حفتر يبدأ حربا نفسية لدخول طرابلس دون قتال

mainThumb

17-10-2017 05:59 PM

السوسنة - في الوقت الذي يتحرك فيه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، لإعطاء نفسٍ جديد للحوار بين الفرقاء الليبيين، أعلن خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق، الجمعة الماضية، أن هدفه "السيطرة على طرابلس وكل ليبيا".

 
 
ورغم أن سعي حفتر، للسيطرة على الحكم في ليبيا، ليس أمرا مستغربا، إلا أن الجديد في خطاب الرجل المثير للجدل، خلال حفل عشاء نظّمه لعدد من ضباط قواته في بنغازي، عندما قال إنه "لم يتبق سوى مساحات قليلة خارجة عن سيطرة الجيش لا تتعدى 30 ألف كلم مربع".
 
ولفت حفتر إلى أن "مساحة ليبيا تبلغ مليون و760 ألف كلم مربع، والجيش (قوات حفتر) يسيطر الآن على مليون و730 ألفًا منها ولم يتبق إلا القليل".
 
ويبدو هذا الرقم مبالغا فيه جدًا، حسب العديد من المراقبين والمتابعين للملف الليبي، خاصة أن قوات حفتر لا تسيطر على المنطقة الممتدة من "سرت" شرقا وحتى "زوارة" على الحدود التونسية غربًا، مرورًا بمدن مصراتة والعاصمة طرابلس وغريان والزاوية وصبراتة، وهي مدن تمثل نحو ربع مساحة البلاد، وأكثر من نصف كتلتها السكانية.
 
وإلى جانب ذلك، لا تسيطر قوات حفتر على مناطق في الجنوب الغربي، ومنها أوباري وغات، والتي ما زالت تعلن ولاءها الرسمي لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.
 
لكن حفتر، أحكم سيطرته على الشرق بعد إنهاء المعارك في مدينة بنغازي، وأخضع دون قتال محافظتي الجفرة وسبها، الاستراتيجيتن وسط وجنوب غربي البلاد، وفرض نفوذه على معظم أجزاء إقليم فزان وعلى الهلال النفطي، أكبر حقول وموانئ النفط، ومعظم المطارات العسكرية والمدنية في البلاد، وهو يعتقد اليوم أنه سيطر على معظم أجزاء الجناح الغربي لإقليم طرابلس.
 
ويحاول "حفتر" ترويج فكرة أن كل من قوات محاربة "داعش" في صبراتة، وكتيبة "أنس الدباشي" التي طردتها الأولى من المدينة، تابعتان له، رغم أن الكتيبتين تعلنان أنهما مواليتان لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، والتي يناصبها حفتر العداء.
 
قد يكون كلام الرجل العسكري من قبيل الحرب النفسية، لكن الأكيد أن المعسكر المعادي له والذي كانت تقوده كتائب مصراتة، في أسوأ أحواله بسبب الانقسامات التي وقعت في صفوفه والاقتتال بين كتائبه.
 
وفي إشارة إلى اقتراب قواته من العاصمة طرابلس، ذكر حفتر أن "الجيش قد سيطر على المنطقة الواقعة غرب طرابلس والممتدة من زوارة على الحدود مع تونس وحتى مدينة الزاوية الواقعة على بعد 30 كلم غرب العاصمة طرابلس (مساحتها 400 كلم مربع)".
 
وفيما يعد إعلانا مباشرًا عن حرب قريبة، كشف حفتر الذي يتركز نطاق سيطرته حاليًا في الشرق، أن وجهته القادمة هي مدينة الزاوية (40 كلم غرب طرابلس)، قائلا إنه "خلال الأيام القليلة القادمة ستتم السيطرة على الزاوية (خاضعة لسيطرة حكومة الوفاق حاليًا)".
 
وأضاف حفتر خلال لقائه بضباطه إنه "منذ مدة ونحن على تواصل مع ضباط وجنود في المنطقة الغربية لضمهم إلى الجيش، وقد انضموا وانتفضوا خلال الأيام الماضية وحرروا مناطقهم من زوارة وحتى الزاوية"، في إشارة إلى القتال الذي وقع بين غرفة محاربة "داعش" التي يدعمها حفتر إعلاميًا، وكتيبة "أنس الدباشي"."الأناضول"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد