يكاد زيتها يضيء - ناصر الخزاعله

mainThumb

31-10-2017 12:46 PM

قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النور: 35].
 
 
الزيتونة : تلك الشجرة المباركة 
عن أبي أسيد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلوا الزيت وأدهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة ) .
 
وفي شجرة الزيتون منافع، كثيرة وهي ، أول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، ونبتت في منازل الأنبياء ، والأرض المقدسة، ودعا لها الانبيا ء بالبركة ومنهم سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم فإنه قال : اللهم بارك في الزيت والزيتون . واقسم رب العزة بها .
 
قال تعالى : ( (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)[4]
 
قطاف الزيتون ثروة وطنية
 
نعتز ونفتخر بها وهي مصدر فرح ورزق للمزارع الذي ينتظر هذا اليوم ، باشتياق 
 
وتكثر اشجارالزيتون في الاردن ... وبــ احصائية سابقة ان هناك حوالي 17 مليون شجرة زيتون مزروعة على امتداد ربوع الوطن . ويقدر انتاجها السنوي بـ ـ130 الف طن ،
 
يبدأ القطاف مع منتصف شهر تشرين اول مستقبلا الوسم الذي يأذن باستقبال برد الشتاء ... حيث تبدأ فيه زخات المطر التي تحاكي يعض ايام موسم القطاف ..ليغسل الشجر وتفوح رائحة الارض وطيبتها وعطائها ، وتتزين حبات الزيتون بلمعانها الآخاذ ... ...تتميز ايام قطف الزيتون بنهار قصير حتى اننا نردد مقولة : (ايام الزيت اصبحت امسيت ).
 
حالة انذار مبكر مع اعلان الطواريء
 
تنتاب الاسر الاردنية بغرض قطاف الزيتون ، 
 
لذا تتهيأ الاسر او الايدي العاملة باكرا بعد تأمين طعامها وشرابها وتبدأ رحلة المسير للكروم ومنهم ما زال يستعمل الدواب لنقل اغراضهم وحمل محصولهم ، لوعورة 
 
بعض الاراضي والتي تحتاج من الجهات المسؤولة شق الطرق لوصول المزارع بيسر وسهولة لحقله واختصارا لوقته .
 
ويبدأ العمل 
 
بــ فرش البسط الواسعة تحت الشجر ... ويطيب يومهم مع اهازيج الكبار ، وثرثرة الصغار ، وتسلقهم الاغصان ، يرتفع صراخ الكبار عليهم لشقاوتهم ونوادرهم ...ايام جميلة عشناها .. حين كنا صغار ..فبعد انتهاء اليوم الدراسي نذهب مباشرة للحاق باهلنا لمساعدتهم بالقطاف ...والحاجة ماسة لنا لنتسلق الاغصان العالية لقطف حبات الزيتون المتناثرة باعلاها .... يا هل ترى ما زال الابناء يفرحون بالقطاف .؟ !! ام اكتفى الاباء بتشغيل العمالة المحلية والاغلبية من العمالة الوافدة 
 
لاننا نخاف على اولادنا من نسمة الجنوب على محياهم ، بئسا لمن ينتهج هذه التربية 
 
فالجيل الساحلة بناطيلهم وشعور رؤوسهم كالدجاج الفرعوني ، لا يقوى على القدرة والتحمل الذي تربينا عليه .
 
ومع نهاية القطاف يجمع المحصول ..ويشحن للمعصرة ...وهناك تقرأ المعوذات لحماية المحصول من عيون الناظرين ...ويعبأ الزيت ...وتحتفظ الاسر بحاجتها منه والباقي يسوق للبيع .. واعلى الحكومة مساعدة المزارع بايجاد الاسواق لتصدير الانتاج الفائض عن حاجتنا .
 
.ليبدأ موسم الحراثة الاول لاستقبال الشتاء ..
 
سائلا الله تعالى ان يبارك محصولكم 
 
ولا تنسوا زكاته ففبها الخير والبركة والنماء والزيادة 
 
كما انها فرضت على المقتدر ليعطي من نمائه للفئات المستحقة للزكاة 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد