الأمير هاشم يرعى الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية

mainThumb

20-09-2017 05:28 PM

السوسنة - مندوبا عن الملك عبدالله الثاني، رعى الأمير هاشم بن الحسين، كبير أمناء جلالة الملك الاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاربعاء بالمركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.

 
 
وقال وزير الاوقاف الدكتور وائل عربيات في كلمة له ان الهجرة النبوية تعود بنا الى تاريخ دشن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوق والحريات وصانها بمبادىء الكرامة وحقوق الانسان وحماية الضعفاء والمساكين ورعاية ابناء السبيل والسداد عن الغارمين، وفرض الله هذه المبادىء فرضا، لم يترك فيها مقالة لضعيف ولا شكوى لمضطهد أو مظلوم، ولم يرضَ فيها بحكم نبي ولا غيره حتى جزئها ثمانية أجزاء اعطى كل ذي حق حقه فريضة من الله.
 
واضاف ان رسول الله صان هذه المبادىء بدولة القانون والمؤسسات تحكمها هيمنة للقيم العليا، والمبادئ السامية، دون ان يعطل حكماً شرعياً فرضه الله تعالى رضوخاً عند رأي بشر ولا خوفاً من نقد احد، مشيرا الى انه عليه السلام بهجرته قد نقل الدعوة الى دولة، والفكرة الى واقع عملي تطبيقي ، آخى بين المهاجرين والانصار وأنه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ، وارسى دولة الانسانية التي ما فرّقت بين مسلم ومسيحي ، ولا يهودي أو وثني ، ولا عربي أو فارسي أو رومي ، بل الكل فيها سواء ، تمايزهم بالتقوى والعمل الصالح وبمدى ما يقدم للصالح العام والانسانية.
 
وبين عربيات انه وبعد الهجرة حدث تغيير ونهضة شاملة عام على كافة المستويات، لم يكن طريقها معبداً ولا محفوفاً بالورود والازهار ، بل كان في غاية الصعوبة والمشقة ، انتقل فيها من المواجهة الداخلية لبني قومه الى مواجهة خارجية عالمية اتحدت فيها القوى المتعددة التي التقت على مصالحها وأهوائها فسعت لتحقيق اهدافها ، مقاومة هذا النبي الذي يدعو الى مبادىء لم يعرفوها من قبل ، ولا قِبل لهم بتطبيقها او التماشي معها ، لا يفلح معهم حسن في الكلام ولا لين في المعشر ، ولا رغبة في الحوار ، لا يقفون عند حد الا فيما تستطيع القوة ان توقفهم عندها ، او ما لا تستطيع ايديهم الوصول اليه ،مشيرا الى انها معركة ظاهرها أنها تقاوم دعوة تخالف منهج الآباء والاجداد ، ولكنها تخفي في داخلها مقاومة للمنهج والاصلاح ، والتقت على مقاومتها مصالح داخلية وقوى لا قِبل لأحد بها.
 
واكد اننا اليوم مدعوون لالتقاط رسائل الهجرة واسقاطها على واقعنا ، فما احوجنا الى الاقتداء برسول الله ، في تحقيق الاصلاح والسير على خطاه والاستفادة من الدروس العظيمة التي جاءت بها الهجرة النبوية ،مشيرا الى انها دلالة على ان صوت الباطل مهما علا فإن صوت الحق هو الاعلى وان الله دائماً غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
 
واوضح ان واجبنا اليوم أن نحمي اوطاننا من كيد الكائدين ، ومن ظلم الظالمين ، وعدم السماح باختراق الصفوف من قبل اعداء الامة وخوارج العصر ، وحماية مؤسساتنا والارتقاء بها ، وأخذ الدروس والعبر بأن النصر في النهاية للحق والعدل والخير.
 
من جهته، قال مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة ان الهجرة النبوية هي اساس مهم في السيرة النبوية الشريفة وجاءت للإسلام بالعديد من الدروس والعبر التي يتوجب علينا ان ننتفع منها ونسير على خطاها ،فهي ليست مجرد ذكرى نحتفل بها وانما مدرسة نتعلم منها الصبر والثبات وتحقيق المصالحة العامة.
 
واضاف ان الهجرة النبوية آخت بين المسلمين ووحدة صفهم وهو ما يجب علينا اليوم ان نطبقه ونلتزم به لنعود الى مكانتنا بين الامم امة اسلامية متقدمة، وهذا ما نتطلع اليه في ظل السعي الدائم لدى الامة نحو مستقبل مشرق لها ،مشيرا الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بجميع الاسباب عند الهجرة وعمد لإقامة الدولة والمجتمع في الوقت الذي كان فيه يتطلع للعودة الى مكة فاتحا بعد أن غادرها مرغما.
 
واشار الى ان الهجرة سعت من اهدافها الى الوحدة والتآلف وكذلك التمسك بأحكام الشريعة وبالدين الاسلامي الذي يحمي الفرد والجماعة والحقوق والواجبات ويدل على الخير ليكون عمل الانسان موافقا لفطرته التي فطرته الله تعالى عليها.
 
من جانبها، اشارت العين السابق الدكتورة نوال الفاعوري ان الاردن اعتاد على الاحتفال برأس السنة الهجرية من كل عام التزاما منه بمسؤولياته الدينية والحضارية التي تلزمه نشر رسالة الاسلام والتعريف بحضارته التي يشهد لها الجميع.
 
واضافت ان الهجرة النبوية شكلت نقلة نوعية في تاريخ المسلمين وحققت انجازا عظيما يقوم على العدل والمساواة والتلاحم بين ابناء الامة وحفظ حقوق الانسان بغض النظر عن جنسه وعرقه ودينه.
 
واشتمل الحفل الذي حضره وزير التربية والتعليم وقاضي القضاة وامام الحضرة الهاشمية ومفتي عام القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي، ومفتي عام المديرية العامة للدفاع المدني ومفتي عام قوات الدرك وعلماء وسفراء معتمدون لدى البلاط الملكي وشخصيات عامة وممثلات عن القطاع النسائي على وصلات انشادية قدمتها فرقة الفلاح.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد