الحرس الثوري جيش نظامي أم ماذا؟ - سعاد عزيز

mainThumb

14-10-2017 11:16 AM

رافقت الثورة الايرانية عدة أحداث و تطورات ملفتة للنظر بحيث ألقت بظلالها و تأثيراتها على دول المنطقة و العالم، وقد ?ان من أهمها و أ?ثرها خطورة تأسيس الحرس الثوري الايراني، وقد تم تحديد واجبات و مهام هذا الجهاز المت?ون من أفراد موالين للنظام و مٶمنون بمبادئه الى أبعد حد، بحماية مبادئ النظام و الدفاع عنه و يتصدى بش?ل خاص ل?ل القوى التي تهدد النظام وهو يتميز عن الجيش الايراني ب?ونه الاقرب لدوائر القرار السياسي في إيران وبالاخص من المرشد الاعلى الايراني، ل?ن وبعد مرور فترة قصيرة نسبيا، بدأت الصورة تتغير بشأن واجبات و مهام هذا الجهاز، خصوصا بعد أن تم تسريب معلومات حساسة بخصوص وجود علاقة بين أجنحة  من الحرس الثوري و قوى و شخصيات دينية متطرفة في بلدان المنطقة.
 
الحرس الثوري الذي قام في بداية الثورة بتأسيس قسم خاص أطلق عليه"حر?ات التحرر"، حيث بدأ النظام الجديد من خلال هذا القسم بالاتصالات مع الجماعات و المنظمات المتطرفة في المنطقة وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن "جماعة الجهاد الاسلامي"، التي قامت بإغتيال الرئيس المصري الاسبق أنور السادات، ?انت لهم علاقة مع هذا القسم، وقد وردت في رسالة بعث بها مهدي الهاشمي، مسٶول هذا القسم الى آية الله المنتظري الذي ?ان وقتئذ نائبا للخميني يتحدث عن هذه العلاقة قائلا: (العلاقة مع هذه الجماعة"يقصد الجهاد الاسلامي"،  بدأت في إحدى اللقائات التي ?انت لنا مع حضرة الامام و سماحته قال في جمع من مجالس قيادة الحرس الثوري: بخصوص تصدير الثورة يجب أن تتحوطوا من ذلك ?ثيرا ?ي لاتتأثر سمعة الجمهورية الاسلامية، ل?ن في أية زاوية من العالم  إذا مارأيتم في أي بلد طاغوتا من المم?ن إسقاطه فإفعلوا ذلك)، وهنا يجب أن نستدرك بأن الخميني و رجال الدين المتنفذين في إيران، ?انوا ينظرون الى زعماء العالم الاسلامي و يعتبرونهم "غاصبي السلطة"، وان قتلهم مباح شرعا، و يستطرد هاشمي بعد إيراد فتوى الخميني بالعمل على إسقاط أي طاغوت في أي م?ان من العالم فيما لو ?ان هنالك مجال او إم?انية لذلك، قائلا:( ولذلك، وقبل قتل السادات، إرتبطنا بهؤلاء الاخوة و?نا على إطلاع وعلم بقرارهم"إي قرار إغتيال السادات"، وارسلنا لهم مبالغ من المال ل?ننا تعجبنا من إمتناع هؤلاء الاعزاء عندما قاموا بإرجاع الاموال و طلبوا منا فقط ان يدعو لهم حضرة الامام بالموفقية)، وقد أردت هذا المثال و النموذج الهام لأ?ثر من سبب و دافع أذ?ر أهمها:
 
ـ إن هذه العلاقة قد تم توطيدها في بدايات الثورة الايرانية، بمعنى إن التحر?ات و النشاطات الخاصة الايرانية ضد المنطقة بدأت في وقت مب?ر جدا.
 
ـ نشاط و تحرك الحرس الثوري ومن ورائه النظام القائم، لم ي?ن محددا بالطائفة الشيعية وانما الطائفة السنية أيضا.
 
ـ تم التحرك على بلد ?مصر التي بالاضافة الى دورها الريادي في المنطقة فإن فيها الازهر الشريف، وهذا مايدل على إن المخطط الايراني الذي يستهدف المنطقة له أهداف و مرام أبعد ب?ثير من الذي يم?ن تصوره.
 
ـ حالة الت?تم و السرية التي أوصى بها الخميني وهي حالة لازالت مستمرة والملفت للنظر إن إيران ترفض الاعتراف حتى بالحقائق الدامغة و تتهرب منها ظنا بأنها ستتم?ن من خلال ذلك طمس الحقيقة أو إخفائها.
 
عملية إغتيال السادات التي جرت في عام 1981، تبعتها مجموعة نشاطات و عمليات تخريبية و إرهابية محمومة أخرى إستهدفت ال?ويت و لبنان و السعودية و غيرها و?انت البصمة الايرانية واضحة المعالم في جميعها ولاسيما ضد السعودية التي صارت هدفا إستثنائيا لطهران ولم ت?ن أعمال الفتنة و الفوضى في مراسم الحج إلا خطوة على الطريق و النهج المشبوه هذا، ل?ن و جريا على النهج الخاص بهذا النظام فقد رفضوا الاعتراف بذلك رغم إن ?ل الادلة تدينهم، ل?ن وعلى الرغم من الضجة التي أثيرت حول الدور الايراني المشبوه في المنطقة و التورط في نشاطات إرهابية، لم تقم إيران بالتراجع عن نشاطاتها و تحر?اتها التي تقوم بها من خلال الحرس الثوري، بل وإنها قامت عوضا عن ذلك بتأسيس"فيلق القدس" الخاص بنشاطات الحرس الثوري خارج إيران، بمعنى إن نشاط الحرس الثوري قد إ?تسب بعدا رسميا رغم إن تأسيس هذا الفيلق و تخصصه بالنشاط الخارجي لم ي?ن بمعزل عن دستور نظام ولاية الفقيه الذي نصت المواد"3 و 11 و 154" منه و بصورة واضحة على إباحة التدخلات الخارجية لإيران في الشٶون الداخلية لدول المنطقة تحت مزاعم"الوحدة الاسلامية" و "نصرة المستضعفين"، وقد وصل الامر في الاعوام اللاحقة الى حد أنه قد تم إطلاق تسمية"الحا?م المطلق للعراق و سوريا و لبنان"، على الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، بعد أن صار تواجد الحرس الثوري في هذه البلدان أمرا واقعا و صار سليماني بنفسه يتنقل بينها و?أنه يذهب من محافظة إيرانية لأخرى!
 
وصول النفوذ الايراني لليمن و تدفق الاسلحة التي يقوم الحرس الثوري بإرسالها بطرق مختلفة الى جماعة الحوثي، فتح صفحة حساسة و بالغة الخطورة ولاسيما عندما بدأ الحرس الثوري بإرسال الصواريخ لهذه الجماعة و التي إستهدفت بها السعودية وقد ?ان أمرا مثيرا للغضب و السخط عندما بادرت هذه الجماعة الى إستهداف ال?عبة المشرفة بصاروخ ول?ن العناية الالهية و يقظة الجيش السعودي أفشلت ذلك، ل?ن الاهم و الاخطر من ذلك جميعا، هو إن قادة و مسٶولين إيرانيين قد تفاخروا بإرسالهم الصواريخ لجماعة الحوثي، وهو مايعني ال?ثير و يدل على حقيقة ساطعة لامجال لإخفائها و التستر عليها وتتعلق بأن بلدان المنطقة صارت أهدافا للحرس الثوري و بصورة م?شوفة، وهذا مايعني بأن الحرس الثوري الايراني ليس ?جيش نظامي إيراني ينحصر عمله و نشاطاته داخل الاراضي الايرانية بل إنه أشبه ماي?ون بميليشيات عس?رية خاصة لها هدفين أساسيين هما: قمع معارضة الشعب الايراني و بسط النفوذ و الهيمنة على بلدان المنطقة، وإن التصريح الاخير الذي أطلقه الملك سلمان بن عبدالعزيز من موس?و و الذي طالب فيه بتصريح هام أ?د فيه بأن" تحقيق السلام و الاستقرار في منطقة الخليج و الشرق الاوسط وماتشهده من أزمات في اليمن و سوريا و غيرها يتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار و احترام الاعراف و القوانين الدولية و عدم التدخل في الشٶون الداخلية للدول الاخرى."، ذلك إن ?ل الذي يجري في هذه البلدان ?ان ولايزال عن طريق الحرس الثوري و تحديدا عن طريق"فيلق القدس"التابع لها بقيادة قاسم سليماني المطلوب دوليا ?إرهابي، غير إن هناك ملاحظة مهمة جدا بشأن إطلاق هذا التصريح من جانب خادم الحرمين الشريفين وهي إنه قد تزامن مع ما أ?ده البيت الابيض يوم الجمعة الماضي من إن الرئيس الامري?ي سيعلن عن ردود فعل أمري?ية جديدة على إختبارات إيران الخاروخية و دعمها للإرهاب و هجماتها الال?ترونية في إطار استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران. وإن إحتمال إعتبار الرئيس ترامب للحرس الثوري ?جهاز إرهابي صار واردا خصوصا بعد التصريحات الغاضبة التي تم إطلاقها من طهران ضد ذلك، والحق إن جهاز الحرس الثوري ?ان ولايزال و سيبقى أهم و أخطر جهاز إرهابي داعم و ممول و موجه للإرهاب في العالم ?له.
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد