الغنوشي: الاقتصاد أولوية حملاتنا الانتخابية المقبلة

mainThumb

20-10-2017 10:46 AM

السوسنة - كشف رئيس حركة النهضة في تونس الشيخ راشد الغنوشي، أن حركته ستركز في الحملات الانتخابية المقبلة في تونس على المجال الاقتصادي، كما عبر عن رفضه لدعوات تغيير الحكم في تونس إلى النظام الرئاسي.

 
 
وقال الغنوشي إن "الخطوات القادمة للحركة هي استكمال المسار الديمقراطي بالاتجاه نحو الانتخابات المحلية والبلدية (في 2018)، وبعد ذلك ستكون هناك انتخابات تشريعية ورئاسية في 2019، والبلد مشغول الآن بقضايا التنمية، لأن أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية تحقق منها الكثير، وفِي طريقها إلى ان تستكمل".
 
وتابع موضحا: "الانجازات في المجال الاقتصادي والاجتماعي بتوفير الشغل وتطوير التعليم والصحة والخدمات والزراعة، لا تزال محدودة، ولذا نركز على هذا الجانب، بما يوفر الشغل والعمل والكرامة لشباب الثورة، فحتى الان لا يلمسون النتائج في الحياة اليومية".
 
ومن هذا المنطلق شدد أن الحركة "ستركز على المجال الاقتصادي، وعندها وظائف اقتصادية مهمة في الحكومة الحالية، وبالتالي يركزون جهودهم على الجانب الاقتصادي، باعتباره نقطة الضعف في البلاد، وباعتبار أنه التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد".
 
وسجلت تونس نموا متواضعا خلال السنوات التي أعقبت ثورة 2011 ضد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، صعدت على إثرها نسب البطالة لأكثر من 15 % في صفوف المواطنين، حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري.
 
وتسعى تونس إلى رفع نسبة النمو إلى نحو 3 % في 2018، مقارنة بنحو 2.5 % متوقعة العام الحالي.
الغنوشي في إطار إجابته على أسئلة حول الديمقراطية والتجربة التونسية، قال "نحن في تونس النظام الذي اخترناه نظام برلماني، مطعم بشيء من النظام الرئاسي، وهناك من يطالب بتونس اليوم، بتغيير هذا النظام البرلماني، والعودة إلى النظام الرئاسي".
 
وأعرب عن رفضه هذه المطالب بقوله "نحن لسنا مع ذلك، ونرى بأن الأنظمة السياسية والدساتير لا ينبغي أن تكون مثل فصول السنة، تتغير بتغير الفصول، طبيعة الدساتير هي الثبات".
 
وأردف أن الدساتير "يمكن أن تتغير بعد تجربتها، بعد أن يمر وقت كاف للتجربة، يتبين فيه بأن المادة الدستورية لا تصلح فتغيّر، ولكن يجب أن تعطى الدساتير الفترة الكافية للتجريب".
 
وبحسب المادة 71 من الدستور التونسي"يمارس السلطة التنفيذية رئيس الجمهورية وحكومة يرأسها رئيس حكومة"، وبحسب المادة 95، تكون " الحكومة مسؤولة أمام مجلس نواب الشعب".
 
ويختص الرئيس بالإشراف على مهام الدفاع والخارجية، فيما يمارس رئيس الحكومة سلطاته على بقية الوزارات في نظام "شبه برلماني"، بحسب الخبراء.
 
ومضى الغنوشي مبينا رؤيته في هذا الصدد: "التجربة التونسية ناجحة في الانتقال الديمقراطي، لأنها اعتمدت على التشاركية والديمقراطية التوافقية، وليس ديمقرطية المغالبة، واكتشفنا أن هناك فرق بين الديمقراطية الناشئة، والديمقراطيات العريقة المستقرة".
 
وأوضح بقوله "في الديمقراطيات المستقرة يكفي أن يحصل حزبك على 51 ٪ لتحكم لوحدك، وفي الديمقراطية الناشئة هذا لا يكفي، لأن الديمقراطية الناشئة تخشى الانقسام، اذا انقسم المجتمع".
 
وحول تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأن المصالحة الفلسطينية استفادت من التجربة التونسية، علق الغنوشي قائلا: "حماس تتجه نحو حكم التوافق بينها وبين خصمها السياسي فتح، بل هم يريدون توافقا أكبر من فتح، توافقا بين الفصائل" كلها.
 
وأردف: "تنازلوا عن الحكم من أجل حكم توافقي تجتمع عليه كل الفصائل، وهو أمر جيد، لأن الديمقراطية الفلسطينية ديمقراطية ناشئة تحتاج إلى توحيد الكلمة والإجماع، وليس الاقصاء والاستقطاب والصراع".
 
وكان هنية قد أطلع مساء الإثنين الماضي، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، على مجريات اتفاق المصالحة الفلسطينية، قائلا إن "جمهورية تونس تعتبر نموذجًا يحتذى به في المنطقة، والشعب الفلسطيني يمر أيضًا بمرحلة توافقية جديدة، ولدينا كل الإرادة لإنجاحها".
 
وفيما يتعلق بعدم تعارض الإسلام والديمقراطية، واستفادة الحركة من ذلك، أوضح زعيم حركة النهضة: "منذ سنة 1981، أول بيان سياسي اصدرته للحركة وكان اسمه حركة الاتجاه الاسلامي، برهنا فيه على انه لا تناقض بين الدين الاسلامي والديمقراطية، لأن الإسلام جاء ثورة تحريرية شاملة".
 
ولفت إلى أن "الإسلام جاء لكسر الأغلال التي تكبل العقول، والتي تكبل الاقتصاد، وتكبل حريات الناس، وجاء بمبدأ الشورى، أي أن الحكم هو للشعب، وأن الحاكم هو خادم للشعب وأجير للشعب، والشعب هو الذي يوظفه، وهو الذي يستطيع أن يصرفه متى يشاء".
 
وشدد قائلا: "نحن نرى أن لا تناقض بين الديمقراطية بأنها حكم للشعب، وأن الاسلام وهو حكم الأمة، لذلك اي ادعاء بأن الديمقرطاية حرام، إساءة وسوء فهم للإسلام"."الاناضول"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد