من سيجيب على تساؤلات الأمير حسين بن عبدالله امام الأمم المتحدة؟ - تهاني روحي

mainThumb

22-09-2017 07:04 PM

طرح أميرنا الشاب بالامس عدة تساؤلات أمام الجمعية العامة للامم المتحدة : ما هي القيم التي ترسي المواطنة العالمية اليوم؟ وإلى أي اتجاه تشير بوصلتنا الأخلاقية؟ وهل سترشدنا إلى عدالة وازدهار وسلام يعم الجميع؟
ويبدو ان هذه التساؤلات العميقة التي تناولها سمو الأمير الحسين بن عبدالله هي ذاتها التساؤلات التي يقف قادة الدول امامها اليوم عاجزين بعض الشيىء ان يجدوا اجابات لها بل حلولا مناسبة لهذا الطرح العميق.
 
واذا ما نظرنا الى العالم كجسم بشري، يحتوي على الملايين من الخلايا ذات التّنوع الهائل من حيث الشكل والوظيفة  تعمل جميعها في تعاون لتجعل من الوجود البشريّ ممكنًا، فلا يمكن تصور حلا اعمق لهذه المشكله الا اذا قارناها بهذا المثال. فكلّ خلية مهما صغرت لها دور تقوم به في المحافظة على سلامة هذا الجسم البشري.  وبالطريقة نفسها، فإنّ الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم لبناء مجتمعات تسترشد بقــيم التّعاون والتواصل المتبادل لجعل هذا الجسم حيا. فإن الوعي بأننا جميعًا جزء من عائلة إنسانية لا تتجزأ هو في طريقه ليصبح المعيار الذي نحكم به على جهودنا الجماعية.
 
في قلب الأزمة العالمية التي ابتليت بها الإنسانية الآن، والتي عددها واحدة تلو الأخرى الأمير المفدى، فلا شك اذن ان اي مسعى للاصلاح الشامل يلعب فيه الأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع دوراً هاماً. في الواقع لا يمكن فصل الفرد عن بيئته ولا يمكن اصلاح أحد دون الآخر إذ إن حياة الفرد الخاصة تشكل البيئة وتتأثر بها في الوقت ذاته.
 
ويتساءل الأمير حسين بن عبدالله ان كانت تساؤلاته هذه هي جزء من احلام الشباب، وان كانت كذلك فيقول بان كل الاعمال العظيمة تبدأ بالحلم. ولهذا فمستقبل مجتمع اليوم سيعتمد إلى حد كبير على الطريقة التي يتم بها تصميم البرامج والطرق التعليمية لتُطلِق الطاقات الكامنة لدى الشباب وتُعِدّهم للعالم الذي سيرثونه
 
فالمؤثرات التي تواجه شباب اليوم عديدة وجسيمة، منها وسائل الإعلام، والتكنولوجيا، والأسرة، والأقران، والمجتمع الأوسع، وغيرها من المؤسسات الاجتماعية تنقل رسائل أحيانا معززة في بعض النواحي ومُناقِضةً من نواحٍ أخرى، الأمر الذي يسهم في إرباك هؤلاء الشباب – بشأن الهوية، والغرض الأخلاقي، والواقع الاجتماعي. وعليه فإن العمليات التعليمية عليها أن تساعد الشباب على التعرف على إمكانيتهم والتعبير عنها، بينما تُنَمّي فيهم في نفس الوقت القدرة على المساهمة في الازدهار الروحي والمادي لمجتمعاتهم. وفي الواقع، فإنه لا يمكن للمرء أن يقوم بتطوير مواهب وقدرات شخص آخر تطويرًا كاملًا في عزلة عن الآخرين.
 
شكرا للأمير الحسين بن علي على رسالته الموجهة إلى شباب الأردن ومنطقتنا حين اختتم كلامه بانه" ليس هناك نقص في الأموال لمحاربة الشر، ولكن الرغبة في مكافأة الفضيلة تكاد تكون غائبة"
فالاستثمارات التي تقوم بها الحكومات في تعليم وصحة شبابها لا تقل في قيمتها عن الاستثمار في استقرار وأمن ورخاء الأمة نفسها. والنُهُج والأساليب التعليمية التي تسترشد باحتياجات وتطلعات مجتمعاتها المحلية المعنية، وتحظى بدعم الأسر والمؤسسات الاجتماعية، وتعمل بدافع من إدراكها للإمكانات الكامنة داخل الشباب والمراهقين على قدراتهم الفكرية وبالنالي على دورهم كجهات مُحرِّكة أساسية للتغيير في مجتمعاتهم وفي العالم وهذ ما تقوم به مؤسسه ولي العهد،والذي يعد مفخرة لكل الأردنيين ولجميع الشباب في العالم.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد