وظلت النخبة الإعلامية والصحفية القريبة من دوائر التفكير والثقافة والتنظير السياسي بعيدة أيضاً عن هذا الجدل فيما عدا تجربة الناشر نزار عوض عبدالمجيد الذي أسس عدداً من المؤسسات الصحفية في الخرطوم. كتب عبدالمجيد في يومية (آخر خبر) التي كان يصدرها في سنوات التسعينات سلسلة أعمدة دعا فيها الى الإذعان لفكرة أن إسرائيل قد صارت واقعاً بعد فشل هزيمتها في عدد من الحروب وعلى الفور تصدت قطاعات رسمية وغير رسمية كثيرة للدعوة النشاز ثم تولت الأجهزة الحكومية اغلاق مؤسساته الصحفية الواحدة تلو الأخرى حتى قرر مجلس الصحافة والمطبوعات في يناير ١٩٩٦ سحب تراخيص كافة المطبوعات التي كان يصدرها.
*
في الفترة التي تلت استبعاد زعماء الحركة الإسلامية السودانية الكبار من هرم السلطة (علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع، وعوض احمد الجاز) إضافة الى مجموعة كبيرة من أنصارهم من رجالات الصفين الأول والثاني، ظل الحزب الحاكم يمر بفترة من الإضطراب الفكري ويعيد ترتيب توجهاته من الصفر في كل الأمور بما في ذلك قضية الشريعة الإسلامية والجهاد وهما الأدلوجتين اللتان كانتا بمثابة الرافعتين الرئيستين لحكم الإسلامويين خلال الثلاثة عقود الماضية. مثل استبعاد هؤلاء القادة فترة انقطاع لم يعد يعرف معه ورثتهم في قيادة الحزب المترهل المثخن بالجراح أين يقف هو نفسه من هذه القضية أو تلك.
ولعل أحاديث وزير الخارجية الحالي الدكتور إبراهيم غندور والذي يتولى رئاسة الدبلوماسية بعد ٣٠ عهدة وزارية و٢٩ وزير خارجية سبقوه الى المنصب عن إن أمر العلاقات مع إسرائيل يمكن أن يخضع للدراسة. كرر غندور هذه الفرضية مرتين إحداها في مركز دراسات المستقبل، وهو مركز شبه سري تسيطر عليه مجموعة من قوميسارات الحزب الحاكم بتمويل حكومي، وينشغل بشكل أساسي بخطط التمكين واستدامة السلطة في أيدي عناصر الحركة الإسلاموية. المستغرب أن رد غندور الأول والذي جعل فيه الباب موارباً أمام التطبيع مع إسرائيل جاء رداً على سؤال قدمه مواطن من دولة مجاورة ولعله يجدر بنا التساؤل عن ماذا يفعل حركي إسلاموي من دولة مجاورة في ندوة معنية بعلاقات السودان الخارجية أم ان التنظيم السري ما يزال عابراً لحدود الدول؟
إجابة الوزير غندور تكشف عن عقلية مثيرة للأسى لدى رجال الدولة السودانيين الذين يعتقدون أن التأريخ يبدأ من يوم توليهم الوزارة، وللإنصاف فإن البروفيسور غندور ليس وحده فجميع أعضاء الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات يتعاملون مع ذواتهم كمصدر للإلهام والتفكير في وزاراتهم. لو قضى وزير الخارجية يوماً واحداً لقراءة ما كتبه أسلافه لعلم أن شأن العلاقة مع إسرائيل ليس خاضعاً للدراسة، وإنما هناك كتاب منير تستهدي به الوزارة، وأن هناك استراتيجية أقرت ضمنها ثوابت لسياسة البلاد الخارجية وإن دولة من أقدم الدول العربية والأفريقية اسمها السودان تعرف كل شيء ولا تحتاج أن تدرس من جديد. السودان ليس من أقدم الدول العربية والأفريقية فحسب، بل من أقدم الدول ذات الشوكة عبر التأريخ، وإنني على يقين من أن الكثير من قادة الحكومة لا بد قد تأمل في اسم السودان في العهد القديم واكتشف أن هذه البلاد سبقت الآخرين وإن إبقاء جمهورية جنوب السودان على ذلك الاسم ذي الهيبة في التلمود والعهد القديم مرتبط بالعز والفخار والمجد وأنه لا يليق الهزء بهذا الاسم على هذا النحو المخذل.
*
إذا قرر الوزير غندور تجاوز كل ارث الحكومات الوطنية في السودان وإرادة الشعب ذاته فهل بلغه أن إسرائيل ترغب أصلاً في إقامة علاقات دبلوماسية مع بلاده وهل درس حاجة البلدين الى هذه العلاقات؟ لقد ظلت السياسة الخارجية السودانية البضاعة الأكثر عرضاً في بازارات المواقف الوطنية فلماذا تقيم إسرائيل اصلاً علاقة مع السودان إذا كان بوسعها نيل الأوطار كلها عبر سفارتها في بلد آخر يملك نسخة من مفتاح الدبلوماسية السودانية بأكثر مما يملك الوزير؟
*
شغف الإسلامويين ببيع المواقف السياسية لا يجارى ولولا أن طبيعة هذا المقال لا تسمح لاستوعبنا ما قاله من قبل الحركيين الحزبيين ذوي الثقل الكبير في المؤتمر الوطني الحاكم كرم الله عباس الشيخ وعبدالحميد موسى كاشا لكننا اخترنا تجاوز ما قال به الرجلان من قبل لسببين اثنين هما إن كلاً من القياديين النافذين بعيد عن ملف الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وإن كليهما لم يحصل على التحصيل العلمي اللازم أو التدريب الذي يؤهل أيهما للخوض في هذا الشأن المعقد وبهذا المعنى فإن حديثهما كالعدم وكاستشارة مهندس لمريض بشأن دواء يصلح لعلته، أو استشارة طبيب في بناء جسر.
*
يستمد السيد مبارك الفاضل المهدي وجوده في الساحة السياسية السودانيين من مصدرين رئيسيين هما: إنه حفيد الإمام المهدي الأكثر اقتداراً مالياً، وإنه سياسي حاذق ومخضرم نال حظاً كبيراً في التدريب على العمل السياسي داخل جهاز الدولة أولاً وخارجه ثانياً، ومصدر ثالث أقل أهمية وهو خصومته مع ابن عمه الأكبر سناً والأوسع نفوذاً الإمام الصادق المهدي. بهذا المعنى تجد الحكومة في العادة تتقرب من الإمام إذا خاصمها السيد مبارك (ابن الإمام يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية منذ سنوات بحيثية تحدره من ذات الجد ويتلقى التدريب على العمل السياسي وإدارة الدولة)، وتتقرب من مبارك إذا خاصمها الإمام على النحو الذي نراه حالياً إذ ظفرت الحكومة ا بمبارك (نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار) وابن عمه الوزير الدكتور الصادق الهادي فيما تخاصم الإمام الصادق، وكل طرف من أطراف العائلة الثلاثة المذكورين ينازع الآخر بلا هوادة.
*
السيد مبارك مغرم بحسابات الربح والخسارة في السياسة وقد ساهمت أجهزة الإعلام في الترويج له بإعتباره بلدوزر (أي سياسي صاحب قوة كاسحة لا يعبأ بالعوائق) وبإعتباره سياسي براغماتي (دون التقيد بطبيعة الحال بتعريف الفلسفة المفترى عليها). من كثرة ما أطلقوا عليه البراغماتي صدق السياسي المتقلب المواقف الأمر، وصار يتصرف وفق ذريعة ممنوحة له مقدماً وفق التعريف الواسع لبراغماتي في الإعلام السوداني والمشوهة لتعني (السياسي القادر على اتخاذ أي موقف من اجل هدف محدد) والخلط واضح بين البراغماتية والمكيافيلية.
*
على الطرف المقابل، لاحظت أن الأستاذ الطاهر حسن التوم، وهو محاور مخضرم واعلامي تلفزيوني بارز، لديه شغف خاص بمقاربة موضوع العلاقات مع إسرائيل وقد صادفت أربع حلقات برامج تلفزيونية قدمها عن ذات الموضوع واحدة في برنامجه الذائع الصيت (حتى تكتمل الصورة) وفيها استضاف الكاتب الصحفي والسياسي حسن إسماعيل والأستاذ الجامعي صفوت فانوس (كانت الحلقة بعنوان ضعيف التركيب قوي الدلالة وهو: علاقات السودان والغرب... هل إسرائيل مفتاح الحل؟) وحلقة أخرى في برنامجه اللاحق (حال البلد) والتي حاور فيها الحركيان يوسف الكودة ومحمد علي الجزولي، ثم الحلقة التي تلتهما والتي استضاف فيها الوزير مبارك الفاضل ضمن حوارات قصيرة تجاوزت العشرة، وقبل ذلك حلقة في برنامجه الرمضاني (قيد النظر) مع الكاتب الصحفي عثمان ميرغني تم بثها إبان الإعتداء الإسرائيلي الوحشي على غزة وربط الكثير من المراقبين بين تلك الحلقة وبين اعتداء تعرض له الكاتب الصحفي، ولست أدري إن فاتتني حلقات أخريات تناول فيها أمر التطبيع مع إسرائيل. وبالرغم من أن كل هذه الحلقات لم تنجح حتى الآن في تحويل أمر التطبيع مع إسرائيل الى قضية رأي عام إلا أن تكرار تناول ذات الموضوع من قبل إعلامي واحد وجدته مما يلفت النظر. إن مسألة الدفع ببند التطبيع مع إسرائيل دونما سياق سياسي واجتماعي يقوم بإسكان هذه القضية يشعر المتلقي بعدم الإرتياح.
*
في مقال راج كثيراً للكاتب المعروف مصطفى عبد العزيز البطل عن سيرة الشيخ علي عثمان محمد طه لفت نظري وصفه للإعلامي الطاهر التوم ب"الإعلامي القيادي" والأستاذ البطل ممن يمحصون الكلام تمحيصاً ويزنون المفردات بعيار الذهب، وقد تأملت في العبارة حينها ووجدتها صحيحة تماماً والصفة تنطبق على الموصوف.
كتبت أكثر من مرة أن الأستاذ الطاهر هو أبرع محاور تلفزيوني سوداني حالياً وهو مهتم بالتجويد في عمله الإعلامي (القيادي) وإذا أخضعت القضايا التي تم تناولها في حلقات برامجه المتصلة، وهو امر نظرت فيه برفق بيد أنه متاح للباحث المتمهل، يمكن للدارس أن يجد فيها مادة هائلة للتحليل العلمي وفق نظرية وضع الأجندة المعروفة ضمن نظريات الإعلام والاتصال. بما يتناسب مع هدف هذا المقال فإننا يمكن ان نقول بتصرف مع البروفيسور ماكسويل ماكومبس أحد كبار الأكاديميين الذين قادوا التنظير لهذا الفرع من فروع دراسة وسائل الإعلام بأن قوة وسائل الإعلام يمكن ان تُرى في وضعها لأولويات اهتمامات الأمة وتحويل انتباهها من هذه القضية نحو تلك، وبالإضافة الى الجمهور غالباً ما يعتمد على وسائل الإعلام للحصول على المعارف والأخبار، فإنهم أيضاً يحصلون على ترتيب بالمواضيع ذات الأهمية والأقل أهمية والتي ينبغي تجاهلها وفقاً لأولوية حضورها وطريقة معالجتها في هذه الوسيلة أو تلك. على هذا النحو يمكن النظر الى قيام مدير قناة سودانية ٢٤ شخصياً وفريق مقدر من طاقمه بالتنازل عن إجازاتهم، وتجاهل قضاء عيد الأضحى المبارك (العيد الكبير) مع عائلاتهم، والانتقال الى منطقة حلايب لأداء الصلاة فيها ونقل جمهور القناة كله الى تلك المنطقة الى أنه محاولة لوضع قضية هذه المنطقة كأولوية في أجندة وسائل الإعلام أولاً وفي أذهان الرأي العام في ذات الوقت. هذه قضية أخرى سننشغل بها في سياقها الصحيح ولكنا اتينا بها كمثال طازج على تغلغل فكرة وضع الأجندة في اعلامنا، ومحاولة تجييش الشعب، أو جمهور القناة بعبارة أدق، للوقوف خلف توجهات محددة بشأن بعض القضايا، وفي ظل تراجع (مستوى) الصحافة المكتوبة والتلفزية في السودان وضعف إمكانيات القنوات الفضائية مقارنة بقناة سودانية ٢٤ فإن إمكانية النجاح في الاستقطاب لصالح هذا الرأي أو ذاك متاحة بشكل كبير للأستاذ الطاهر وهذه سلطة واسعة وكبيرة لزعيم غير منتخب ومن الضروري اخضاعها للنقد والمراقبة.
*
في هذا السياق أريد أن ازعم بأن تغطية الأستاذ الطاهر لموضوع إسرائيل ومحاولة نصب بوابة تل أبيب كمدخل لمعالجة قضايا مختلفة مثل علاقات السودان مع الغرب وهي علاقات غير ذات موضوع بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، أو قضية رفع العقوبات الأمريكية عن السودان كما يزعم البعض وكأن الرئيس كلنتون قد اصدر قرار تلك العقوبات بسبب دور بلادنا في دعم الانتفاضة، أو بالطرق على موضوع إسرائيل بشكل متكرر وفي سياق من التحلل من قيود الجغرافيا والتاريخ مما يعزز من فرص التطبيع الذهني أولاً مع الدولة العبرية في خاطر الرأي العام لا يعدو على كونه محاولة لوضع/فرض  أجندة على الساحة السياسية وفي هذا إساءة استخدام كبيرة لسلطة الإعلام.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد