في يوم المعلم .. مطالبات بتوفير بيئة صفية مناسبة

mainThumb

04-10-2017 03:19 PM

السوسنة - طالب معلمون بتوفير بيئة صفية مناسبة تخفف من حدة الاكتظاظ داخل الصفوف التي يصل عدد الطلبة فيها أحيانا الى حوالي 60 طالبا، وزيادة عدد المعلمين وتوفير مصادر وأدوات التعلم اللازمة للعملية التدريسية، والتزام المدراس بطباعة اوراق العمل والامتحانات.

 
 
وبينوا عشية الاحتفال بيوم المعلم الذي يصادف غدا الخميس، تحت شعار "تعزيز حرية التدريس وتمكين المعلم"، انه للارتقاء بمهنة التعليم لابد من الاهتمام بالمعلم واحتياجاته ورغباته ووضعها في سلم اولويات السياسات التعليمية، خاصة وان الاوضاع الحالية تؤثر بالمجمل على أدائه ومن ثم على مسار العملية التعليمية.
 
فيما صرحت وزارة التربية والتعليم بأنها "تسعى لتهيئة المعلمين وتأهيلهم وتوفير متطلبات التعليم والتعلم، كما تعمل على تطوير نظام للرخصة المهنية والانجازات التي يقوم بها المعلم، والتنسيق مع الجامعات لبناء برنامج وطني متكامل لتأهيل المعلمين المؤهلين، وإطلاق برنامج دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين بالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين". وقال أمين سر نقابة المعلمين عيسى الطراونة ان الاكتظاظ الطلابي داخل الحصص الصفية يؤثر على حق الطالب في التعلم ويؤثر على قدرة المعلم على العطاء؛ فالمعلم يلجأ الى الاسلوب التقليدي في التلقين نتيجة الاكتظاظ على حساب الطريقة الحديثة والمتطورة.
 
واوضح ان الاكتظاظ ناجم عن سوء توزيع الطلبة في المدارس، إضافة الى محدودية الطاقة الاستيعابية فيها، فيما أشار الى ان النقص في أعداد المعلمين سببه الرئيس العزوف عن مهنة التعليم وتسرب المعلمين من الميدان الى العمل الاداري بسبب ثقل الواجبات والاعمال الملقاة على عاتقهم، إضافة الى أسباب أخرى عديدة.
 
من جانبه قال امين عام وزارة التربية والتعليم سامي السلايطة ان المعلم يعطي حصصه التدريسية وفق نصابه الذي يبلغ 24 حصة، واذا زاد عن ذلك يدفع له أجر اضافي، إضافة الى ان المعلم يدرس بحسب تخصصه وبما يثري العملية التعليمية.
 
واضاف ان اهتمام الوزارة بالمعلم يأتي متماشيا مع التوجيهات الملكية السامية للنهوض بمهنة التعليم ومكانة المعلم وتمكينه من اكتساب الادوات اللازمة ليكون قادراً على القيام بواجبه على أفضل وجه من خلال مجموعة من الدورات التدريبية، إذ ان مهنة التعليم تتطلّب معرفة ومهارات متخصّصة وكفاءة تربويّة.
 
مدير إدارة الاشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم معن المومني قال ان الوزارة تعمل حاليا على تطوير نظام للرخصة المهنية والانجازات التي يقوم بها المعلم وسيكون له أثر كبير في احداث نقلة نوعية ترتقي بمهنة التعليم إلى أعلى المستويات.
 
وأشار الى أن هذا النظام يوفر حوافز عظيمة لدعم مكانة المعلم مادياً ومعنوياً واجتماعيا،ً وبحيث تصبح مهنة التعليم خياراً جاذباً للكفاءات المتميزة القادرة على الارتقاء بالتعليم في بلدنا لينافس أفضل اجهزة التعليم في العالم.
 
وأوضح انه يتم حالياً التخطيط بالتنسيق مع الجامعات استجابة للتوجيهات الملكية السامية التي تم بلورتها من خلال الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية لبناء برنامج وطني متكامل لتأهيل المعلمين المؤهلين، وتم إطلاق برنامج دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله وبالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين كخطوة اولى في هذا الاتجاه.
 
وبين أنه من أجل النهوض بمستوى دخل المعلم وتمكينه من القيام بعمله، فإن الوزارة تقدم حوافز مرتبطة بالتنمية المهنية تصل لغاية 30 بالمئة من الراتب، كما تقدم الدعم الفني المباشر للمعلم من خلال جهاز إشراف تربوي مساند مكون من أكثر من 1000 مشرف تربوي يعملون على تحديد حاجات المعلمين وتلبيتها.
 
واضاف ان الوزارة تعمل باستمرار على تدريب وتأهيل المعلمين وتقديم الدعم المناسب لهم حيث يتم تدريب ما يقارب خمسين الف معلم سنويا على مختلف البرامج، ويتم اشاركهم في عدد من الورشات التدريبية المختلفة.
 
وأشار الى ان من أبرز البرامج التدريبية المنفذة في الوزارة لتأهيل المعلمين مشروع تعزيز التنمية المهنية، ويشمل برنامج المعلمين المستجدين، وبرنامج القيادة التربوية لمديري المدارس والدور الجديد للإشراف التربوي، وبرنامج تطوير المدرسة والمديرية، ومشروع الدعم المهني للمعلم.
 
وقال استشاري الامراض النفسية والحالات الإدمانية الدكتور عبدالله أبو عدس ان الاكتظاظ المكاني او الزمني بالنسبة لجدول المعلمين "يخلق نوعا من العدوانية التي يمكن ان توجه للذات او الآخر"، موضحا أننا أصبحنا نشاهد في الفترة الاخيرة اعتداءات على المعلمين، وحالات العنف بين الطلبة بطريقة مقلقة ولافتة، وهذا ناتج عن تفريغ الصراع العصبي بسبب الاكتظاظ.
 
وبين ان العنف يؤدي الى عدم الشعور بالأمان داخل البيئة المدرسية، وهذا الامر يمتد الى خارج أسوار المدرسة ويؤثر على الاسر والمجتمع، ويؤثر سلبا على المعنى الجوهري من التعليم الذي أساسه التربية.
 
وقال ان الاوضاع الاقتصادية للمدرسين تخلق شعورا بالإحباط لعدم القدرة على الوفاء بالحاجات الرئيسة للحياة، ما يدفع المعلم للبحث عن مصدر آخر للرزق، وتشتيت تركيزه، موضحا ان تردي الحالة الاقتصادية للمعلم تخلق حالة من المزاج المتقلب والاحباط والقلق والعدوانية ويؤثر على العملية التربوية، وأداء المعلمين.
 
واكد ضرورة تحديث وتطوير المنظومة التدريبية للمعلمين وزيادة عددهم وفتح اعداد أكبر من المدارس لتقليل حالة الاكتظاظ، وتجنب تكليف المعلمين الجدد بتدريس الصفوف المكتظة، مشيرا الى ان أحد أسباب عزوف المعلمين عن قبول مهنة التعليم هو عدم رغبتهم في التعاطي مع البيئة الصفية المكتظة.
 
يشار الى ان اليوم العالمي للمعلم يصادف الخامس من تشرين الاول من كل عام منذ عام 1994، ويتزامن مع الذكرى العشرين لصدور توصية عام 1997 الخاصة بأوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي."بترا"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد