حوارية في اليرموك حول واقع الاعلام الأردني وتحدياته

mainThumb

15-11-2017 08:46 PM

السوسنة - ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث "الاعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط، والذي تنظمه كلية الاعلام بجامعة اليرموك، عقدت جلسة حوارية ثانية بعنوان "الإعلام الأردني... الواقع والتحديات"، أدارها رئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب عبد الوهاب زغيلات، وتحدث فيها كل من نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة، ومدير عام هيئة الاعلام محمد قطيشات، وناشر ورئيس موقع خبرني غيث العضايلة، ومدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فراس نصير.

وتحدث السعايدة عن ضرورة التقييم الواقعي لإعلامنا الأردني، ومناقشة الأسس والمعايير التي ممكن أن تؤسس حالة إعلامية جديدة، الدولة الأردنية بحاجة لمراجعة شاملة لخطابها الإعلامي ولسياساتها الإعلامية، فاذا تناولنا واقع الاعلام الان نجد أن الإعلام يمر بأزمة حقيقية، تتنوع باختلاف طبيعة المؤسسات الإعلامية الرسمية و الخاصة، موضحا أن الأزمة معقدة ومركبة في سياقين، الأول مرتبط بالازمة الاقتصادية الطاحنة التي تمس اغلبية الصحف الورقية، والتي تواجه أزمات في دفع الرواتب، وتوفير المستلزمات التشغيلية، والبنية التحتية الضرورية، الأمر الذي يحتم على الحكومة الالفات الجاد لهذه الأزمة والتعامل معها حتى لا تغيب الصحف عن المشهد كما حدث مع صحيفة العرب اليوم.

وأضاف السعايدة ان مؤسساتنا الإعلامية تعاني أيضا من مشكلة الإدارات الغير قادرة على إدارة الازمات، مشددا على ضرورة الخروج عن الأنماط التقليدية في الادارة، والانطلاق نحو الابداع والأفكار الخلاقة في العمل الصحفي المسؤول، بالإضافة الى إعادة النظر بالمحتوى الصحفي، وتقديم محتوى مهني وموضوعي، في ظل توفر المئات من المنصات الإخبارية الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي توفر المحتوى الإعلامي بشكل سريع ومفصل.

وقال السعايدة إننا كدولة بدأنا نفقد قيمة الاعلام، وعلى الدولة التفكير بشكل مختلف، وأن تقيم واقعنا الإعلامي بالشكل الصحيح، مشددا على ضرورة أن تتنبه الدولة الأردنية لأهمية دعم الصحافة، ومنحها هامش من الحرية ضمن نطاق المسؤولية، فمن الصعب جدا السيطرة على كل وسائل الاعلام والتحكم بها لاسيما مع الثورة المعلوماتية والالكترونية التي يشهدها هذا العصر.

وقال قطيشات إنه من السهل استخدام عبارة ضبط المهنية الصحفية وتركيب كل القوالب التشريعية على هذه العبارة بهدف تنظيم وضبط وتقييم العمل الإعلامي، لكننا في هيئة الاعلام نسعى لاستثمار حرية الاعلام عبر تعزيزها من اجل تنظيم العمل الإعلامي المهني، لافتا إلى أن وسائل الاعلام الأردنية تمارس حقها في الرقابة على عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبمقارنة ما حقها في النقد مع مختلف وسائل الاعلام في بعض الدول، نجد أن اعلامنا الأردني يرتقي برقابته الإعلامية إلى أن يكون سلطة رابعة.

وحول الدور الفكري والتوعوي والثقافي للإعلام الأردني أشار قطيشات إلى أن الاعلام الأردني بشقيه الرسمي والخاص كان عاملا أساسيا في مرور الأردن الامر من العديد من الازمات، وفي مجال محاربة خطاب الكراهية والتطرف، يكفينا اننا لم نسجل في الهيئة كلمة واحدة عبر وسائل الاعلام قاطبة، تروج للفكر المتطرف أو لخطاب الكراهية، الأمر الذي ينم عن وعي الإعلاميين الأردنيين، لافتا إلى ان الاعلام الأردني قام بدوره في توعية المواطنين بحقوقهم المدنية والسياسية، وكان المفتاح الأول للإصلاح بجميع جوانبه، وكان له دور أساسي في التركيز على المواطنة كهوية أردنية، مشددا على ان الاعلام الأردني يستحق من الدولة والمجتمع الوقوف الى جانبه ودعمه، وتوفير كافة السبل التي تزيد من استمراريته.

واستعرض قطيشات التحديات التي يمر بها الاعلام الأردني، ابتداء من حق الحصول على المعلومة، وانتهاكات حقوق الملكية الفكرية، والمنافسة غير المشروعة في سوق الاعلام والاعلان، مرورا بتحدي ضرورة الموائمة في العبارات المستخدمة في النقد في المواد الصحفية والإعلامية، انتهاء بالحالة التي وصل اليها الاعلام في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات، حيث بات الاعلام انعكاس لما يشاع من اخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن الأصل في ذلك أن يكون الاعلام هو المرجع لهذه المواقع في المواد التي تقدمها لأفراد المجتمع.

بدوره شدد العضايلة على ضرورة الوقوف مطولا عند واقع الاعلام الالكتروني الذي كان نتاجا للثورة الالكترونية التي طرأت على الساحة الإعلامية الأردنية بعد عام 2007، لافتا إلى أن العلاقة بين الحكومة والاعلام عموما لم تكن يوما علاقة تشاركية، وإنما علاقة خصومة، الأمر الذي مهد لنشوء الاعلام الالكتروني الخاص، فأصبحت الساحة الإعلامية تعج بالمواقع الالكترونية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الفوضى في الساحة الاعلامية، وما كان من الحكومة إلا أن تقلل من سقف الحريات بتعديل قانون المطبوعات الأردني، مؤكدا ضرورة معالجة طريقة التفكير الرسمي مع الوسائل الإعلامية، فحتى الان وعند وقوع أي أزمة محلية فإن الحكومة تحمل الاعلام مسؤولية هذه الازمة.

وأوضح العضايلة أن الثورة الالكترونية أدت لظهور الهواة ممن بدأوا العمل الإعلامي بعيدا عن ضوابط واساسيات العمل المهني، بالإضافة الى بروز الصحفي المواطن والذي تم استخدامه بطريقة تسيئ للعمل الإعلامي، لافتا إلى أن الاعلام وبالأخص الاعلام الالكتروني يواجه ثلاثة تحديات أساسية، وهي التحدي الاقتصادي بحيث يتم تسيير المواقع الالكترونية حسب أجندات ممولها، أما التحدي الثاني فيكمن في المضمون الإعلامي الذي يعالج السياسة الرسمية المحلية فقط، وغالبا تكون هذه المعالجات ضعيفة وغير مهنية، أما التحدي الثالث فيكمن في منصات التواصل الاجتماعي التي بدأت تنافس الاعلام الالكتروني.

من جانبه قال نصير ان الاعلام الخاص قبل الرسمي خرج عن الدور المناط به، لدرجة اننا بدانا نشعر أن الاعلام جزء من هذه التحولات السياسية ومحركا لها في بعض الأوقات،  لافتا إلى ضرورة وجود استراتيجية عامة للإعلام، وميثاق شرف نتفق عليه جميعا، ووضع أطر عامة تحكم العمل الإعلامي كحال بعض الدول الديمقراطية التي نتغنى بإعلامها.

وأشار نصير ان التلفزيون الأردني تعرض للكثير من النقد حول تقصيره في نقل ما يجري في الساحة العربية، لافتا إلى أنه خدمة التلفزيون الأردني للتوجهات الحكومية ليس عيبا، فمن حق أي دول الدفاع عن استراتيجياتها وخططها العامة، موضحا أنه وبمقارنة بسيطة بين التلفزيون الأردني والفضائيات العملاقة نجد أن هذه الفضائيات لديها من القيود أكثر مما لدى التلفزيون الأردني ولكنها تدار بحرفية عالية، مشيرا إلى أن الدولة الأردنية مهتمة بالاعلام الرسمي بشكل غير مسبوق، وسيلمس المجتمع هذا التغيير قريبا من خلال الانطلاقة الجديدة للتلفزيون الأردني والإذاعة من خلال الشكل والمضمون الذي سيرتكز على ملامسة حاجات وقضايا وهموم المواطنين ويوافق تطلعاتهم.

وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول أيضا عقد جلستين علميتين، ناقشت الأولى بعنوان "أخلاقيات العمل الإعلامي في ظل التحولات الإقليمية الراهنة"، والتي أدارها الدكتور حاتم علاونة من الكلية، الجلسة نموذجا" لسليمان الأعرج، و"أخلاقيات العمل الإعلامي ف ظل التحولات الإقليمية الراهنة" للدكتورة جهان الفقيه، و"إشكالية تعزيز قيم المواطنة في الفضائيات الإخبارية العربية في ظل الثورات العربية" للدكتورة نوال وسار، و"مصداقية الصحافة الأردنية في ظل أزمة الربيع العربي" للدكتور محمود السماسيري.

وناقشت الجلسة العلمية الثانية بعنوان "الإعلام التقليدي ودوره في الأزمات السياسية" والتي أدارها الأستاذ الدكتور محمود شلبية، موضوعات "قناة رؤيا ودورها في مكافحة الإرهاب خلال الربيع العربي من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين" للدكتور عثمان الطاهات، و"دور قناة الجزيرة في ازدياد درجات الانكشافية إقليميا وعالميا- دراسة ميدانية تحليلية" لفؤاد جدو، و"الاستشراق الإعلامي الجديد (مقاربة في تحولات الخطاب السياسي لدول الربيع العربي) رؤية نحو تفكيك مقولة نهاية الأيديولوجيا" لخولة الخمري والدكتور علي البكوش، و"المصداقية بين الرأي والحقيقة في التغطية الصحفية وعلاقتها بالاعلام المسؤول" للدكتور علاء الدليمي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد