يحدث في إيران حاليا - سعاد عزيز

mainThumb

16-11-2017 10:29 AM

سبر أغوار الملف الايراني و البحث في جوانبه المختلفة، تضع المرء أمام حقائق و وقائع مفجعة تثير الحزن و السخط و الالم معا، ذلك إن الذي يجري في إيران اليوم و بعد قرابة 40 عاما من ح?م نظام الجمهورية الاسلامية يميط اللثام عن مشاهد مأساوية تبين في خطها العام بأن الاوضاع في إيران قد وصلت ليس الى المرحلة الحرجة للحياة الانسانية وانما تجاوزتها أيضا ولعل هذا هو السبب الذي يدفع الجماهير الايرانية المحتجة تبادر ليس بعدم الخوف من هجمات العناصر الامنية الايرانية لتفريقها وانما حتى للإشتباك معها و طردها و مطاردتها.
 
جدران المدن ال?بيرة في سائر أرجاء العالم تزين بإعلانات جميلة لألعاب أطفال أو أفلام و مأ?ولات أو عطور وماشابه، أما جدران المدن الايرانية المختلفة فهي تزخر بإعلانات لو علقت أية واحدة منها في أي بلد من بلدان العالم فإنه سيثير ضجة تنشغل بها وسائل الاعلام و البرلمان لأيام، حيث إن إعلان من قبيل:" أبيع أبني ذو ال5 أعوام"، أو إعلان من قبيل:"أبيع ?ليتي بأي ثمن تطلبونه"، أو:"أبيع قرنية عيني لإنني لاأمتلك ثمن رغيف واحد من الخبز"، هذه الاعلانات أو ماشابهتها تملأ جدران المدن الايرانية وهي و?ما قلنا توضح ماقد قلناه بأن الاوضاع في إيران قد تجاوزت المرحلة الحرجة وهو مايعني بإن إيران صارت أمام مفترق بالغ الخطورة خصوصا فيما لو إستمر الحال على بعضه ?ما يقول المثل.
 
مايجري حاليا في إيران، هو حاصل تحصيل شعب يعيش أ?ثر من 70% منه تحت خط الفقر فيما يعاني 15 مليونا آخرين من المجاعة و تعاني 11 مليون عائلة إيرانية تحت وطأة الادمان على المواد المخدرة، الى جانب قرابة26% من البطالة و مشا?ل و أزمات حادة أخرى، والاسوء من ذلك ليس هنالك من أي أمل بتحسن الاوضاع وانما يعلم الجميع بأن الامور ستسوء أ?ثر و ينتظر الشعب الايراني ال?ثير من الويلات و المصائب الاخرى، ولذلك فإن بقاء هذا النظام يعني بالضرورة توقع ?ل ماهو أسوء، ولذلك فإن الشعب الايراني يتطلع للتغيير الذي طرحته و تطرحه المقاومة الايرانية ?حل وحيد ل?افة مشا?ل و أزمات إيران، والذي يثير السخرية أن يبادر النظام وخلال هذه الايام للإعتراف بأن هناك 11 مليون مواطن إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وفي هذه الايام أي التي صادفت هذا الاعتراف النسبي بحقيقة و جريمة أ?بر من ذلك ب?ثير، فإن هذا النظام يجري تجارب إطلاق صواريخ بالستية مطورة ت?لف الملايين ولاتنفع الشعب الايراني بشئ الى جانب تصعيد التدخلات في المنطقة، وهو مايعني إن النظام بات يسير في طريق مسدود نهايته المواجهة مع الشعب الايراني نفسه قبل غيره ل?ن المثير للسخرية إن إطلاق هذه الصواريخ هي التي باتت تنع?س سلبا على الاوضاع في داخل إيران وهو الامر الذي يثير حنق الشعب أ?ثر خصوصا بعد الصاروخ الايراني الذي أطلقه الحوثيون على الرياض.
 
المراهنة على حدوث تغييرات إيجابية في هذا النظام من خلال مزاعم الاعتدال و الاصلاح ال?اذبة و التي هي في الحقيقة مجرد غطاء من أجل التستر على هذا النظام ل?ي يواصل مخططاته المشبوهة، فإنزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد أ?دت لأ?ثر من مرة و في أ?ثر من مناسبة بأن تغيير النظام وإقرار الديمقراطية في إيران هما المفتاح لأزمات المنطقة والتغلب على التطرف الديني، ذلك إن النهج الاستبدادي الذي يح?م البلاد و يصادر ?افة أنواع الحريات، يدفع الشعب الايراني نحو مستقبل مجهول ولذلك فإن التغيير ليس فقط هو قدر إيران و الشعب الايراني وإنما لشعوب المنطقة أيضا ومن دونه ليس بالام?ان إنتظار حدوث أي تغيير إيجابي في إيران.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد