من هو سيد قطب ؟

mainThumb

26-09-2017 10:33 AM

 
 
 
السوسنة - وُلد سيد قطب في عام 1906 في قرية موشا التابعة لأسيوط، وهي القرية نفسها عايش فيها أحداث الثورة في عام 1919 حيث كان يافعًا في ذلك الحين، ويعد قطب أحد أبرز المؤثرين الذين تركوا بصمة في تاريخ الفكر الإسلامي وربما يكون أهمُّهم كما يعتبر المرجع الفكري والنظري للإخوان المسلمين، وقد بدأ  قطب حياته كمعلّم وأديب وناقد وعمل في مجال الصحافة وكتب الكثير من المقالات في عدد من المجلات: (مجلة العالم العربي، مجلة الفكر الجديد)، وبعد عودته من أمريكا التي أُرسل إليها  في بعثة من الدولة تحوّل قطب من أديب وناقد إلى داعية حيث عبّر عن ذلك بنفسه.
 
 ماذا قالوا عن قطب ؟
 
وبحسب محسن صالح (الخبير في الدراسات السياسية والإستراتيجية) في مقاله المعنون ب (سيد قطب .. ذلك المظلوم) أن "معظم من كتب عن سيد قطب ناقدًا أو متهمًا ركّز في كثير من الأحيان على سيد وفكره من خلال مقاطع مجتزأة أو من خلال ما كتبه آخرون.. إن هؤلاء الذين ركزوا على بعض الجوانب "الملتبسة" في كتابات سيد، وغضوا النظر عن أدبياته الرائعة ونصوصه الإبداعية والتجديدية وروحه الثورية ومواقفه التي دفع حياته"، حيث تمّ إعدامه في عام 1966 وجاء حكم الإعدام بعد اتهامه بإنشاء تنظيم إخواني سرّي ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر والانقلاب على الحكم.
 
ويرى بعضهم أن اعتبار قطب مفكر صاحب رؤية اجتماعية بمنظور إسلامي سيسهل فهم فكره والتصورات التي طرحها، بدلاً من اعتباره فقيهًا أو عالمًا شرعيًّا. 
 
فكره :
 
تدور معظم أفكار قطب حول فكرتين أساسيتن وهما "الجاهلية المعاصرة" و"الحاكمية" حيث تبرزان بوضوح في كتابيه (معالم في الطريق، و في ظلال القرآن).
لقد كان لإعدام قطب الأثر الأكبر في انتشار كتبه في السبعينات وثمانينات القرن الماضي إلى هذه الأيّام رغم ما تعرض له من اتهامات بالتكفير وغيرها؛ الأمر الذي يحقق عبارته الشهيرة: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح و كتبت لها الحياة".
 
لقد كان سيد قطب أديبًا قبل كل شيء وهذا واضح من خلال لغته وتراكيبه التي تعبر عن فصاحته وأدبيته العالية، وهو الذي قدم الكاتب المشهور "نجيب محفوظ" إلى الساحة الأدبية العربية، كما نشر مقالاته النقدية في مجلة العالم العربي متناولاً كتابات كبار الأدباء مثل عزيز أباظة وتوفيق الحكيم وطه حسين.
 
يبقى سيد قطب شخصية مثيرة للجدل والتي من ربما من الصعوبة بمكان الحكم عليها، فمن المعروف أن الأديب يبقى مرهف الحس رقيق النفس، ويإمكان قارئ كتبه الاستفادة من مَلَكته اللغوية، وأفكاره الإسلامية الإيجابية التي تحث على العدالة والتكافل الاجتماعي والكرامة الإنسانية وكما يقال لكلِّ جواد كبوة، ومن الجيد أن تُقرأ كتبه بعين الناقد وليس بعين المتلقي فقط.   
 
مؤلفاته : 
 
"العدالة الاجتماعية في الإسلام، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، المستقبل لهذا الدين، الإسلام ومشكلات الحضارة"، وقد مُنعت كتب قطب من النشر في عدد من البلاد الإسلامية منها مسقط رأسه "مصر".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد