يابوي رجعلنا بيدر القمح

mainThumb

22-10-2017 11:25 AM

في زمن ما وتحديدا ما قبل ١٩٥٨ م  كان يصدر القمح من الأردن بحجم الأطنان وكانت تغزو أراضي سهل حوران حقول القمح  ، بذاك الوقت كانت هناك صبية مزيونة اسمها جفلة  تحصد مع النسوان وكان في شب اسمه علي يتغنى بأغنية شفتك يا جفلة على البيدر طالعة وعيونك مثل الشمس الساطعة ، عشقها علي لجفلة وكان عشقه لها مثل عشق الأوطان فكثر الخير  وصارت البركة تفوق عدد شوالات الخيش وكانت تتناثر حبات القمح بالرغم ان الشوال مخيط بالخيطان المتينة وكان يخصص لها في المنزل غرفة كاملة وسط البيت .

 
 نعود لأيام زمان كانت المونة لأعوام وصحيح كان في فئران وصحيح  يسهرن الليل النسوان وينخلن بالغربال لحتى ينفصل القمح عن السوس والزيوان لكن كانت الصحة جيده لا ضغط ولا سكري  ولا سرطان ولا مبيدات سامّة تفوح ريحتها ولا مختبرات من الوزارات وجدال طويل عبر الإذاعات والتلفزيونات و هناك شاحنات مستوردة القمح وخاضعه للفحص و النتيجة غير صالحه للأستهلاك البشري لكن صارت موزعه على المخابز بالرغم من التواقيع والإجراءات ،  ومع  هذا ما فعلت الحكومات ؟ هل نستحق نحن الشعب رفع الدعم بعد كل هذا الصبر بالرغم من الشكوك من جودة الخبز والطحين  بعد شيوع كل الأمراض في بلدنا ؟ وايضا من سمح للأراضي الزراعية بأن تصبح مساكن عمرانية وصالات أفراح بعد ما كانت حقول تنعم فيها الخيرات  ؟ من الذي بدّل حبة القمح من الصنف الممتاز الى صنف المقبول ؟  أليست انتم  ! أرفعوا عنا الفقر والمرض وبعدها أرفعوا ما شئتم  ! هناك مثل قديم  بيقول  الخبز بربي الكتاف ، ومع رفع الدعم عن الخبز الآن مآ عاد شيء تحمله الكتاف إلا الهم والمرض والفقر  ويابوي رجعلنا البيدر . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد