اليدين للأسد والصوت لإيران .. معالم الخطوط العريضة والحمراء - د. محمد بكر

mainThumb

20-10-2017 06:02 PM

حط رئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة اللواء محمد باقري في دمشق، تتجاوز الزيارة ماهو معلن لجهة شكل جديد للتنسيق العسكري بين الحليفين والخطوط العريضة له لمواجهة إسرائيل والإرهابيين، لتبلغ تثقيل الحضور الاستراتيجي لهذا الحلف في وقت ” تتكالب” فيه التهديدات على البلدين،  من إسرائيل وغاراتها المتكررة على مواقع سورية، وماتدفع باتجاهه نحو بلورة حلف شرق اوسطي لمواجهة طهران ومنع ما وصفه نتنياهو التهديد الإيراني من الأراضي السورية، مروراً بألسنة النار السياسية التي تطاولت من لسان ترامب في خطابه الأخير.

 

تدرك موسكو بدورها مفاعيل تثقيل الحلف الاستراتيجي بين البلدين،  ورسائل الخطوط العريضة والحمراء التي صاغتها زيارة باقري، فكان اتصال بوتين مع نتنياهو حاضراً لمناقشة التطورات في سورية والاتفاق النووي، وكذلك رد السفير الروسي في الأمم المتحدة على نظيرته الأميركية عندما تحدثت عن ما وصفته بالسلوك المدمر لإيران في المنطقة لجهة قول السفير الروسي بأن نيلي هايلي لم تنبس ببنت شفة حيال قضية فلسطين ولا تدرك عواقب إلغاء الاتفاق النووي.
 
كتب يوسي ميلمان في صحيفة معاريف معقباً على رد الدفاعات الجوية السورية على الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، بأن الرد كان بيدي الأسد لكن الصوت كان حتماً لإيران ، في إشارة إلى ان الأخيرة هي التي باركت وأعطت الضوء الأخضر لدمشق، من هنا فإن التكامل في مشهدية تناغم يدي الأسد والصوت الإيراني لن تنسحب في اعتقادنا فقط على مواجهة الغطرسة والاعتداء الإسرائيليين، بل تتعداها لتطال كل ما من شأنه أن ينال من  التجذر الحاصل لمحور دمشق وطهران في تربة كليهما، سواء في موضوع الكرد وضرورة ان يعي الأكراد مفاعيل ذلك الحلف ولاسبيل معه إلا التصرف بحكمة وبعيداً عما حصل في شمال العراق، أو حتى  فيما يتعلق بتواجد القوات التركية على الأراضي السورية والذي عدته دمشق عدواناً سافراً، من هنا نقرأ ونفهم ماعده رئيس هيئة الأركان السورية العماد علي أيوب خلال لقائه باقري بأن السلوك التركي هو طعنة لتوافقات أستانا وأنهم يملكون كل الحق لمواجهته.
 
مخرجات يدي الأسد وصوت إيران يصادق عليها الخاتم الروسي، تارة باللين تجاه خصرم طهران ودمشق وكثيراً بكل مفردات الغضب والتحذير والبرودة في معركة لا وصف ولا تشخيص لها إلا معركة المحاور التي لا تقبل التحول والمرواغة والقسمة على  اثنين.
 
*كاتب صحفي فلسطيني
روستوك – ألمانيا
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد