من هو تشي جيفارا ؟

mainThumb

07-10-2017 03:15 PM

عمان - السوسنة - جيهان الكردي - إن التخلف الاجتماعي ووجود طبقات بين أفراد المجتمع وغياب الحرية والعدالة سيولد شخصيات مثل شخصية جيفارا؛ حيث وُلد ارنستو تشي جيفارا في الأرجنتين عام 1928، بينما عاش معظم حياته في كوبا، ودرس في جامعة بوينس آيرس في الأرجنتين وتخرج طبيبًا عام 1953، ثم أصبح كاتبًا ورجلًا ثوريًّا مدافعًا عن حقوق الفقراء والطبقات المهمشة في المجتمع؛ وذلك بعد أن عانى من مأساة الحرب الإسبانية الأهلية وعايش أزمات سياسية في الأرجنتنين في عهد الديكتاتور لجوان بيرون، كذلك ما شاهده من ظلم واقع في أمريكا الجنوبية من وحدة وتحكم للامبرياليين بمقدرات الشعب البسيط، لم يكن جيفارا شخصية عادية حيث أصبحت صورته رمزًا للثورية والحرية الإنسانية.
 
وهكذا نظم جيفارا للثورة الكوبية مع رفاقه "مثل راؤول كاسترو وفيدل كاسترو" ضد نظام الحكم الديكتاتوري الممثل ب "باتيستا" المدعوم من قبل الولايات المتحدة، وبعد عامين من النضال والكفاح المسلح الذي كان لجيفارا فيه الدور الأبرز سقط نظام الحكم، شغل جيفارا بعد ذلك العديد من المناصب في الدولة الجديدة حيث عمل وزيرًا للزراعة ومديرًا للبنك الوطني، كما كان ممثلًا دبلوماسيًا عن كوبا حيث التقى بعدد من الرؤساء ومنهم: جمال عبد الناصر، ونهرو، وتيتو، وسوكارنو، وأيضًا شغل منصب الرئيس التنفيذي للقوات المسلحة الكوبية.
 
مؤلفاته
 
كان كتاب "رحلة شاب على دراجة نارية" من الكتب الأكثر مبيعًا في أمريكا الجنوبية، كما كتب مذكراته حول حياة حرب العصابات التي خاضها.
 
وفاته
 
حاول جيفارا دعم الثورات التي قامت في كل من الكونغو كينشاسا وبوليفيا، ولكنّ الأمر لم يدمْ طويلًا حيث تمّ القبض عليه من قبل القوات البوليفية بالتعاون والتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية  حيث ساعدهم أحد المنفيين الكوبيين يُدعى فيليكس رودزيغيز، وقالت مدرسته جوليانا كوليز التي طلب رؤيتها قبل إعدامه بأن نظراته كانت هادئة وساخرة، كما سُئل قبل تنفيذ حكم الإعدام إن كان يؤمن بوجود حياة بعد الموت فقال بأنه ليس في ذهنه سوى خلود الثورة، وحين تقرّر تنفيذ الحكم بإطلاق النار تردّد المُوكل بتنفيذه حيث أطلق النار في البداية على أقدامه ويديه ثم الرصاصة القاتلة في صدره، لتنتهي حياة رجل ثائر ضد الظلم، وتخلد رحلة كفاحه وأفكاره الثورية.
 
 ومن المثير للعجب أن جيفارا لم يستسلم ولم يضعف حتى في اللحظات الأخيرة من حياته، فحين تمّ القبض عليه كان مصابًا في قدمه ومقيّد، حاول أحدهم سحب السيجارة من فمه فما كان من جيفارا إلا أنْ ركله ركلة قوية رغم كل ما هو فيه من إنهاك ومرض، وقبل إعدامه بقليل قام جيفارا بالبصق في وجه الأميرال البوليفي.
 
تبقى شخصية جيفارا من الشخصيات المؤثرة والملهمة؛ حيث صنفته مجلة التايم من المئة شخصيّة الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين، وما يزال الرمز الأكثر شهرة الذي يشير إلى الحرية والعدالة والثورية في العقل الجمعي لدى الشعوب التي عانت ومنها ما يزال يعاني من ويلات التمييز الطبقي والعنصري والممارسات القمعية بحقهم.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد