الفريق مشهور حديثه الجازي رجل وموقف

mainThumb

15-11-2017 08:53 PM

كثير هم الذكور وقليل هم الرجال فالرجولة تفرزها المواقف وما أكثر الذكور للأسف وما أقل الرجال .
 
مقالنا هذا الأسبوع عن رجل وفارس عربي من الأردن صنعته المقادير في لحظات فارقة في تاريخ الأمة ، وأثبت أنه الرجل والقائد والفارس المغوار  في الميدان وفي ملتقى الشجعان والجدير برتبته الرفيعة التي يحملها  ، وبالمسؤولية الضخمة التي كان كفؤ لها عندما واجهته الأحداث والاختبار في ذلك اليوم الخالد في تاريخ الأمة العربية وتحديدا الأردن وفلسطين بشكل خاص .
 
انه يوم الكرامة حين توحد الجندي الأردني مع الفدائي الفلسطيني يدا واحدة في مواجهة جيش قطعان العدو يقوده الجنرال المغرور موشيه ديان ، وكانت مفاجأته  فقد تجاوز ذلك الديان الحدود من فلسطين المحتلة للأردن وقد قال  لكل وسائل الإعلام الصهيونية آنذاك بأنه ذاهب لنزهة عسكرية ومن خلالها يقتل الفدائيين ويجلب من يقع منهم أسيرا في يده .
 
وبعد ذلك أخذت الصهيونية العالمية تبث في إعلامها الذي غزا العالم  بأن الجولة لن تطول وسوف يقضي ديان على كل الفدائيين ، ولكن في تلك اللحظة التي لا يصمد بها ولا يقف  إلا الأبطال  خاصة في ظروف ما بعد النكسة بأشهر معدودة ، أخذ الفريق الذهبي مشهور ألجازي الذي نحتفل بالذكرى السنوية السادسة عشر لرحيله على عاتقه المسئولية التاريخية واقسم على المقاومة والصمود حتى النصر أو الشهادة  ، وقطع اتصالاته مع قيادته وتفرغ لمعركته  التي رغم كل من ادعى الكرامة وادعى البطولات   وحاول الكثير تزوير التاريخ لدرجة أن بطلنا العظيم للأسف لم ينصف في وطنه فيما قدمه بتلك الملحمة ولكن  رغم أنوف كل الحاقدين ارتبط ذلك اليوم المجيد باسم الفريق البطل مشهور حديثه ألجازي ، وكان يوما تاريخيا للعرب حينما تصدى الأبطال الفدائيين وإخوانهم من الجيش الأردني لقطعان العدو الصهيوني وكانت النتيجة هزيمة ساحقة لقطعان جيش العدو ورجع ديان خائبا فاشلا  .
 
وكان لذلك الانتصار التاريخي  معنى وقيمة لا تقدر بثمن فهو انتصار عربي رسمي  على قطعان جيش العدو ، ولعل قيمته التاريخية أنه جاء بعد أشهر معدودة من نكسة حزيران يونيو الأليمة عام 1967م ، وكان يوم الكرامة رسالة مفادها أن تلك النكسة ليست نهاية التاريخ بل أنه حالة شاذة وليست القاعدة  ، وكما أبدع بالاتجاه الآخر جيش مصر وسوريا في حرب الاستنزاف  التي مهدت لحرب أكتوبر المجيدة  وكانت البداية معركة الكرامة .
 
 
الفريق مشهور حديثة ألجازي هو الأب والقائد التاريخي لذلك الانتصار ، ولذلك اليوم الخالد في تاريخ الأمة ويكفيه فخرا أن ذكر تلك الملحمة ارتبط باسمه  وأن التاريخ لا يكتب بالأحقاد والأهواء الشخصية  ، ولهذا حتى اليوم لم نرى في وطننا العزيز تكريما للفريق ألجازي رحمه الله يليق باسمه ودوره التاريخي .
 
ومن المؤسف أن قنوات عربية انتبهت لتلك النقطة وسجلت حلقات عن بطل الكرامة في الوقت الذي بقي التلفزيون الأردني خارج التغطية  لمصلحة من ذلك ؟؟؟ 
 
رحمك الله أبا رمزي وأسكنك فسيح جنانه فقد عشت كريما و من بيت كرم وشهامة  ويا لمصادفات القدر هل كان القائد الانجليزي كلوب وكيل الانتداب العسكري البريطاني في الأردن  يعلم حين أدخلك الجيش الأردني وحملك بسيارته العسكرية الخاصة بأنك ستكون  من يحمله يوما للمطار  لمغادرة الأردن للأبد  وانك ستكون أول قائد عربي يهزم الكيان الذي  أوجدته بلد كلوب وتلك هي المقادير التي أفرزت لنا هذه القامة الأردنية العربية العظيمة .
 
رحم الله أبا رمزي وتاريخ الأمم والشعوب يكتبها الأحرار ويتاجر بها الصغار وما كنت يوما يا أبا رمزي إلا كبيرا قدرا وشأنا  والى رحمة الله ورضوانه في ذكراك العطرة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد