حجر نرد

mainThumb

12-11-2017 10:47 AM

لم أعد أقرأ طالعكَ الورد، ولم تَعُد تشغلني شاماتك انتثرت على أيِّ خَد؟

لا أفكر في بعثرتها.. ثم البحث عن ترتيب يليق بقبلة موغلة في عطرك لأبعد حَد. 
 
لا أفكر بوضع سياج حول شاماتكَ فلا يسقطُ عليها ريقُ امرأةٍ خرجتْ من ماضيكَ لتعيدكَ إلى ذاك المجد.
 
لا أفكر
 
لن أفكر
 
لن أُتعِبَ عينيّ وهي تحترق بجمال ليس لي، ولن أُتعِبَ أصابعي بالعَدّ.
 
سأبعثرها بعشوائيةٍ وسأتركُ ذاك الخالُ وحيدًا، فهذا الخال يا خِلّي فقد ذاكرته وتركني ناسيًا الوعد.
 
سأجعل منه حجر نرد. ما رأيك؟ لو أعدنا ترتيبَ الأحجارِ كُلّها، كأنَّ براعمَ أصابعنا لم تلتق. 
 
كأننا في أول الربيع برعمًا يجدِّدُ العهد؟!
 
كأنكَ اليوم فقط التقطتني صورتكَ فوقعتَ من فرطِ الحب؟! فأفكرُ أن لا أحبكَ كما يومها فكرتْ.. ثم مِن فرطِ حبكَ لي وقعتُ في الحب! 
 
سأعيدُ حينها ترتيب حكايتنا ألف ليلة وليلة مختبئة تحت عروة قميصك ، حين ينغمسُ زرٌّ ما ، بالعشق تنفلتُ كل الأزرار وتتبعثرُ على التراب ، كأنها أزرارٌ ورد، يا كلَّ الورد.
 
لكن
 
لا. . لا تسمع صوت الحنين داخلي، هذا المتلقّي الذي لا يفهم معنى أن أكون بلا غد. لا تلتفت إلى ما يبوحُ به ولا أبوحُ به لأحد !
 
أتَذكُرُ على ذاك الشاطئ حين سألتني عن قبلة مجانية من صديقةٍ أرخت شفتيها لتطبعَها على هذا الخدِّ وذاك الخدِّ؟
 
وأنا أرخيتُ شفتيّ أبتلع ريقي وأتمنى لو كنتُ أنا من صافحتْ وجنتيكَ وأنتَ المشتاقُ لذائقة شفاهها حين تترك أثرا لذكريات الحبق على هذا الخد وذاك! 
 
لا قبلة عابرة حين يتلون البحر بموج سقطت فيه قبلتي فتحوّلتُ إلى غبار. البحر لا يثقُ بنا. يكوّمنا بقايا مراكبٍ حطمها كموج ؛ كأصعب رد!
 
على ذاك الشاطئ أبتلعتُ الندم. أخرجتُ من فمي بقايا الزبد، كأنني الحوتُ ويونس يلتقط أنفاسه. يودًّ لو أنه يعود. 
 
قبيل غربتي تقلّبتْ المناخاتُ واشتدّتْ؛ ونحن جالسان على أطراف ذاك الشاطئ البعيد . تسالني إن غرتُ أم أنني أثق بك وبلا شك؟ كنتَ تودُّ رؤية وجهي وهو يناديك ، لكنني كنتُ داخلي منشغلةً بغيابك الذي أراه قد حلَّ غيمة فوق مقهى الكلام ، وزّعنا فيه الأدوار أنت قهوتي، وأنا نبض الكلام على مقعد! 
 
كنتُ أنتظرُ وداعكَ فأمسكتُ بيدكَ قبل أن تهربَ مني أصابعك !
 
كنتُ أخشى قتلكَ السريع ، فحَدّقتُ في الساعة أنظرُ إلى العقارب كي أهربَ من الوقت.
 
خنتَ قلبكَ ولم تخني بعد. اغتالتكَ وحدتكَ وكنتُ أنا ما تبقّى من المَدّ.. 
 
بعتَ روحكَ للغريبِ فاكتملَ داخلكَ الهجرُ والصدّ..
 
خرجتَ فرحًا من البلاد؛ لكنكَ عدتَ حزينًا بلا قلب، تجلسُ على مقعدٍ شاغرٍ لا ترى وجهكَ فيه، لا ترى سوى منفاكَ من بلدٍ إلى بلد! 
 
كم أنت شقي بمنفااااااك...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد