دولته والرقص على الترمس

mainThumb

17-10-2017 09:44 AM

خرج رئيس وزراء دولة ما  بنفسه  ليتأكد من فحوى ما جاء في تقرير سري رفع لدولته حول تهرب الحيتان من دفع مستحقات الدولة الضريبية؛ ليكتشف بالصدفة، بأن بائع الترمس الذي كان يركن عربته أمام المدرسة المخلعة النوافذ في إحدى الأحياء الشعبية، لا يدفع الضرائب، ربما لم ينتبه دولته إلى كبر سن البائع بوجهه المكفهر المليء بالتجاعيد، والمطوق بلحية بيضاء مهملة، لأن جريمة التهرب الضريبي التي توقعها المرافق من البائع طغت على الموقف الجلل؛ وقرر دولته أن يتخذ بحق أمثال هذا اللص المتستر  بمظاهر الفقر  الإجراءات اللازمة.. لكن دولته الذي انتفخت أوداجه بفعل ربطة العنق الباريسية الأنيقة، أخذ يضحك بتكلف وسائقه يدور بالسيارة الفارهة حتى صارت مقدمتها  في مواجهة مشهد ضلفتيْ بوابة المدرسة وهما تتأرجحان بفعل الرياح العاتية، فوجه ملاحظته الساخرة لمرافقه الذي شنّفَ أذنيه كالثعلب المطيع:
 
"أريد أن أختبر شقاوتك، بماذا تشبه  هاتين الضلفتين وهما تتأرجحان مبديتين ما بداخل المدرسة للمارة، .
 
فعلق المرافق ساخراً: 
 
"إنهما تهتزان كالراقصة هياتم التي ما أعجبت دولتكم في سهرة رجل الأعمال أبو الكيف الذي اتهم بالتهرب الضريبي لكننا تأكدنا حينها من براءته".،
 
فرد دولته بتذاكي:
 
"فعلاً أنت حمار هههه لكنها مدرسة بائسة كما يبدو من مبانيها المتهالكة، لذا كان عليك تشبيه الضلفتين المتراقصتين بأرملة وضيعة تتسول وهي تبدي مفاتن صدرها للمارة، يا غبي ألم تلمح معي من خلال البوابة كل تلك الفوضى التي تعم هذه المدرسة وكان أحد المدرسين يركل طالباً بينما ضحيته تتوعده!! كأننا في سوق الخضار"
 
. فضحكا ملئ الشدقين. ثم أخذ  دولة الرئيس يذكر مرافقه بكتابة تقرير حول تهرب بائع الترمس الضريبي لاتخاذ ما يلزم بحقه، كي يعمم الإجراء الحازم كخبر في الصحف المحلية ووكالات الأنباء العالمية.. "عجبي"
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد